أعلن رسام الكاريكاتير التونسي الشهير توفيق عمران، الجمعة، أن النيابة العمومية قررت فجراً إطلاق سراحه، على أن تحقق معه في وقت لاحق اليوم، في المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة.
كان توفيق عمران (64 عاماً) قد أوقف احتياطياً الخميس، بشبهة "الإساءة إلى الغير" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر رسمَين ينتقدان رئيس الحكومة أحمد الحشاني، وفق ما قاله محاميه العياشي الهمامي لوكالة فرانس برس.
وذكر المحامي العياشي الهمامي أنّ الرسام أوقِف نحو الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، في منزله في مقرين في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة.
واقتيد الرسام إلى مركز الشرطة في مقرين، حيث خضع خلال ثلاث ساعات لاستجواب في شأن رسمَي كاريكاتير نشرا في أوائل أغسطس/ آب على صفحته "عمران كارتونز" ينتقدان اختيار الحشاني لمنصب رئيس الحكومة، وفق ما أوضحه الهمامي.
وقال الهمامي، المعارض لسياسة الرئيس قيس سعيّد، إنّ ما حصل انتهاك آخر لحرية التعبير طاول هذه المرة رساماً كاريكاتيرياً كبيراً.
قوبِل توقيف عمران بانتقادات شديدة على شبكات التواصل الاجتماعي عبّر عنها عدد من شخصيات المجتمع المدني، التي نددت بـ"اعتداء على الحريات". فكتب الناشط الحقوقي والمدير التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين الفاهم بوكدوس: "صديقي الجريدي الساخر حد البكاء لا يمكن أن توقفه كل أمراض العالم المصاب بها، وكل التضييقات والتهديدات على أن يكون صوت المحرومين والمفقرين والمفروزين ومن لا صوت لهم على مر العقود. هذا معدنه الصلب والأمين، وهذا قدر فن الكاريكاتير وماهيته (...) رجاء لا تجربوا أجهزتكم المتهالكة معه، فهي أجبن من أن تواجه سخريته الماحقة".
وطالب نقيب الصحافيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي بـ"الإفراج الفوري" عن عمران.
كما أصدرت النقابة بياناً مساء الخميس، دعت فيه إلى وقفة احتجاجية، عند التاسعة والنصف صباحاً، أمام مقر المحكمة.
ورأت النقابة، في بيانها، أن "السلطة السياسية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، هي التي تشرع لمثل هذه الممارسات القمعية والإيقافات، عبر الخطابات التي تحرض على المخالفين والناقدين وتصنفهم ضمن الخونة والمتآمرين، وهو ما يعطي الضوء الأخضر للأجهزة الأمنية والقضائية بتتبع الآراء الحرة والناقدة".
وحذرت النقابة من "خطورة هذا المسار الذي يهدد أبسط حقوق المواطنات والمواطنين في التعبير عن آرائهم بكل حرية"، وجددت "موقفها المبدئي الرافض لأي محاكمة أو تحقيق يطاول عملاً صحافياً أو إبداعياً أو فنياً مهما كان".