إسرائيل تستنفر لمواجهة هجمات "حماس" الإلكترونية

11 ابريل 2017
سقط 100ضابط ضحية لهجمات حماس(Getty)
+ الخط -
في أعقاب إقراره بنجاح الحركة في الحصول على معلومات استخبارية مهمة عبر التسلل إلى الهواتف النقالة لضباطه وجنوده، أقدم الجيش الإسرائيلي على خطوات تهدف إلى تقليص قدرة حركة حماس على توظيف الحرب الإلكترونية في التعرف على تحركاته ومخططاته الميدانية.
وقد أعلن الجيش أن وحدة خاصة في شعبة الحوسبة التابعة له عملت أخيراً على تطوير تطبيقات وبرامج تهدف إلى الحيلولة دون تمكين مقاتلي "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، من توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في استدراج ضباط وجنود جيش الاحتلال وتسهيل عملية اختراق هواتفهم النقالة والحصول منها على معلومات استخبارية ذات طابع ميداني.

تطوير البرنامج
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، الليلة الماضية، أن ما يعرف بـ"وحدة الحوسبة الميدانية"، التابعة لشعبة "الحوسبة"، والمعروفة بـ"لوتم"، قد نجحت في تطوير برنامج يمكّن الجنود من التعرف على متصفحي مواقع التواصل الاجتماعية الذين يقدمون أنفسهم بشخصيات مستعارة، بحيث يمكّن البرنامج الجديد الجنود والضباط من التعرف على المعلومات الشخصية (بروفايل) الزائفة لكل متصفح للمواقع الاجتماعية. وحسب القناة، فقد تم تطوير البرنامج الجديد في "مركز الابتكارات" في مجمع "السايبر" الإسرائيلي، والذي يطلق عليه "BaseCamp"، الكائن في مدينة "بئر سبع" المحتلة، مشيرة إلى أن منتسبي دورة ضباط في "المدرسة القطرية" للحوسبة وأمن المعلومات التابعة لشعبة الحوسبة، لعبوا دوراً في تطوير البرنامج.
واقتبست القناة من مصدر في "لوتم" قوله إن البرنامج الجديد يقدم تقديراً بنسبة مئوية حول ما إذا كان بروفايل الشخص الذي يتواصل مع الضباط والجنود حقيقياً أم زائفاً. وأشارت القناة إلى أن الجيش نظم محاضرات وندوات تثقيفية للضباط والجنود لزيادة وعيهم وحثهم على إبداء أقصى درجات الحذر في التواصل مع الآخرين في مواقع التواصل الاجتماعي.

أهمية مواقع التواصل
ونقلت القناة عن ضابط كبير قوله إن قيادة الجيش الإسرائيلي باتت تدرك أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت "مركباً أساسياً من مركبات الواقع الاجتماعي الذي يندمج به الضباط والجنود، ما يجعلها حريصة على تأمينه بحيث لا يتحول إلى مصدر تهديد على الأمن". وأشارت القناة إلى أن وحدة "لوتم" استعانت بشركة "كسبرسكي" لأمن المعلومات في تحديد الآليات التي اتبعها مقاتلو حماس في التسلل إلى هواتف الجنود النقالة. وأضافت أنه، حسب التقرير المشترك الذي صدر عن "كسبرسكي" و"لوتم"، فقد تبين أن هجمة "السايبر" التي لا تزال تشنها حركة حماس تستهدف بشكل خاص ضباط وجنود جيش الاحتلال الذين يؤدون خدمتهم في فرقة "غزة" التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي. وحسب التقرير، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن 100 ضباط من رتب مختلفة "سقطوا ضحية لهذه الهجمة"، حيث أشار إلى أنه تم التعرف على طابع المعلومات الاستخبارية التي تمكنت حماس من الحصول عليها من خلال هذه الهجمة. وحسب التقرير، فقد استهدفت حماس بشكل خاص الهواتف النقالة التي تعمل بنظام "الأندرويد"، حيث تحولت هواتف الضباط والجنود الذكية إلى "وسائط تجسس تمكنت حماس من خلالها من الحصول على معلومات استخبارية". وأشار التقرير إلى أن نشطاء حماس تمكنوا من خلال الهجمة الإلكترونية من التعرف على أماكن تواجد الضباط والجنود وحصلوا على سجلات المحادثات التي أجروها، والتي تتضمن معلومات سرية، إلى جانب أن عناصر حماس تمكنوا من التحكم بكاميرات الهواتف النقالة من أجل الحصول على معلومات مصورة عن المناطق التي يتواجد فيها الضباط والجنود، والتي تشهد عادة أنشطة ميدانية عسكرية.

آلية حركة حماس
وحسب التقرير، فإن الآلية التي اتبعها مقاتلو حماس تقوم على التعرف على الضباط والجنود من خلال "فيسبوك"، ثم التواصل معهم من خلال "بروفايل زائف وشخصية مستعارة"، تكون عادة لـ "نساء حسناوات". وأشار التقرير إلى أنه بعد حصول التواصل مع الضباط والجنود يحرص مقاتلو حماس على إرسال روابط تحتوي على تطبيقات فيديو خبيثة تكون عادة برامج "حصان طروادة" ذات طابع تجسسسي يقوم الضباط والجنود بإنزالها على هواتفهم، ما يمكّن ناشطي حركة حماس من الحصول على المعلومات التي يرغبون بها.




المساهمون