تجدد أمل عرفة هذا الموسم هويتها في التمثيل، وتتسلح صاحبة شخصية دنيا بكل هذه الحماسة للمشاركة في أكثر من عمل سوري وعربي درامي، لتقدم ثلاثة مسلسلات مصورة لموسم رمضان، في انتظار موافقتها على سيناريوهات بالجملة لمرحلة ما بعد الموسم، ومنها مشاركات في أعمال درامية مُشتركة ستصور في بيروت.
لم تتلقّ أمل عرفة أي آراء تُذكر على دورها في "براندو الشرق"، المسلسل الذي جمعها مع الكاتب والممثل جورج خباز في أول تعاون بينهما. انتهى العمل بهدوء، بعدما قال متابعون إن دورها كان هامشياً في العمل، وتستطيع أي ممثلة تقديمه. لكن مشاركة أمل عرفة، بحسب ردود الفعل، دلت على ثقة كبيرة تحملها، وأن الحضور في الأدوار الصغيرة أحياناً يؤكد صوابية البحث عن التنوع، وخصوصاً أنها ضيفة على محتوى درامي مشترك، يستحق كل هذا الثناء والنجاح الذي حققه "براندو الشرق".
تستعيد الفنانة السورية حضورها ووهجها بعد سنوات من الغياب من دون أسباب، لكن عرفة المندفعة إلى عالم الدراما أكثر من أي وقت مضى، تحاول أن تعوض جمهورها الكبير في العالم العربي غيابها، وستشغل بالطبع مساحات في الدراما السورية من خلال ثلاث مسلسلات، هي "حارة القبة" بجزئه الثاني و"مربى العز" (كلاهما من إخراج رشا شربتجي)، و"زقاق الجن (إخراج تامر إسحاق).
تحاول عرفة تغليب خط الاختلاف في مشاركتها في ثلاثة أعمال لعلها متشابهة في الشكل؛ إذ تنتمي إلى البيئة الشامية، لكنها مختلفة جداً في المضمون، تقف بداية أمام زميلها أيمن زيدان في "زقاق الجن" بدور شيماء. تشير المعلومات إلى أن المسلسل لا يشبه ما بات يعرف بمسلسلات "البيئة الشامية" بشكل توثيقي، بل على العكس، يأتي كمحاولة من قبل المخرج تامر إسحاق للخروج من التقليد والتكرار في إطار فانتازي ببعض تفاصيل الزمن الماضي لحكاية متخيلة، تطلق حالة من التشويق لمعرفة أسرار تلك الحارة المعروفة جداً في دمشق. وهذا ما يضع عرفة في مواجهة مع شريك قوي هو أيمن زيدان، ويزيد من حماسة الانتظار عند الجمهور السوري والعربي.
وعلى الرغم من أن المخرجة رشا شربتجي عملت على مسلسلين ينتميان للنوعية ذاتها، فان الاختلاف بين المسلسلين سيظهر تلقائياً أمام المشاهد، بحسب ما تؤكد شربتجي في عدة تصريحات. أما عن دور أمل عرفة في "مربى العز"، فهو يحمل جوانب معقدة جداً لـ"ملكة" (اسمها في المسلسل)، ويقاسمها ذلك محمود نصر، الذي يستعيد تجاربه في عالم الدراما الشامية بدعم واضح من شربتجي، ومباركة تصل إلى حدود التنافس في الصراع مع أمل عرفة.
في ظل غياب سلافة معمار عن الدراما المحلية السورية، وهي المنشغلة في الدراما التركية المُعربة، وتفضيل كاريس بشار لعمل درامي مشترك ("النار بالنار") يصوّر في بيروت، يمكن لأمل عرفة أن تستعيد نجاحاً مدوياً ينطلق من دمشق هذه المرة أيضاً، ليؤكد على عمق موهبتها وحرفيتها في أن تبقى في الصف الأمامي من دون أي تنازل.