إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي لاستهداف 37 ألف فلسطيني في غزة

03 ابريل 2024
فلسطينيون شمالي مدينة غزة، 3 إبريل (داود أبو الكاس/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل استخدمت قاعدة بيانات "لافندر" المدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد واستهداف 37 ألف فلسطيني بدقة 90%، بالتزامن مع نظام "غوسبيل" لتحديد المباني كأهداف.
- السياسة العسكرية الإسرائيلية أدت إلى قتل أعداد كبيرة من المدنيين، باستخدام "القنابل الغبية" وتدمير منازل، مما يعكس استراتيجية "قتل منخفض التكلفة" بتأثير مدمر.
- الضغوط على ضباط المخابرات وتوجيهات "اقصفوا كل ما تستطيعون" تكشف عن تسارع الموافقة على الضربات، مما يثير أسئلة قانونية وأخلاقية حول الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي وتأثيره على المدنيين.

استخدمت إسرائيل في عدوانها على غزة قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لم يُكشف عنها سابقاً، رصدت في إحدى المراحل 37 ألف فلسطيني من غزّة. وتحدّث ستة ضباط مخابرات، جميعهم شاركوا في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف في غزة واستهداف الضحايا، في تقرير نشرته مجلة +972 وموقع لوكال كول العبري.

وبالإضافة إلى الحديث عن استخدام نظام الذكاء الاصطناعي المسمى "لافندر"، كشفت مصادر المخابرات أن المسؤولين العسكريين في إسرائيل سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، خصوصاً خلال الأسابيع والأشهر الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة.

37 ألف هدف

قال الستة جميعهم إن "لافندر" لعب دوراً مركزياً في الحرب على غزة، حيث عالج كميات كبيرة من البيانات لرصد الضحايا بسرعة لاستهدافهم. وقال أربعة من المصادر إنه في مرحلة مبكرة من الحرب، أدرج نظام لافندر ما يصل إلى 37 ألف فلسطيني ضمن بنك أهدافه.

وأضافت المصادر إنه بعد أخذ عينات عشوائية والتحقق من توقعاتها، خلُصت الوحدة إلى أن "لافندر" حقق معدل دقة بنسبة 90 في المائة، ما دفع جيش الاحتلال إلى الموافقة على استخدامه الشامل كأداة توصية بالأهداف. وأفادت بأن "لافندر" أنشأ قاعدة بيانات تضم عشرات الآلاف من الأفراد الذين صُنّفوا على أنهم أعضاء من ذوي الرتب المنخفضة في الجناح العسكري لحركة حماس. وقد استُخدم هذا جنباً إلى جنب مع نظام آخر لدعم القرار يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يُسمى "غوسبيل"، الذي أوصى بالمباني والهياكل كأهداف.

وقال أحد ضباط المخابرات الذين استخدموا "لافندر": "هذا أمر لا مثيل له في ذاكرتي"، مضيفاً أن لديهم ثقة أكبر بـ"الآلية الإحصائية"، و"فعلت الآلة ذلك ببرود. وهذا جعل الأمر أسهل"، وبرّر آخر: "سأستثمر 20 ثانية لكل هدف في هذه المرحلة، وأقوم بالعشرات منها كل يوم. لم يكن لدي أي قيمة مضافة كإنسان، باستثناء كوني ختم الموافقة. لقد وفّر هذا الكثير من الوقت".

وعلّقت صحيفة ذا غارديان البريطانية على هذه المعلومات بأن "شهادتهم الصريحة بشكل غير عادي توفّر لمحة نادرة عن التجارب المباشرة لمسؤولي المخابرات الإسرائيلية الذين كانوا يستخدمون أنظمة التعلم الآلي للمساعدة في تحديد الأهداف خلال الحرب التي استمرت ستة أشهر"، خصوصاً بسبب الغموض الذي لفّ استخدامه لقتل المدنيين، "الأمر الذي يثير مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية".

"قنابل غبية" لقتل منخفض التكلفة

"لافندر" ذكاء اصطناعي طوّره قسم استخبارات النخبة في جيش الاحتلال، الوحدة 8200، التي تشبه وكالة الأمن القومي الأميركية. ووصفت مصادر عدة كيف كان يُسمح لجنود جيش إسرائيل بقتل المدنيين. وقال مصدران إنه خلال الأسابيع الأولى من الحرب، سُمح لهم بقتل 15 أو 20 مدنياً خلال الغارات الجوية على مسلحين ذوي رتب منخفضة.

وكشفت المصادر أن الهجمات على مثل هذه الأهداف تُنفَّذ عادة باستخدام ذخائر غير موجهة تُعرف باسم "القنابل الغبية"، ما يؤدي إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها. وقال أحد ضباط المخابرات: "لا تريد أن تضيع قنابل باهظة الثمن على أشخاص غير مهمين، فهي مكلفة للغاية بالنسبة إلى البلاد، وهناك نقص في تلك القنابل".

وقال آخر: "عادة ما ننفذ الهجمات بالقنابل الغبية، وهذا يعني حرفياً إسقاط المنزل بأكمله على ساكنيه. ولكن حتى لو جرى تجنب الهجوم، فلا يهمك، ستنتقل على الفور إلى الهدف التالي. بسبب النظام، الأهداف لا تنتهي أبداً. لديك 36 ألفاً آخرين ينتظرون".

ونقل التحقيق عن خبراء أن استخدام إسرائيل للقنابل الصامتة لتسوية منازل الآلاف من الفلسطينيين، الذين ربطهم الذكاء الاصطناعي بعناصر المقاومة، يمكن أن يساعد في تفسير عدد الشهداء المرتفع بشكل صادم في الحرب الجارية في القطاع، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 32 ألفاً و975، والمصابين إلى 75 ألفاً و577.

"اقصفوا كل ما تستطيعون" يحرّك جنود إسرائيل

في العمليات العسكرية السابقة التي نفّذها الاحتلال، كان إنتاج الأهداف البشرية في كثير من الأحيان عملية تتطلب عمالة كثيفة. قالت مصادر متعددة، التي وصفت تطور الأهداف في الحروب السابقة لصحيفة ذا غارديان، إن قرار "تجريم" فرد ما، أو اعتباره هدفاً مشروعاً، كان يناقش ثم يوقّع عليه مستشار قانوني. لكن خلال العدوان الحالي تسارعت وتيرة الموافقة على الضربات على أهداف بشرية بشكل كبير، بحسب المصادر، التي قالت إنه مع اشتداد قصف الجيش الإسرائيلي لغزة، طالب القادة بسلسلة مستمرة من الأهداف.

وقال أحد ضباط المخابرات: "لقد كنا نتعرض لضغوط مستمرة: أحضروا لنا المزيد من الأهداف. لقد صرخوا علينا حقاً. قيل لنا: الآن علينا أن نسحق حماس، مهما كان الثمن. اقصفوا كل ما تستطيعون". ولتلبية هذا الطلب، اعتمد جيش إسرائيل كثيراً على "لافندر" لإنشاء قاعدة بيانات للأفراد، بادعاء أن لديهم خصائص مقاتلي المقاومة.

ورداً على التقرير، زعم جيش الاحتلال في بيان له إن عملياته نُفّذت وفقاً لقواعد التناسب بموجب القانون الدولي. ووصف البيان "لافندر" بأنها قاعدة بيانات تستخدم "لمقارنة مصادر الاستخبارات، من أجل إنتاج طبقات محدثة من المعلومات عن العملاء العسكريين للمنظمات الإرهابية" بحسبه.

المساهمون