في واقعة غير مسبوقة، أحالت مؤسسة أخبار اليوم الحكومية الصحافي في المؤسسة وعضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين محمود كامل إلى التحقيق بسبب عمله النقابي، حسبما أعلن.
وقال كامل، في بيان صادر عنه، "قبل أيام فوجئت بالشؤون القانونية في مؤسسة أخبار اليوم تستدعيني لتحقيق لا أعرف سببه ولا الدوافع وراءه، خصوصاً أنني لم أُخلّ بأي من واجباتي أو أسئ للمؤسسة بأي شكل من الأشكال (...) لذلك طلبت منهم مخاطبة النقابة قبل المثول للتحقيق تطبيقاً للقانون النقابي، وكانت المفاجأة الصادمة أول من أمس عندما وصل الاستدعاء بالفعل. إذ تبيّن أنّ السبب لا علاقة له بعملي في المؤسسة، بل مرتبط بممارستي لدوري النقابي في الدفاع عن حقوق زملائي، وتحديداً ما دونته عن حق الزميل عماد الفقي بعد واقعة وفاته الموجعة لنا جميعاً، في مخالفة واضحة لقانون النقابة، وهو ما يضرب النشاط النقابي في مقتل بدخول المؤسسات طرفاً للضغط على أعضاء النقابة في ممارسة عملهم".
وفي إبريل/ نيسان الماضي، أقدم الصحافي المصري في صحيفة الأهرام عماد الفقي على الانتحار داخل مكتبه في الطابق الرابع من مبنى الصحيفة المطل على شارع الجلاء وسط القاهرة، وذلك بشنق نفسه من شرفة مكتبه.
وحينها ألمح كامل إلى الإجراءات التعسفية التي قابلها الفقي في مؤسسته طيلة السنوات الماضية، ملقياً باللوم على رئيس تحرير صحيفة الأهرام.
وأضاف كامل في بيانه "الغريب أنّ رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم وقع على الشكوى الواردة من رئيس تحرير الأهرام بالإحالة للتحقيق واستدعائي من قبل الشؤون القانونية من دون أن تكون للمؤسسة علاقة بالموضوع برمته، أو تتوافر لها إمكانات التحقيق فيه، وكان الأولى إحالتها للنقابة، وهو ما يضع المؤسسة في موقف حرج ويثير الشكوك حول دوافع الاستدعاء، ويعرضها ويعرض العمل النقابي للكثير من المخاطر إذا تم تفسير الأمر باعتباره محاولة لإرهابي وغل يدي عن استخدام أدواتي النقابية في الدفاع عن حقوق زملائي أعضاء الجمعية العمومية، حتى لو كان ذلك من دون مسوغ من قانون أو لوائح أو تقاليد نقابية، وهو ما أربأ بمؤسستي العريقة الوقوع فيه".
وأنهى كامل بيانه بـ"إنني إذ أخطر الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين والنقابة مجلساً ونقيباً بما يجري، فإنني أؤكد مجدداً أن التزامي بالدفاع عن حقوق زملائي نابع من مسؤولية نقابية ومهنية، وسأستمر في ذلك طالما كانت هناك شكاوى أو شواهد مثارة حول مظالم أو اتهامات بالتنكيل يتعرض لها الزملاء، وهو واجبي الذي انتخبت من أجله وسأظل حريصاً على أدائه لحين انتهاء تكليفي من قبل الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين".
وكان كامل قد سبق أن كتب في تعقيب على انتحار الفقي أنّ هذا الأخير "تعرض لاضطهاد واضح وصريح وممنهج من علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام طيلة 4 أعوام، اضطهاد وصل لخصم كل الحوافز والأرباح على مدار هذه السنوات، اضطهاد وصل لمنعه من ممارسة عمله الصحافي بشكل غير رسمي ومن دون سبب... الراحل الفقي اختار أن يوجه رسالة من مكان رحيله لكل رئيس تحرير ظالم ولرئيس الهيئة الوطنية للصحافة وأعضاء هيئته ولنقيب الصحافيين وأعضاء مجلسه ولكل قيادة صحافية تمارس الاضطهاد وتقهر الرجال".
بعدها أصدر كامل بياناً رسمياً، بصفته عضو مجلس نقابة صحافيين، بشأن ما بدر من رئيس تحرير "الأهرام" علاء ثابت من عبارات وألفاظ اعتبرها تمثل سباً وقذفاً في حقه، إثر رد ثابت على اتهاماته، وأعلن أنه "بصدد اتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه ما بدر من رئيس تحرير الأهرام الذي رد على ما تواتر من شهادات وأقوال تخص حالة زميلنا الراحل بعبارات سب وقذف صريحة".