تُخصِص إذاعة "الأسرة" من مدينة غزة أثيرها للحديث عن قضايا الأسرة والمُجتمع، عبر مجموعة من البرامج الإذاعية، التي تُناقش هموم وتطلعات وواقع مختلف الشرائح المُجتمعية، والفئات العُمرية، للحيلولة دون تفاقم الأزمات المجتمعية، والحد منها.
وتتميز الإذاعة الفلسطينية المُتخصصة في الجانبين الأسري والمجتمعي، والتي أعلنت نقابة المحامين الشرعيين، عن إطلاقها خلال حفل يوم المحامي الشرعي الفلسطيني في 20 يوليو/ تموز الحالي، بأن من يُقدم برامجها، نحو 50 من المُحامين المتطوعين.
ويسعى المُحامون من خلال إذاعة الأسرة التخصصية، إلى مُناقشة مُختلف القضايا، والتحديات التي تواجه الأسرة الفلسطينية بشكل خاص، والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، بغرض وضع الحلول المُلائمة لها، والتي يُمكنها أن تُساهِم في تحسين الواقع المعيشي في قِطاع غزة المُحاصر إسرائيليا منذ 17 عامًا.
وتتنوع الحُلة البرامجية التي تُقدمها الإذاعة، والمتطوعون فيها، حيث يُقدم المحامي محمد جرغون، برنامج "بيتنا العامر"، الذي يعده زميله أحمد بن عياش، وهو برنامج اجتماعي يتم من خلاله تسليط الضوء على قصص وتجارب حقيقية لعائلات استطاعت تجاوز التحديات والمِحن، وبناء علاقات قوية ومؤثرة، من خلال القيام بواجباتها قبل المطالبة بحقوقها.
أما برنامج "ثقافة أسرية" والذي تُعده وتقدمه المُحامية المتطوعة زينب عياد، فيندرج تحت قائمة البرامج الاجتماعية بالدرجة الأولى، ويتم خلاله عرض حلقة كل أسبوع في موضوعات وقضايا تخص الأسرة، فيما يستضيف مختصين، إلى جانب تقرير مسموع عن رأي الشارع ومناقشة الضيف به، في مسعى للخروج بأفضل حل للأسرة.
ويُناقش برنامج "أنت تسأل والقانون يجيب"، الذي تُعده وتُقدمه المُحامية المتطوعة ريم الأخرس، الجانب القانوني، بهدف تعزيز الثقافة القانونية لقانون الأحوال الشخصية وحقوق العائلة بأسلوب بسيط وسهل للأسرة، بغرض توعيتها وتحصينها، بينما يهدف برنامج "كان زمان" الذي تقدمه المحاميتان سوزان الزيناتي، وريم الأخرس لتسليط الضوء على البيت الفلسطيني ما بين الماضي والحاضر، وكيف كانت العادات والتقاليد والمعاملات الرسمية، والعرفية في الزواج، وكل ما يخص العادات القديمة والحميدة التي تُحافِظ على تماسُك الأسرة.
وتضمنت الحُلة البرامجية كذلك برنامج "ومضات تربوية"، الذي تعده وتقدمه المُحامية المتطوعة منى الفرا، وهو برنامج تربوي اجتماعي ديني نفسي، يختص بتربية الأبناء، فيما يتناول البرنامج الاجتماعي القانوني "مسائيات"، الذي يعده ويقدمه المحامي المتطوع سالم الجزار، أهم المشاكل الأسرية من الواقع العملي والبحث عن سبل حلها، من خلال استضافة مختصين بهذا الشأن، والتقارير من الجهات الرسمية، ورسائل الجوال، والمشاركات عبر صفحة الإذاعة.
وكان لقصص النجاح جانب تناوله برنامج "قصة نجاح" الذي يعده ويقدمه المحامي إياد بكري، وهو برنامج شبابي مجتمعي يُسلط الضوء على أبرز قصص نجاح الشباب في ضوء الإمكانيات المحدودة في قطاع غزة، فيما يتناول برنامج "صحة الأسرة" الذي تقدمه المحامية ميسون الريفي قضية التثقيف الصحي، ويستهدف الأسرة، والمجتمع، والمؤسسات ذات العلاقة.
