لم تنتظر إليسا كثيراً لإنهاء تعاقدها الطويل مع شركة روتانا، حتى بدأت بالبحث عن منافذ أخرى مماثلة في سعة الانتشار، رغم إبقائها على الرابط وحفظ ماء الوجه بينها وبين الشركة السعودية، التي قضت فيها أكثر من ستة عشر عاماً.
سنوات لم تخل من المشاكل والاختلاف الكبير بين رؤية إليسا الفنية وشروط الشركة، خصوصاً مع مديرها العام سالم الهندي، الحاكم بأمر روتانا وقراراتها ومغنّيها منذ ما يقارب ثلاثين عامًا.
في عام 2009، عادت إليسا لتجدد تعاقدها مع الشركة السعودية بأمر من الأمير الوليد بن طلال، بعدما تبنت روتانا نجاحها عام 2004، واصطادتها من المنتج اللبناني الراحل جان صليبا. كان صليبا مهد الطريق أمام صاحبة "عايشالك"، واستطاع بحنكة أن يخطف لها جائزة الموسيقى العالمية عام 2005 في موناكو، ما سهّل لإليسا العبور إلى الجمهور والضوء والشهرة.
قبل يومين، أعلنت منصّة "أنغامي" عن عودة إليسا إلى الشركة عبر برنامج "بودكاست"، يبدأ بثه اليوم الأربعاء بحسب البيان. العودة جاءت بعد حذف محتوى أغاني إليسا بالكامل من المنصة عام 2018، والسبب هو تعاقد شركة روتانا مع منصة "ديزر" الفرنسية بعقد حصري، ما يمنع بث كل إنتاج شركة روتانا على منصة ثانية منافسة.
حاولت إليسا مراراً الترفع عن الأمر الذي اعتبرته هدماً لنجاحات كبيرة حققتها على المنصة وفقاً لعدد مشاهدات متابعي تطبيع "أنغامي"، واستجابت على مضض لدعوات روتانا/ديزر، لكنها لم تصمد أكثر من ذلك، وهي اليوم تحاول البدء من جديد عبر برنامج، لتعود إلى المنافسة الحقيقية بينها وبين زملائها الذين سبقوها وتعاونوا مع أنغامي (راغب علامة ونانسي عجرم وغيرهما).
في "بودكاست"، تقدّم إليسا روايات موزّعة على عدة حلقات: ذكريات الطفولة، وحديث عن صداقاتها وعلاقاتها الإنسانيّة، إضافةً إلى التحديات التي واجهتها خلال رحلتها الغنائية، كما تبوح بأمور لم يسمعها الناس من قبل.
وقال إيدي ماروني، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في "أنغامي": "لا تختلف أهمية رأي إليسا عن أهمية موسيقاها. هي دائماً واضحة وصريحة في أفكارها، إلى درجة أنّ هذا الأمر صار ميزة في شخصيّتها وجعلها من أكثر الشخصيات المؤثّرة محلياً وعالمياً. نشكر ثقة إليسا واختيارها أنغامي، ونحن واثقون من نجاح هذه التجربة، كما أنها ستمهّد الطريق من خلالها لازدهار ثقافة البودكاست في المنطقة".
يأتي ذلك بعد إعلان إليسا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن عدم نيتها تجديد تعاقدها مع شركة روتانا، وأنها ترغب في تجربة الإنتاج لنفسها، وامتلاك أغانيها بشكل حصري. تصريح يأتي بعد عام واحد من إعلان نيتها الاعتزال بعد المشكلة التي واجهتها مع رئيس هيئة الترفيه في السعودية تركي آل الشيخ (2019)، ومحاولة حثيثة للمصالحة جاءت عبر روتانا.. لكن ذلك لم يبدد حذر إليسا ربما من إعادة التعاقد مع الشركة، أو محاولة فهم قدرة الفنان على الإنتاج لنفسه ومواجهة سياسة الاحتكار.