أبرز إصدارات ألعاب الفيديو في 2020

26 ديسمبر 2020
إقبال متزايد على ألعاب الفيديو في ظل جائحة كورونا (Getty)
+ الخط -

أثرت جائحة كورونا بشكل كبير على صناعة ألعاب الفيديو، كما أثرت على سائر الصناعات الترفيهية الأخرى، فكان لانتشار كورونا بعض الآثار السلبية الطفيفة على صناعتها، ولا سيما في الأشهر الأولى من السنة، عندما عزلت الصين ومُنع السفر إليها.

لكن سرعان ما تمّ التكيف مع الوباء، إذْ تمكن معظم مطوري ألعاب الفيديو والناشرين والمشغلين من الحفاظ على العمليات مع الموظفين الذين يعملون من المنزل لمواصلة تطوير الألعاب والإصدارات الرقمية.

كما كان للجائحة بعض الآثار الإيجابية على هذه الصناعة، فوجود عدد كبير من الأشخاص على مستوى العالم في المنزل وعدم القدرة على العمل ساهم في ازدياد عدد اللاعبين. وتحطمَّت الأرقام القياسية للاعبين على الإنترنت خلال الجائحة، وتحوّلت ألعاب الفيديو لنشاط شعبي يساهم في مواجهة العزل الاجتماعي.

وهكذا شهدت سنة 2020 إصدار عدد كبير من الألعاب الهامة التي تشكل علامة فارقة في المسار التاريخي لألعاب الفيديو، نذكر منها:

Fall Guys: Ultimate Knockout

اللعبة التنافسية والفوضوية التي طورتها "ميديا تونيك" وأصدرت الجزء الأول منها في شهر أغسطس/ آب الماضي تمكنت خلال فترة قياسية من تغيير معايير ألعاب الفيديو. إذ إنّ العرض التسويقي للعبة، بما يتضمنه من بساطة في التكوين، لم يكن يوحي أبداً بأن "فول غايز" ستحتلُّ هذه المكانة التي وصلت إليها اليوم، جماهيرياً وتجارياً؛ الأمر الذي انعكس بتصميم ثلاثة أجزاء منها في غضون أربعة أشهر فقط.

سر نجاح "فول غايز" يكمن بقدرة اللعبة على استثمار عوالم و"ثيمات" يعرفها عشاق ألعاب الفيديو على مر العصور ضمن سياق أكثر شمولية وفوضوية. فأنت ستعود إلى أجواء ألعاب كرة القدم ما قبل سطوة سلسلتي "فيفا" و"بيس"، لتشاهد لاعبين من دون ملامح يتقاذفون الكرات. لكن التلاعب بقوانين اللعبة، كالاعتماد على اللعب بكرتين في الملعب، والتلاعب بالأحجام الذي جعل من حجم الكرة يفوق حجم اللاعبين بعشرات الأضعاف، أعاد اكتشاف جمالية هذه اللعبة.

وكذلك ستعود بـ"فول غايز" إلى خرائط ألعاب الثمانينيات البسيطة، لكن ستُستثمر من قبل عدد كبير من اللاعبين المتصلين على الإنترنت ضمن فوضى خالصة، تتطلب التعاون بين اللاعبين ببعض المراحل، وتتطلب قتالية ومنافسة دنيئة في مراحل أخرى، ليكون الرابح لاعباً واحداً في نهاية السباق، على مبدأ لعبة "بابجي".

Crash Bandicoot 4: It's About Time

أول لعبة رئيسية تصدر من سلسلة "كراش" منذ سنة 1998؛ سلسلة ألعاب الفيديو التي طورتها "بلاي ستيشن" وابتكرت شخصيتها الرئيسية سنة 1996. استقبال اللعبة غلبت عليه النزعة العاطفية، كونها اللعبة التي أعادت ذكريات الطفولة بالنسبة لعدد كبير من رواد ألعاب الفيديو.

لكن السبب الذي يجعلنا نختار "كراش 4" ضمن قائمة أفضل ألعاب 2020 لا يتعلق بالطابع العاطفي للعبة وحده، بل بالتصميمات المذهلة والجذابة للعبة، وبالمتعة التي تحصل عليها باللعب الذي بات أكثر صعوبة مع دخول التقنيات الحديثة على اللعبة الكلاسيكية.

إذْ لم تؤثر الأخيرة بشكل كبير على بساطة الفكرة وسياقها القائم على صراع شخصية "كراش" مع مبتكره "دكتور نيو كورتيكس" الذي عدله وراثياً كما عدّل باقي شخصيات اللعبة في محاولته للسيطرة على العالم.

Dreams

ليس من الصعب أبداً اختيار لعبة "دريمز" ضمن قائمة أفضل ألعاب 2020، لكن الأمر الصعب هو تحديد الجانب أو الطريقة التي يمكن فيها استثمار هذه اللعبة على النحو الأفضل. إذ إن "دريمز" التي طورتها شركة "ميديا موليكول"، وأُصدرت في شهر فبراير/ شباط الماضي، تحتوي اليوم على عدد كبير جداً من الألعاب التي ساهم في صنعها وتصميمها رواد اللعبة.

 اللعبة ستسمح لك فعلياً بالتعرف على هواجس وأفكار عدد كبير من عشاق ألعاب الفيديو. لكن الجانب الأكثر إثارة هو المرتبط بتصميم الألعاب وتطويرها، إذ تتيح لك "دريمز" كل الإمكانيات اللازمة لتصميم لعبة فيديو خاصة بك، أو مراحل جديدة لألعاب يعرفها الجميع، لتكمن المتعة في الخلق والابتكار، أكثر من المنافسة والاستكشاف وحرق المراحل. إنها متعة لم يحصل عليها الجمهور من قبل سوى بشكل محدود في لعبة.

Super Mario Maker 2 + Animal Crossing: New Horizons

هناك العديد من العوامل التي ساعدت "أنيمال كروسينغ" على تحقيق الانتشار الكبير الذي حظيت به منذ إصدارها. يبقى أبرزها التوقيت الذي صدرت به في بداية شهر مارس/ آذار، مع بداية فرض الحجر الصحي. كما أن الأمر يتعلق بطبيعة اللعبة الاجتماعية التي حولتها بوقت من الأوقات إلى مكان للقاء الأصدقاء غير المتوافرين في الحياة الواقعية.

وهناك أيضاً العديد من العوامل المرتبطة باللعبة ذاتها، وبمرونتها التي تجعل كل شخص قادرا على التقاط ما يريده منها. وأياً كانت الأسباب، فإن "سوبر نينتندو" تمكنت من خلال "أنيمال كروسينغ" أن تصبح اللعبة الأكثر انتشاراً في سنة 2020.

المساهمون