أنهت جمعية "القناص" القطرية في جمهورية أذربيجان حملة إرجاع الصقور إلى الطبيعة في نسختها الرابعة التي حملت شعار "إطلاق، تكاثر، استدامة"، وأسفرت عن إطلاق 58 صقراً.
ولم تخلُ هذه الدورة من المشاكل المختلفة نتيجة تفشي فيروس كورونا. وقد أشار بالفعل رئيس جمعية "القناص" علي بن خاتم المحشادي إلى ذلك في ختام النسخة الرابعة من الحملة، قائلاً "واجهنا صعوبات عدة، إذ إن العديد من الدول أغلقت حدودها بسبب جائحة كورونا، ولم نستطع إنهاء الحملة في الوقت المحدد لها سلفاً في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي... لكن أخيراً استطعنا إعداد الصقور كي تستعيد لياقتها، وأرجعناها إلى الطبيعة انطلاقاً من الأراضي الأذربيجانية".
وكانت الحملة قد تمّت على 3 دفعات بالتنسيق مع المسؤولين في أذربيجان، إذ ركّبت الجمعية أجهزة تتبع بواسطة الأقمار الصناعية عالية الدقة، وذلك بهدف متابعة مستجدات رحلة الصقور وعودتها للطبيعة.
أما السؤال عن سبب اختيار أذربيجان لإعادة الصقور إلى الطبيعة، فأجاب عنه سفير دولة قطر في باكو فيصل بن عبدالله آل حنزاب "إن اختيار جمهورية أذربيجان لإرجاع الصقور إلى الطبيعة جاء بحكم موقعها الجغرافي الذي يربط بين أماكن الصقور وتكاثرها، وهجرتها في نفس الخط من جمهورية أذربيجان إلى شبه الجزيرة العربية".
وهو ما أكده بدوره نائب رئيس جمعية "القناص" محمد بن عبد اللطيف المسند وأبرز أن جمهورية أذربيجان من الخطوط التي تمت دراستها من قبل الجمعية، إذ تمر منها الصقور للعودة إلى مواطنها الأصلية وأماكن التكاثر الخاصة بها، وهو ما يساعد على تحقيق هدف الحملة في إسهام دولة قطر وتعزيز جهودها في المحافظة على الحياة الفطرية للصقور. وقال المسند إنه عند تجميع الصقور تم فحصها بالكامل وأخذ عينات من الدم وتركيب أجهزة تتبع عن طريق الأقمار الصناعية عليها.
في الإطار نفسه أشار الباحث العلمي في جمعية القناص القطرية، ومدير مشروع قطر لجينوم الصقور إلى أن عملية إرجاع الصقور إلى الطبيعة تتم بالاستفادة من نتائج مشروع قطر لجينوم الصقور وقواعد بياناته، وذلك بجمع عينات بيولوجية من الصقور قبل إطلاقها لحفظها في بنك الجينات الخاص بالصقور، وتحديد بصماتها الجينية، وربط ذلك مع خطوط هجرتها، والتي يتم تحديدها باستخدام أحدث أنواع أجهزة التتبع العلمية بالأقمار الصناعية.
وتعتبر حملة إطلاق الصقور في الطبيعة من العادات والتقاليد القطرية القديمة، حيث كان الصقارون القطريون عند انتهاء موسم الصيد يطلقون الصقور في الطبيعة، وقد توارثت الأجيال هذه العادة، إذ منذ عقود طويلة يقتني القطريون الصقور في الفصول التي تتحسن فيها الأجواء ثم يطلقونها مجدداً في وقت التزاوج والتكاثر والاستدامة.
وأسهمت جمعية القناص بدور بارز في نشر الوعي بأهمية إرجاع الصقور إلى الطبيعة، ولعب دور ريادي في الحفاظ على الصقور من مخاطر الانقراض.