أحمد قعبور لـ"العربي الجديد": أرفض مصطلح الأغنية السياسية

01 يناير 2023
قعبور: "أنا مع أي ثورة حتى لو لم تؤد إلى نتيجة" (مهرجان كرامة)
+ الخط -

يفسر الفنان اللبناني، أحمد قعبور، التزامه بخط غنائي بعيد عن الاستهلاك التجاري والعاطفي، بقرار اتخذه منذ ولوجه الساحة الفنية في منتصف السبعينيات. 

وقال قعبور في حديث مع "العربي الجديد" أخيرًا، في العاصمة الأردنية عمّان، على هامش حلوله ضيف شرف على "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، إنه اختار أن يقف بجانب المستضعفين والمقهورين ليعبر عن آحلامهم وآمالهم وأوجاعهم. وأضاف: "منذ دخلت الساحة الفنية، وأنا أراهن على كلماتي وموسيقاي وصوتي، وأعلم أن أي قرار يأخذه الإنسان سيكون مسؤولاً عنه، وأنا اخترت طريق الغناء الذي يعبر عن الناس، ولست نادماً".

وعن مشاعره لحظة تفاعل جمهور "مهرجان كرامة" من الشباب مع أغنيته "أناديكم" التي يزيد عمرها على 46 عاماً، يعتبر قعبور أن تلك الأغنية صادقة لأنها تمثل تاريخاً محفوراً في ذاكرة الناس. وقال: "هذا دليل على أن التهمة التي تلاحق الشباب بأنهم جيل تافه وغير مسؤول ومشغول بالتكنولوجيا وتقليد الغرب، غير حقيقية بالمطلق. ما وجدته من تفاعل أثر فيّ كثيراً. وتأكدت أن الفنان يجد نفسه عندما يكون في المكان الصحيح، ولا أنكر أن الأجيال تغير تفكيرها كون المجتمعات العربية تُفرَّغ من مضامينها من قبل الحكومات والمسؤولين، لكن الشباب في دواخلهم نبتة طيبة يمكن رعايتها لتزهر".

تجنُّب الإعلام

يقر قعبور بأنه مبتعد عن الظهور الإعلامي برغبة منه، وفي الوقت نفسه لم يترك المجال الفني يوماً على الرغم من الشائعات التي تطارده منذ سنوات طويلة. ويوضح: "أنا بطبعي أميل للهدوء والانعزال، وغير مغرم بالظهور التلفزيوني والإعلامي، وهذا الأمر اتخذته منذ بداياتي، والجمهور يعرف أني موسيقي ومغنّ، لكنني خريج مسرح وأعمل بالمسرح والسينما وأعمال الأطفال، لذا لم أبتعد يوماً عن الفن". ويدين قعبور للثورة الرقمية الحالية بإعادة تواجده فنياً، ويقول: "بلا شك سهلت مواقع التواصل الاجتماعي وجود أعمالي بين الناس، وحالياً صار بالإمكان طرح الأعمال الجديدة بالرؤيا التي أرغب بها للجمهور الذي يحب النوع الذي أقدمه". في سياق آخر، يبدي قعبور تحفظه على مصطلح الأغنية السياسية ويفضل عدم حصر الغناء في أنواع وتوجهات، ويوضح: "أنا أؤمن بالأغنية الجيدة مهما كان موضوعها، على أن تحمل قيمة فنية مهمة سواء كانت وطنية أو إنسانية أو عاطفية، فما الفائدة من صنع أغنية بلحن مستهلك أو كلام تافه".

"ما عندي مينا"

قعبور الذي يستعد لطرح أحدث أعماله الفنية بعنوان "ما عندي مينا"، يصف جديده بأنه موجه للحبيبة والبحر وبيروت التي دفعت ثمناً غالياً من ذاكراتها بسبب الحروب والويلات التي مرت بها، وآخرها انفجار المرفأ. ويجد قعبور أن دور الفنان والمثقف اللبناني حالياً في ظل الظروف التي يمر بها لبنان، هو المساهمة في الاعتراض والقول لا للطائفية ولا للفساد، بلغة موسيقية تحترم عقول الناس، ويقول: "غنيت في كل ساحات ثورة 17 تشرين، وأنا مع استمرار الثورة لأنها فعل مستدام وليست يوماً واحداً، حتى نتخلص من كل العفن الموجود في بلدنا ونعيش بحب ووئام وسلام وأخلاق".

وعن موقفه من ثورات الربيع العربي، يؤيد قعبور أي حراك شعبي وجماهيري يكشف حقيقة الأنظمة الاستبدادية، ويوضح: "أنا مع كل من يرمى حجراً في المياه الراكدة، ومع أي ثورة حتى لو لم تؤدّ إلى نتيجة. وأرفض القول بأن المآسي التي حدثت في الشعوب كانت بسبب الربيع العربي، لأن بقناعتي أن الناس تحركت لأنها شعرت بالاختناق والجوع والفقر".

بين "ذا فويس سينيور" و"سوبر ستار"

ينفي قعبور الذي عمل مشرفاً موسيقياً على برنامج "سوبر ستار" الذي كان يبث على فضائية "المستقبل" اللبنانية، ما روج عن عرض وصل له قبل عامين من صناع برنامج "ذا فويس سينيور" للمشاركة فيه، وهو البرنامج الذي سلط الضوء على مطربين كبار في السن من أرجاء العالم العربي، وفاز بموسمه الأول الفنان اللبناني عبده ياغي، وضمت لجنة تحكيمه، الفنانين: ملحم زين، نجوى كرم، سميرة سعيد وهاني شاكر.

وعن رأيه ببرامج اكتشاف المواهب الغنائية التي تضج بها الفضائيات العربية حالياً، مقارنة ببرنامج "سوبر ستار"، أشار قعبور إلى أن البرنامج الذي يعرض أولاً يخطف الضوء، وقال: "الاعتبار الرئيسي ومقياس نجاح أي برنامج، هو استمرار أصوات المشاركين إلى ما بعد البرنامج، والأمر مرهون ببصمة كل فنان، وأعتقد أن كل برامج المواهب اللاحقة لم تقدم فناناً بقيمة ملحم زين حتى الآن، فهو استثناء".
 

المساهمون