أيام فلسطين السينمائية حول العالم

بالتزامن مع الذكرى 106 لوعد بلفور بإقامة "دولة لليهود على أرض فلسطين"، انطلقت اليوم الخميس سلسلة عروض لأفلام فلسطينية في مختلف بلدان العالم في عشرات المواقع.

الفعالية من تنظيم مؤسسة فيلم لاب فلسطين مقرها مدينة رام الله، وبمبادرة وشراكة محورية مع مؤسسة أفلامنا في بيروت، و"أفلام س" في القاهرة.

ومن بين الأفلام الروائية والوثائقية التي وقع الاختيار عليها لعرضها في المواقع الـ114 المختلفة: "حكاية الجواهر الثلاث" للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، و"خيوط السرد" للمخرجة الفلسطينية اللبنانية كارول منصور، و"اصطياد الأشباح" للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، و"حتى إشعار آخر" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، و"الزمن الباقي" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، وفيلم "نادي غزة لركوب الأمواج" للمخرجَين فيليب جنات وميكي يمين، وفيلم "فرحة" للمخرجة الأردنية دارين سلّام.

ومن بين البلدان التي تحتضن العروض: ألمانيا، وفرنسا، وكندا، وإسبانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، والنرويج، وهولندا، واسكتلندا، واليونان، وسلوفينيا، وجمهورية التشيك، وبيرو، وتشيلي، والبرازيل، وكولومبيا، وجمهورية الدومينيكان، وتركيا، والهند، وإندونيسيا، وبنغلادش، والأردن، ولبنان، ومصر، والجزائر، والمغرب، وقطر، وليبيا، وموريتانيا، والإمارات، وسورية، واليمن.

وقال مؤسِّس "فيلم لاب" ومدير مهرجان أيام فلسطين السينمائية، حنا عطا الله، في حديث إلى "العربي الجديد": "بينما نتعرض للإبادة الجماعية في غزة، وتشوه وسائل إعلام عالمية الرواية الفلسطينية بمنهجية يحاول مسؤولون رسميون من خلالها نزع سمات الإنسانية عن شعبنا ومحو معاناته، وفي ظل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حق شعبنا في غزة، ارتأينا أن ننقل قصتنا وصوتنا إلى ما وراء الحدود، إذ ينظّم أصدقاؤنا وشركاؤنا حول العالم عروضاً لأفلام من فلسطين وعنها، يصنعون من خلالها مساحة لتمثيلنا وإيصال روايتنا".

وأضاف عطا الله: "هذا هو الوقت المناسب لتصل الرواية الفلسطينية إلى العالم، لتواجه التشويه والسردية الإسرائيلية الرامية إلى شيطنة الشعب الفلسطيني. تُعرض هذه الأفلام في ذكرى وعد بلفور، لتذكير العالم بأن المأساة الفلسطينية لم تبدأ فقط منذ نكبة عام 1948، بل قبل ذلك بكثير".

وتابع: "هناك شركاء قرّروا العرض في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني بعرض واحد أو أكثر، وهناك شركاء قرروا أن تمتد العروض على أكثر من يوم، علماً أن كل مؤسسة أو شركة أو جهة تبنّت تنظيم هذه العروض هي التي اختارت الأفلام التي ستعرضها من بين قائمة الأفلام المرسلة من قبلنا"، مشيراً إلى أن "جميع العروض مجانية، والشركاء قدّموا مواقع العرض كنوع من التضامن مع فلسطين، ورفضاً للعدوان المتواصل على قطاع غزة. وهناك من يفكر في فتح باب التبرعات، أو تنظيم فعاليات موازية، وهذا أمر يعود لكل جهة شريكة حسبما ترتأي".

سينما ودراما

التحديثات الحية

فلسطين في السينما... يا دمنا الفضيحة

ولفت عطا الله إلى أن اختيار الأفلام راعى أن تعبّر هذه الأفلام عن حيوات الفلسطينيين في أزمنة مختلفة، وأن تشتمل على إنتاجات فلسطينية وأخرى أجنبية، كما هم صانعوها، بعيداً عن الانحياز للإنتاجات الحديثة، أو تقديم عروض لأفلام فلسطينية. كان الاختيار مدروساً ليحدث أهداف "أيام فلسطين السينمائية حول العالم"، التي هي بمثابة حملة تضامن عالمية كبيرة، عبر بوابة السينما.

وكان القائمون على أيام فلسطين السينمائية قد أصدروا بياناً في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنوا فيه عن إلغاء الدورة العاشرة "والعمل على التواصل مع أصدقائنا وشركائنا حول العالم الذين سينظمون عروضاً لأفلام من فلسطين وعن فلسطين، يصنعون من خلالها مساحة لتمثيلنا، وإيصال الروايات القادمة من الفلسطينيين".

بدورها، أشارت مؤسسة أفلامنا اللبنانية، عبر رسالة إلكترونية، إلى أنه "بينما تنخرط وسائل الإعلام الدولية وقادة العالم ومنصات التواصل الاجتماعي الكبرى في الرقابة، وتجريف وتشويه السردية الفلسطينية، وبينما يواصلون تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ومعاناتهم المستمرة، فإننا قررنا فتح منصّاتنا لدعم أيام فلسطين السينمائية حول العالم. ففي ذكرى وعد بلفور، ولتعزيز أصوات الفلسطينيين، ودعم فلسطين، والمساهمة في تغيير السرد المشوّه، تقرر تنظيم أكثر من تسعين عرضاً سينمائياً عن فلسطين حول العالم".

من جهتها، دعت "أفلام س" عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" إلى متابعة الأفلام في المواقع في مدن مصرية مختلفة، مشدّدةً على دلالات الحدث السينمائي التضامني، بتنظيمه مع المؤسسات الشريكة في ذكرى وعد بلفور.