وتتعدد البرامج التي يضم بعضها جانب محاكاة الحياة الأسرية وكيفية إدخال البهجة والسرور عليها، ضمن برنامج "ضحكة بتسعد بيت" الذي تعده وتقدمه المحامية رنين المشهراوي، إلى جانب البرنامج الديني "كما بيت الرسول" الذي تعده وتقدمه المُحامية أماني العُطل، ويهدف إلى بناء أسرة قويمة منذ اختيار الشريك وترتيب العلاقات، والحياة، ووضع حلول للتحديات السلبية الطارئة على روابط الأسرة من خلال استضافة محامين شرعيين ومختصين اجتماعيين، وبرامج لاستعراض قصص نجاح محامين ومحاميات رياديين في مجتمعهم، ومناقشة القضايا التي تلامس حياة الشباب في المجتمع.
وتوضح المُحامية المتطوعة روان دادر، والتي تُقدم برنامج "بين قوسين"، لـ "العربي الجديد" أن البرنامج يُحاكي المجتمع والأسرة الفلسطينيين، والحياة اليومية، والعلاقات الأسرية، والتربوية، والسلوكية، ضمن إطار إذاعة الأسرى التي تُحاكي مختلف القضايا الأسرية والمجتمعية.
ويُبين زميلها علاء سكر، والذي يشاركها تقديم البرنامج، أن البرنامج الحواري يضُم مجموعة من المحاور والقضايا الأساسية، والتي تناقش مفهوم "التربية قبل التعليم"، والسلوك، والعلاقات العائلية، فيما تتمحور كافة البرامج الخاصة بالإذاعة حول العِناية بشؤون الأسرة الفلسطينية، من كل النواحي.
ويلفت مدير إذاعة الأسرة، سعد اكريم، إلى أن فكرة الإذاعة تتمثل في إيجاد عمل تنموي دائم لقضية التثقيف الأسري، والإرشاد، والتحصين المجتمعي، وقد تم طرح الفكرة من نقيب المحامين الشرعيين أيمن أبو عيشة على مجموعة من المحامين، وحظيت بالقبول والترحيب، ومن ثم التطبيق.
وبدأ العمل على الإذاعة المجتمعية، وغير المختصة بتقديم النشرات الإخبارية، أو المواضيع السياسية، وبصبغتها المجتمعية البحتة، بالتوازي مع تجهيز المكان واللوجستيات الخاصة به، مع اختيار المُعدين ومُقدمي البرامج، وهم من المحامين والمُحاميات، وفق حديث اكريم لـ "العربي الجديد"، حيث تم مقابلة 250 محاميا ومحامية، واختيار 50 منهم موزعين على كافة الأقسام.
ويلفت اكريم إلى أنّ الإذاعة ستركز على تعزيز الجانب الأسري، للمُساهمة بخفض حالات الطلاق، عبر البرامج الإرشادية لكيفية اختيار شريك الحياة، والتعامل في مرحلة التعارف والخطوبة، والحديث عن الحقوق الزوجية، وحقوق الأبناء، كما تصُب 20% من برامج الإذاعة في مجال تطوير المحامين أنفسهم، خاصة في مرحلة التدريب خلال عام المُزاولة، من خلال شرح الأكواد القانونية، والقضايا من خلال مختصين واستشاريين في المجال القانوني.
وتتمثل الرسالة الأبرز التي تحملها الإذاعة، والتي تُعتبر ضمن لجان العمل النقابي داخل نقابة المحامين الشرعيين في العناية بشؤون الأسرة لتحصينها، وتثقيفها، وإرشادها، والعمل بشكل وقائي عبر جُملة من البرامج المهنية، بهدف تقليص نسبة الإشكالات التي تؤدي إلى تفسُخ الأُسر.