ألبوم "نيفرمايند" لفرقة "نيرفانا" غيّر وجه موسيقى الروك قبل 30 عاماً

22 سبتمبر 2021
انتحر قائد فرقة "نيرفانا" كيرت كوبين عام 1994 عن 27 عاماً (جيف كرافيتز/ Getty)
+ الخط -

قبل ثلاثين سنة صدر ألبوم "نيفرمايند" من "نيرفانا"، في الرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول 1991، محمولاً بأغنية "سميلز لايك تين سبيريت"، ومغيّراً ملامح الروك.

ولاحظت شارلوت بلوم، مؤلفة كتاب "الغرنج، الشباب الأبدي"، الذي يصدر في 29 سبتمبر/أيلول الحالي، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن "هذه الأسطوانة أنهت صلاحية موسيقى الهارد روك التي كانت بمثابة موسيقى الروك الشعبية في ذلك الوقت، وكانت تتميز بأنها سطحية وتعكس كرهاً للنساء".

وبالفعل، عندما صدر ألبوم "نيفرمايند" أثّر سلباً على أليوم "غانز أن روزس" المزدوج "يوز يور إيلوجن" بجزئيه الأول والثاني، الذي صدر قبله بأسبوع.

سلطت "نيرفانا" الضوء على موسيقى الغرنج، وهي من فروع الروك، لكنّ ألبوم "نيفرمايند" جعل الفرقة تطغى أيضاً على فرق أخرى قريبة من أسلوبها، منها "بيرل جام" و"ساوندغاردن". وما حصل في الأمس، يتكرر اليوم.

"ففي الذكرى الثلاثين أيضاً لصدور ألبوم (تِن) لـ(بيرل جام)، ما مِن أحد يأتي على ذكره"، على ما رأت بلوم العائدة من سياتل، معقل الغرنج في الولايات المتحدة، حيث صوّرت فيلماً وثائقياً.

حتى أن "نيفرمايند" يثير اليوم الضجة... لأسباب سيئة أيضاً. فالطفل العاري الذي استخدمت صورته في حوض السباحة على غلاف الألبوم، أصبح بالغاً، ورفع دعوى مطالباً بحقوقه.

وبالتالي، طبعت النسخة المصوّرة من أغنية "سميلز لايك تين سبيريت" تاريخ موسيقى الروك، وما لبثت أن عُرضت فوراً على قناة "إم تي في" الموسيقية التي كانت "الوسيلة الأهم في ذلك الوقت" لتحقيق شهرة الأعمال الموسيقية، وفق ما تذكّر الصحافية.

وتحوّل قائد "نيرفانا"، المغني وعازف الغيتار كيرت كوبين، من دون قصد، إلى أشبه بناطق باسم المراهقين والشباب غير الراضين عن حياتهم. وأصبح هذا الجمهور المتعدد الأجيال يتماهى "تماماً مع نظرة كوبين إلى العالم"، وفق ما كتب الناقد الموسيقي الأميركي أليكس روس، في كتابه "ليسن تو ذيس"، وهي نظرة يصفها روس بالـ"بانك"، أو الرافضة للنظم الاجتماعية السائدة.

لكنّ نجاح كيرت كوبين وتحوّله مثلاً أعلى بالنسبة إلى كثر، كان أكبر من قدرته، وسرعان ما قضى عليه إدمانه على المخدرات القوية المفعول، إذ انتحر عام 1994 عن عمر يناهز 27 عاماً، ما عزز الأسطورة، إذ إن جيم موريسون وجانيس جوبلين وجيمي هندريكس رحلوا أيضاً في هذه السن.

إلا أن وفاة كوبين في هذه السن المبكرة لم تحُل دون تعبيره عن بعض أفكاره. فشريك حياة المغنية كورتني لاف "كان يرتدي الفساتين، ويقول علانية: إذا كنت عنصرياً، وكارهاً للمثليين، لا نريد رؤيتك في حفلاتنا الموسيقية. وكان يدعو فرق موسيقى الروك النسائية للمشاركة في جولاته"، وفق ما أوضحت شارلوت بلوم.

هذا في المضمون، لكن في الشكل على المسرح، مع أغنيات مثل "كام آز يو آر" و"إن بلوم"، كان "كيرت كوبين يتحلّى بجاذبية لا تضاهى، لكن في حالة اضطراب دائم... وكان يخيّل لنا أنه على وشك الانهيار في أيّ لحظة"، بحسب ما كشف عازف الباص السابق في فرقة "سونيك يوث" كينيث غوردون، الذي كان قريباً من كوبين، في سيرته الذاتية "غيرل إن ايه باند".

وتحدّث أليكس روس عن أغنيات تراوح "بين التأمّل والجلبة". وتسنّى التوصّل إلى هذه المواءمة بفضل المنتج الموسيقي بوتش فيغ، الذي كان أيضاً عازف الطبل في فرقة "غاربدج".

فما هو سرّ فيغ إذن؟ تقوم الفكرة على "المزاوجة بين (بلاك ساباث)، وهي الفرقة المؤسسة لنمط الميتال، و(ذا بيتلز)"، على ما شرح نيكولا دوبوي، في كتابه "تايك وان، لي برودوكتور دو روك" الصادر عن دار نشر "كاستور أسترال".

وسمحت هذه الوصفة الموفّقة لألبوم "نيفرمايند" بتحقيق نجاح باهر والإطاحة بمايكل جاكسون من صدارة التصنيفات الموسيقية بعد بضعة أشهر.

(فرانس برس)

المساهمون