إعلام عربيّ يهلّل لانقلاب قيس سعيّد: "بطل وفقيه دستوري"

26 يوليو 2021
الشارع التونسي اليوم (Getty)
+ الخط -

بينما بدا الإعلام التونسي متخبطاً في تغطيته للقرارات الانقلابية التي أعلنها الرئيس قيس سعيّد، ظهر أنّ مجموعة من وسائل الإعلام العربية قد اتخذت موقفها الداعم لسعيّد، بل قادت ما يشبه حملة الترويج لقراراته التي تضمنت إقالة رئيس مجلس الوزراء هشام المشيشي، وتعطيل عمل البرلمان، ونشر الجيش في شوارع تونس.

وتركّزت وسائل الإعلام هذه، بشكل خاص، في 3 دول، هي مصر والسعودية والإمارات، إذ بدت العناوين شبه موحّدة، خصوصاً لجهة استخدام تعبير "تونس تنتفض"، معتبرين ما يحصل خطة ضرورية "لطرد الإخوان المسلمين" من الحياة السياسية.

وكان من اللافت احتفاء وسائل الإعلام هذه بأحداث تونس، إذ احتفى موقع "العين" الإماراتي، الممول من قبل الحكومة، بقيس سعيد، واصفاً إياه بـ"البطل"، فيما نشر الموقع عدداً من التقارير حول حزب النهضة والإخوان المسلمين، كما احتفت القناة السعودية الإخبارية الرسمية وقنوات العربية وسكاي نيوز الممولة سعودياً وإماراتياً بالأحداث. 

وتوحدت العناوين على "سكاي نيوز عربية" وصحف إماراتية ومواقع محسوبة على الإمارات، مثل "النهار العربي"، وامتلأت هذه المواقع بتقارير عن "احتفالات الشعب التونسي بقرار سعيد".

وكما في الإعلام، كذلك على مواقع التواصل، حيث شارك عشرات المغردين الإماراتيين في التهليل لقرارات سعيد. البداية كان مع رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان، الذي كتب عبر "تويتر" حتى قبل ظهور سعيد، "أخبار سارة... ضربة جديدة قوية جاية للإخونجية". 

ونشر أستاذ العلوم السياسية المقرب من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، عبدالخالق عبدالله، منشورات تؤيد حركة قيس سعيد قائلاً: "أتابع تطورات تونس تنتفض مع التمنيات للشعب التونسي المستاء بشدة وعن حق من أداء حكومته وبرلمانه بمستقبل آمن ومستقر ومزدهر".

سعودياً، بدا المشهد أقل انحيازاً، وإن كانت التغطية مؤيدة لقرار الرئيس التونسي.

وبينما اختارت وسائل الإعلام الرئيسية عناوين لا تحمل انحيازا، إلا أن المغردين على مواقع التواصل كانوا أكثر انحيازاً. فكتب الدكتور السعودي عبد الله الغذامي: "سرقوا الربيع العربي وحولوا ثورة الجياع ليشبعوا وحدهم ويجوع الكل هذه نتائج الحزبية الشعاراتية منذ الخمسينات إلى نموذج الغنوشية".

بينما قال الإعلامي السعودي المقرب من السلطات عضوان الأحمري: "جماعات الإسلام السياسي والجماعات الدموية لا تؤمن بالوطن ولا حدوده، بل بالخليفة والمرشد والجماعة والتنظيم. ولاء عابر للقارات لمرشد أقصى حدود فكره التكفير، أو الاغتيال. لا ازدهار مع الإخوان".

مصرياً، تجنّدت وسائل الإعلام جميعها للاحتفاء بخطوة سعيد، فوصفته "المصري اليوم" بـ"العصفور النادر الذي حرّر تونس من الإخوان"، بينما وصفته "اليوم السابع" بـ"رئيس جمهورية بدرجة فقيه دستوري أجهض مؤامرات الإخوان فى تونس"، وهو ما فعلته باقي المواقع، وقنوات التلفزيون المدارة من قبل المخابرات المصرية.

المساهمون