استمع إلى الملخص
- يتناول الكتاب عادات وتقاليد يهود الجزائر، وكتب مقدمته الكاتبة الإسرائيلية فاليري زيناتي، مما أثار جدلاً واسعاً واعتبره البعض مدخلاً للتطبيع الثقافي.
- أثار الإعلان عن الفعالية موجة رفض كبيرة، حيث اعتبرها البعض استفزازاً لمشاعر الجزائريين، خاصةً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
اضطرت مكتبتان خاصتان في الجزائر إلى إلغاء حفلي توقيع لكتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي، كانا مقررين الخميس والسبت المقبلين، بعد ضغوط وانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة لتزامنه مع ظرف حساس للغاية.
وأكدت الهيئة المسيرة لمكتبة أقوال الشجرة في العاصمة الجزائرية إلغاء النشاط الذي كان مقرراً عقده السبت، لكنها نفت وجود ضغوط من السلطات، وقال مسيّر المكتبة شارف محمد إسكندر في اتصال مع "العربي الجديد" إن إلغاء اللقاء جاء بناءً على قرار داخلي من قبل المكتبة، وليس بطلب أو أمر من السلطات. من جهتها، أعلنت مكتبة الشيخ في مدينة تيزي وزو، قرب العاصمة الجزائرية، عن إلغاء نشاط كان مقرراً يوم غد الخميس، يتضمن استضافة الكاتبة لتوقيع كتابها.
ويتضمن كتاب "الجزائر اليهودية، أنا الآخر الذي أعرفه قليلاً"، الصادر بالفرنسية عن دار فرانز فانون الجزائرية، سرداً يحصي عادات وتقاليد وتراث يهود الجزائر، ويدافع بشدة عن الوجود اليهودي في الجزائر، لكن المثير أنّ مقدّمة هذا الكتاب، كتبت من طرف الكاتبة الإسرائيلية والجندية السابقة في جيش الاحتلال فاليري زيناتي، والتي سبق لها نشر كتاب بعنوان "عندما كنت جندية".
وهدية بن ساحلي كاتبة فرنسية ـ جزائرية، أتمّت دراستها العليا في الآداب واللغات بين الجزائر وفرنسا. كما سبق أن فازت روايتها الأولى "العواصف الرعدية" بجائزة أدبية محلية في الجزائر عام 2019، إضافةً إلى ترشحها لجائزة محمد ديب خلال العام نفسه.
ويعتقد أن يكون المسؤولون عن المكتبتين قد استشعروا تزايد الاستياء من هذا النشاط المتعلق بكتاب ذي محتوى بالغ الحساسية بالنسبة للجزائريين، وفي ظرف حساس، خاصةً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، ما دفعهما إلى إلغائه.
ومنذ إعلان المكتبة منذ يومين عن تنظيم اللقاء، برزت موجة رفض كبيرة لإقامته، واعتبر هذا النوع من الترويج لكتب تتحدث عن وجود وثقافة يهودية في الجزائر مدخلاً من مداخل التطبيع الثقافي. وكتبت الصحافية أميرة مقيدش: "قرار صائب بإلغاء ندوة حول كتاب الجزائر اليهودية المقرر تنظيمها يوم السبت القادم للكاتبة هدية بن ساحلي، خاصة في هذه المرحلة الحساسة ثقافياً واجتماعياً، لكن من الواجب إعادة النظر في المسار الثقافي الجزائري والكتابة في حد ذاتها".
بدوره، كتب الباحث في قضايا التاريخ عبد الغني بلقيروس منشوراً قال فيه: "من وراء الترويج للتطبيع الثقافي في الجزائر؟ في ظلّ حرب الإبادة على إخواننا في غزّة، والتآمر العلني والخفي على بلادنا لجرّها إلى مستنقع التطبيع. تأتي كاتبة جزائرية اسمها هدية بن ساحلي لتصدر وتروج لكتاب جديد لها بعنوان الجزائر اليهودية. فهل هو استفزاز لمشاعر الجزائريين؟ أم مقدمة لتطبيق ثقافي؟" كذلك، تساءل الكاتب سعيد بوطاجين في تعليق له عن العلاقة بين كتاب "الجزائر اليهودية" بكتاب جورج مايني الذي نشر في 1887 بالعنوان نفسه.