ثلاث أغان جديدة كتبت من أجل فلسطين، تتحدث عن حرب الإبادة الجماعية القائمة ضد شعبها، وتدعو العالم إلى أن يحرّك ساكناً لحماية المدنيين العزل، في مواجهة آلة حرب صهيونية لا ترحم. آخر هذه الأغاني أطلقها الفنان المصري حسن أبو الروس، يوم 20 فبراير/شباط الحالي، من خلال منصة يوتيوب، تحت عنوان "حرة يا فلسطين". وأعلن المغني عبر حسابه "إنستغرام"، أن جميع أرباح الأغنية التي استخدم في صناعتها الذكاء الاصطناعي، ستوجه إلى الجهود الإغاثية في قطاع غزة. كان أبو الروس قد نشر في وقت سابق ترويجاً للأغنية الجديدة على "إنستغرام" مصحوبة بعبارة "هذا الحساب يدعم القضية الفلسطينية ولا يعترف بدولة إسرائيل". وبجانب صورة العمل الغنائي، كتب عبارة "أنا بكره إسرائيل"، عنوان الأغنية الشعبية الأشهر للمطرب الشعبي الراحل، شعبان عبد الرحيم.
الأغنية الثانية جاءت من إسبانيا، أحدث أعمال المغني الإسباني الفلسطيني مروان أبو طاحون، تهويدة أهداها لأطفال قطاع غزة الذين يعيشون منذ أشهر تحت القصف الإسرائيلي. أطلق مروان الأغنية من خلال حفل في متحف رينا صوفيا في مدريد، يوم السادس من فبراير/شباط، بحضور وزيرة الشباب والطفولة الإسبانية سيرا ريغو.
أغان وتهويدة
ومن كلمات التهويدة التي جاءت باللغة الإسبانية: "لقد تحملت هدير المدفعية، والنار في الحضانة، ومع ذلك أقف شامخاً. لقد تغلبت على الخوف الذي أصابني بالشلل تحت الأغطية، وشعرت أن الجميع يديرون ظهورهم، ومع ذلك أقف شامخاً".
مروان، الذي نشأ والده في خيام أونروا في مخيم طولكرم للاجئين في الضفة الغربية، تبرع بحقوق أغنيته للجنة الإسبانية التابعة لـ"أونروا". وفي تصريح له، قال: "أونروا هي شريان الحياة الذي دعم أبي منذ ولادته في مخيم للاجئين، ليلتحق بمدرسة تابعة للمنظمة الأممية، حيث تلقى تعليمه حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، كانت موجودة دائماً من أجله، توفر له الغذاء والدعم والتعليم".
ووصف قرار الدول الغربية بتعليق الأموال الموجهة لأونروا، الذي جاء ذلك استجابة لاتهام إسرائيلي بتورط عدد من العاملين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في هجمات 7 أكتوبر، بأنه "مفجع".
وأوضح في مقابلة لموقع الأمم المتحدة: "ما زالت المنظمة تدعم الملايين من الفلسطينيين، بما فيهم جميع سكان غزة، وتبرعي هو أقل ما يمكنني فعله. ومن دون حل سياسي، ليس هناك ما يمكننا القيام به أكثر من التجمع وتقديم مساعدتنا".
ورداً على سؤال حول الاتهامات الموجهة للمنظمة الأممية، أعرب مروان عن حزنه العميق، مؤكدا أن "وصف أونروا بأنها داعمة للإرهاب هو أمر غير مسبوق وغير منطقي على الإطلاق، فهي تسعى جاهدة إلى مساعدة الناس وتوفير حياة كريمة للفلسطينين".
وحث المغني الفلسطيني الإسباني على الإلمام أكثر بخصوص ما يجري في فلسطين، وعلى ما تقوم به المنظمة الدولية من أنشطة، وتابع: "أتمنى أن ينتبه الجميع أن هناك إبادة جماعية تحدث وأن الفلسطينيين يعتمدون بشكل كامل على أونروا فقط، ليس لديهم أي شيء آخر سوى الأموال التي يتلقونها من خلال المنظمة الأممية". كما أعرب مروان عن فزعه من "الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي"، وأضاف: "حتى الدول التي تتحدث أكثر من غيرها عن حقوق الإنسان هي التي تدعم الإبادة الجماعية اليوم، مع أنها تتمتع بأكبر قدر من السلطة في الأمم المتحدة، بحق النقض". وانتقد المغني الشهير بشدة التغطية الإعلامية للحرب، مطالباً الجمهور الغربي بالبحث عن المعلومات "عبر تويتر، أو من خلال حسابات الصحافيين الفلسطينيين أو على إنستغرام".
من النهر
أغان أخرى صدرت في الأسابيع الأخيرة بينها "من النهر" (From the River) جاءت من الولايات المتحدة الأميركية، وأهدتها إيثيل كين (Ethel Cain) إلى فلسطين، إذ تغنت على صوت البيانو فقط بكلمات، منها: "هل تشاهدين/ لم يعد هناك مكان أذهب إليه/ هل يهمني أن أبدو مثل شخص تعرفينه/ كل أموالك وأعمالك الصالحة/ لن تعيد لي دمي/ من النهر إلى البحر/ أرجوك لا تنسيني".
وكتبت مغنية American Teenager على "إنستغرام" بعد إطلاق الأغنية في 14 فبراير/شباط: "30 ألف فلسطيني قتلوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، أكثر من ثلثهم من الأطفال، وأعداد لا تعد ولا تحصى منذ بدء الاحتلال قبل 75 عاماً". تابعت كين: "بينما كان ملايين الأميركيين يشاهدون مباراة السوبر بول (الأسبوع الماضي)، مولت حكومتنا الهجوم على رفح، المدينة التي كانت من المفترض أن تكون الملاذ الأخير للفلسطينيين في غزة"، مشيرة إلى أن الحكومة الأميركية "متواطئة في الإبادة الجماعية، وهو بالتأكيد ليس بالأمر الجديد بالنسبة لنا كدولة". وقالت كين في منشورها: "ما يحدث هو جريمة ضد الإنسانية، وأقل ما يمكننا القيام به كأفراد هو بالضبط ما طلبه منا الفلسطينيون؛ ألا نغض البصر، ونتذكر ما حدث وما زال يحدث لشعب فلسطين، هذه الأغنية مخصصة للصلاة لهم، الله مع كل رجل وامرأة وطفل فلسطيني".
تُهدى هذه الأغاني إلى فلسطين في الوقت الذي تستمر فيه حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لما يزيد عن أربعة أشهر، مخلفة حتى اليوم قرابة 30 ألف شهيد، وما زالت أغان ومبادرات الفنية تتوالى، وجاءت تلك الأغاني ليلبي أصحابها نداء فلسطين بالاستمرار في الدعم وعدم اعتياد المشهد الدموي.