لم تغب صناعة الدراما التركية عن كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، خلال حضوره منتدى تي آر تي وورلد في إسطنبول، بعد أن بلغ عدد مشاهديها 600 مليون شخص في 150 دولة.
وأشار أردوغان إلى بلوغ بلاده المرتبة الثانية عالمياً، بعد الولايات المتحدة، في صناعة وتصدير الدراما، الأمر الذي انعكس على قطاع السياحة. ورأى أن الدراما من أسباب ارتفاع عدد القادمين إلى البلاد إلى 50 مليوناً.
وفي هذا السياق، يرى المترجم عن التركية، محمد خير عبد اللي، أن الدراما التركية تحولت منذ عقدين إلى صناعة لها أدوار عدة لا تغيب عنها السياسة، سواء المعاصرة بتعميم تجربة العدالة والتنمية، أو العثمانية التاريخية لتصويب ما لحق بتلك الحقبة من مغالطات.
ويضيف عبد اللي، لـ"العربي الجديد" أن تركيا "انتقلت من إنتاج بضعة أفلام شاركت في مهرجانات دولية قبل 20 سنة، إلى أكثر من 160 فيلماً، رغم أن الجهود تنصب على الدراما، سواء التاريخية أو الاجتماعية العاطفية التي تحمل الخصوصية التركية"، سواء بطريقة الإنتاج، أي التصوير المستمر خلال فترة العرض، أو بالتركيز على المناظر خلال التصوير الخارجي وليس على المدن الإنتاجية، كما الدول المتطورة درامياً وسينمائياً.
ويشير عبد اللي، وهو نجل الراحل عبد القادر عبد اللي أول من ترجم الأعمال الدرامية التركية للعربية، إلى عودة سيطرة الدراما التركية على المحطات العربية، بعد انتهاء فترة المقاطعة، خاصة من مجموعة إم بي سي السعودية والقنوات الإماراتية.
وتبلغ عائدات الدراما التركية أكثر من 300 مليون دولار، مع تطلعات لبلوغها 600 مليون هذا العام، بعد التخلص من القيود التي فرضتها جائحة فيروس كورونا التي عطلت الإنتاج، وفق ما يقول المنتج رامز سليمان أوغلو لـ"العربي الجديد".
وكان رئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب آوداغيتش، قد توقع بأن تتجاوز صادرات تركيا من المسلسلات 600 مليون دولار حتى نهاية العام الحالي، وأضاف، خلال تصريحات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن نحو مائة مسلسل تركي عرضت في 150 دولة على الأقل خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن بلاده تشارك في السوق الدولية لبرامج الاتصالات بمسلسلات درامية وأكشن ورومانسية وتاريخية وعروض تلفزيونية وترفيهية.
ويلفت سليمان أوغلو، لـ"العربي الجديد"، إلى أن مقاطعة المحطات العربية لم تؤثر على صناعة الدراما التركية "كما يصور البعض"، لأن تلك الشاشات هي الأقل شراء وعرضاً، إذ لم تدخل الدراما التركية المنطقة العربية إلا بعد عام 2006.
ويضيف المنتج التركي أن صناع الدراما والسينما يأخذون في الاعتبار تطور وسائل التواصل الاجتماعي وأنماط المشاهدة، لتعزيز صورة "النجم" وطرح قضايا مسكوت عنها أو كانت محرمة مجتمعياً، تحضيراً لجر المشاهد إلى الشاشة الصغيرة في المنازل، أو الكبيرة في صالات السينما.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشيد فيها الرئيس التركي بصناعة الدراما، إذ أكد خلال مراسم توزيع جوائز الرئاسة في مجال الثقافة والفن، في المجمع الرئاسي في أنقرة، نهاية العام الماضي، على دورها كإحدى أهم أدوات تسويق تركيا وإنجازاتها، بل وكحامل مررت من خلاله نهضتها الاقتصادية والعملية.
وأشاد أردوغان بالمواطنين الناجحين الذين يمثّلون تركيا في مجالات فنية وثقافية مختلفة في أرجاء العالم، مؤكداً "إذا كنّا نرغب في الارتقاء بحضارتنا مجدداً، يتعيّن علينا تكثيف جهودنا وقدراتنا في مجال الثقافة والفن أولاً، وتخصيص المزيد من وقتنا لذلك".