أول جلسة محاكمة للمغني الإيراني تتلو المثير للجدل

04 مارس 2024
تبرّأ المحافظون من تتلو (حامد بديع/Getty)
+ الخط -

عقدت محكمة إيرانية، اليوم الاثنين، في طهران، أول جلسة محاكمة للمغني المثير للجدل أمير حسين مقصود لو المعروف بـ"تتلو"، وفق ما أفادت به وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية.

وأضافت الوكالة أن محكمة الثورة الإٍسلامية الـ26 بدأت إجراءات المحاكمة بحضور محامي المتهم وممثل المدعي العام.

وقرأ ممثل المدعي العام لائحة اتهامات تتلو من دون أن يكشف عن تفاصيل الاتهامات، مشيراً إلى أنه قد اعتُقل ثلاثة مرات داخل البلد منذ 2007، قبل اعتقاله الأخير أثناء ترحيله من تركيا إلى إيران من قبل الشرطة.

وبعد قراءة اللائحة، قرّر القاضي أفشاري رفع الجلسة ليستعد المتهم ومحاميه للدفاع في الجلسات المقبلة.

وكانت الحكومة التركية قد سلمت، في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، المغني تتلو إلى إيران على خلفية شكاوى عدة ضده، وبعد دخوله إلى الأرضي الإيرانية، اعتُقل بأمر قضائي. 

وحينها، أفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية الطلابية بأن أهم شكوى تنتظر تتلو في إيران هي من قبل يافعين أعمارهم تحت 18 عاماً وأسرهم، مشيرةً إلى أن هذا المغني "خلال السنوات الأخيرة، قام بتصرفات واسعة لنشر الفساد بين الشباب والأحداث الإيرانيين". 

وأضافت أن "الفساد الأخلاقي لتتلو خلال فترة وجوده في تركيا تجاوزت الحدود، ما دفع شبكات التواصل إلى إغلاق حساباته"، قائلةً إنه سعى إلى تنظيم حفلات موسيقى في بعض دول الاتحاد الأوروبي، لكن القوانين الأوروبية لم تسمح له بذلك. 

وتتلو مغني راب معروف في إيران، وكان يتابعه على "إنستغرام" أكثر من 4 ملايين شخص قبل إغلاق حسابه من قبل الشركة، بعدما أعلن أنه بصدد إنشاء ما يعرف باسم "حرم سرا" (حرملك) يضم الفتيات من الفئة العمرية من 15 إلى 20 عاماً.   

"تتلو"... قصة نجم مثير للجدل

بدأ تتلو مشواره الفني عام 2004، بعد تأسيس مدونة نشر أغانيه فيها، لكن بعدما أصبح له موقع بين المغنين الشباب، أصدر عام 2012 أول ألبوم بعنوان "تحت الطابق الأرضي"، ثم أصدر ألبوم "تليتي" عام 2013 الذي كان يحوي 15 أغنية. 

بعد ذلك، ودّع عالم الغناء والموسيقى مدة بسيطة، ثم عاد إليه، واعتقل في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 من قبل شرطة الآداب بطهران، لكن أُفرج عنه بعد يومين. 

وشخصية تتلو ليست مثيرة للجدل فقط بسبب مظهره الغريب أو أغانيه أو كتاباته الافتراضية، بل أثار عام 2013 جدلاً سياسياً واسعاً بين الإصلاحيين والمحافظين، بعد ظهوره بجانب المرشح الرئاسي المحافظ إبراهيم رئيسي، ودعمه له، ولاحقاً، كُرّم في مقر وكالة "فارس" المحافظة من قبل شخصيات محافظة.

وحينها، وجّه النشطاء الإصلاحيون انتقادات شديدة للمحافظين، متهمين إياهم بالاقتراب من شخصية فنية غريبة الأطوار لكسب أصوات مؤيديه. إلا أنهم ردوا قائلين إن تتلو قد "تاب" عن تصرفاته "الغريبة" و"غير الأخلاقية"، وأنه أصبح "شاباً ملتزماً". 

وبعدما نشر تتلو، عام 2019، كتابة على صفحته بمنصة "الإنستغرام"، تضمنت "إهانات لشخصيات إسلامية"، وظّف الإصلاحيون ذلك في صراعهم السياسي مع المحافظين، واستدعوا دعمه مرشحهم إبان الانتخابات الرئاسية عام 2013. 

وتبرّأ المحافظون منه بعد هذه الإهانات، وبعضهم تحدث عن "ردة" هذا المغني وطالبوا بإعدامه، لكنه كان خارج البلاد، ولم تتمكن السلطات من اعتقاله.

المساهمون