بدأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، منذ الثلاثاء، بالإعلان عن إدراج عناصر جديدة في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في دول عدة، بينها المملكة العربية السعودية وعمان والأردن وسورية وإيران وفرنسا وألمانيا وإسبانيا.
ويُقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من التراث الثقافي.
أدناه أبرز العناصر الجديدة في قائمة التراث الثقافي غير المادي من العالم العربي:
المنسف الأردني
رأت "يونسكو" أنه "لا يمكن زيارة الأردن من دون تذوق المنسف الذي تشتهر به البلاد، ويرتبط بنمط الحياة الزراعية الرعوية التي تتوفر فيها اللحوم ومنتجات الألبان"، ولفتت إلى أن "الشكل المغري للطبق وطعمه الشهي ليسا العاملين الوحيدين اللذين أديا إلى إدراجه على القائمة، فالتجهيز بحد ذاته يعد حدثاً اجتماعياً، إذ يناقش الطبّاخون الاهتمامات المشتركة، ويسردون القصص، ويغنّون".
الخنجر العُماني
الخنجر جزء من اللباس التقليدي الذي يرتديه الرجال في عُمان خلال المناسبات الوطنية والدينية والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف، وهو عنصر أساسي في الثقافة العُمانية، ويتطلب تصنيعه معرفة ومهارات كبيرة تنتقل من جيل إلى آخر. وأوضحت "يونسكو" أنه "يُنظر إلى المواد المنقوشة بتصميمات فريدة على أنها انعكاس للارتباط بالأرض. ويُعتبر الخنجر جزءاً من شعار الدولة، ويلعب دوراً رئيسياً في العديد من العادات والتقاليد العُمانية، وتشير المصادر التاريخية والاكتشافات الأثرية إلى أن العُمانيين ارتدوه منذ قرون".
الأعواد الموسيقية
من إيران وسورية، أدرجت صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها في القائمة.
حداء الإبل
من المملكة العربية السعودية وعُمان والإمارات العربية المتحدة، أدرج حداء الإبل في القائمة، وهو تقليد شفهي للنداء على قطعان الإبل.
البن الخولاني
من السعودية أيضاً، أدرجت المعارف والممارسات المرتبطة بزراعة البن الخولاني. تنمو الثمرة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من الزراعة، وتحصد باليد، وتترك لتجف. تزرع قبائل الخولاني حبوب البن منذ أكثر من 300 عام، ونقلت المهارات والتقنيات إلى الأجيال الشابة. وأشارت "يونسكو" إلى أن القهوة "رمز للكرم في السعودية، وتُعتبر خدمة الضيوف وتكريمهم بحبوب البن علامة على الشرف والاحترام".
الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة
تخلد المهرجانات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر ذكرى رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر هرباً من اضطهاد الملك هيرودس. تقام ذكرى هذا الحدث سنوياً من خلال مهرجانين يشارك فيهما المصريون بأعداد كبيرة، الأول يُسمّى "عيد مجيء العائلة المقدسة إلى مصر"، وهو حدث يستمر ليوم واحد ويُقام في بداية يونيو/حزيران، والثاني يسمى "عيد العذراء"، وهو وليمة تقام في بلدات ومدن بينها درنكة والقاهرة بين مايو/أيار وأغسطس/آب.
الراي الجزائري
الرّاي الجزائري وسيلة لنقل الواقع الاجتماعي من دون محرمات أو رقابة، ويتناول موضوعات مثل الحب والحرية واليأس ومحاربة الضغوط الاجتماعية. ظهر هذا النوع الغنائي في ثلاثينيات القرن العشرين، وكان منتشرا خاصة في المناطق الريفية في الغرب الجزائري، من قبل الشيوخ والشيخات. وفي منتصف الثمانينيات، عرفت موسيقى الرّاي انتشاراً واسعاً، بفضل بروز "الشباب"، مع إدخال آلات عصرية على هذه الموسيقى الجزائرية التقليدية في مدينة وهران.
الهريسة التونسية
حسب وثيقة التعريف التي نشرتها المنظمة، فإن "الهريسة تعتبر عنصر هويّة لتراث الطهي الوطني، وعاملاً من عوامل التماسك الاجتماعي، وعنصراً موحداً لبلد بأكمله".
النخلة
برزت النخلة أيضاً على القائمة، من الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وموريتانيا والمغرب وعُمان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والسودان وتونس واليمن.
التلي
من الإمارات العربية أيضاً أدرج التلي على قائمة المنظمة، وهي حرفة نسيج يدوي تقليدي تتميز بألوانها الزاهية وتصميماتها الجميلة. يُستخدم التلي في تزيين الملابس النسائية، من فساتين الأعراس والفساتين الرسمية إلى الملابس اليومية. يحاك التلي بلفّ وتضفير خيوط مختلفة معاً في جديلة تصنع شريطاً طويلاً رفيعاً منسوجاً وموشى بتصميمات زخرفية جميلة ومطرزة. انتقلت مهارات التلي من الأمهات إلى الفتيات جيلاً بعد جيل.
برنامج السدو التعليمي
أدرج هذا البرنامج من الكويت على قائمة "يونسكو"، ويُعنى بالتدريب على فن النسيج بالتعاون مع إدارة الفنون في وزارة التربية والتعليم، بهدف رفع مستوى الوعي حول نسج السدو التقليدي بين الأجيال الشابة في الكويت.