أدوار شادي زيدان... انطباعات متفاوتة

28 فبراير 2023
عرفه الجمهور بحضوره في مسلسل "عيلة 6 نجوم" (فيسبوك)
+ الخط -

بدأ الممثل السوري شادي زيدان (1974 - 2023)، الذي رحل يوم الجمعة عن 49 عاماً، مسيرته الفنية بمسلسل "أيام الغضب"، الذي صوّر عام 1995، وعُرض عام 1996. لكن الجمهور عرفه أولاً بشخصية "محروس"، في مسلسل "عيلة 6 نجوم"، الذي عُرض في عام 1996 أيضاً. الانطباعات كانت متفاوتة حول أداء شادي زيدان منذ البداية، فحضوره كان باهتاً وبمساحة صغيرة في "أيام الغضب"، ليضيع في زحمة الدراما التاريخية الجادة عن زمن الانتداب الفرنسي، التي كانت موضة رائجة في التسعينيات.

في المقابل، فإن حضوره كان أفضل في كوميديا "عيلة 6 نجوم"، بأدائه شخصية السكرتير النصاب، التي كان لها أثر كبير على سياق النص. لكن ضربة الحظ كانت في الجزء التالي من سلسلة عائلة النجوم، عندما تطور خط الشخصية (تحول اسمها من محروس إلى عفيف) في بيئة كوميدية فاقعة للغاية، ليستثمر شادي في "عيلة 7 نجوم" المساحة التي مُنحت له، ويقدم نفسه بالشكل الأفضل.

ورغم نجاح تجاربه الأولى، إلا أن التشكيك في موهبته وأحقيته بالأدوار التي لعبها كان ملازماً لشادي زيدان منذ البداية، على اعتبار أنه الشقيق الأصغر للنجم الأبرز في تلك المرحلة، أيمن زيدان، الذي كان يدير شركة "شام الدولية" حينها.

وازدادت وتيرة الانتقادات في عام 1999، عندما أقحم أيمن زيدان شقيقهما الثالث، وائل زيدان، في عالم التمثيل أيضاً، ليحضر الثلاثة معاً في مسلسل "جواد الليل"؛ فسيطرة عائلة زيدان على المشهد جعلت الجميع يتعامى عن مسألة الموهبة وقدرة الممثلين على أداء المطلوب منهم، خصوصاً أن شادي ووائل زيدان لم يدرسا التمثيل ولم يلتحقا بالمعاهد الفنية، وكل الخبرة التي اكتسباها في التمثيل كانت بفضل أخيهما، أيمن، الذي يكبرهما بأكثر من عقد ونصف، وخاض هذا الأخير رحلة صعبة ليصل إلى المكانة التي لا يشكك أحد في استحقاقه لها، والتي استثمرها لتمهيد الطريق لإخوته وأبنائه من بعده.

سينما ودراما
التحديثات الحية

الطريق الممهد والذي بدا مفروشاً بالورد لشادي زيدان إلى عالم النجومية كان هو ذاته اللعنة التي لازمته طوال مسيرته؛ ليظل لسنوات رهيناً لإنتاجات "الشام الدولية"، ويؤدي معظم أدواره في ظل أخيه الأكبر. وبعد انتهاء حقبة "الشام الدولية" تضاءلت حظوظه، وتطلب الأمر عدة سنوات ليستعيد توازنه، من دون أن يحصل على أي فرصة حقيقية لاستعادة بريق النجومية الذي حازه في تجاربه الأولى.

هكذا، ظل شادي زيدان يراوح مكانه إلى أن وافته المنية مبكراً، ورحل عن 49 عاماً، من دون أن يلعب دور البطولة في أي مسلسل، ولو لمرة واحدة؛ ليظل الدور الأبرز له، الذي سيذكره الجمهور من خلاله لسنوات طويلة، هو دوره الكوميدي الأول؛ محروس أو عفيف، لا فرق، فهي أسماء متعددة لشخصية واحدة أداها ممثل كُتب عليه أن يبقى في الظل طوال مسيرته، وربما بعد رحيله، فمعظم الصحف والمواقع التي تداولت خبر رحيله، ذكرت اسم أيمن زيدان في عنوان الخبر، وركّزت على حزنه على أخيه (وابنه كذلك).

المساهمون