اكتشف باحثون في موقع كنيسة في مدينة رادس التونسية صهاريج تعود إلى الحقبة القرطاجية البونية، وذلك بعد اكتشاف صهاريج وأرضيات من الفترة الرومانية، ما قد يغيّر مصير الكنيسة.
وقال الباحث في المعهد الوطني للتراث، نزار بن سليمان، إن الاكتشاف هو نتيجة تقدم أشغال حفرية الإنقاذ التي يتولى فريق من المعهد القيام بها في موقع كنيسة رادس.
وأكد بن سليمان، لوكالة الأنباء التونسية، الأهمية التاريخية والقيمة الأثرية لهذه الاكتشافات، باعتبار أن جزءاً منها يعود إلى الفترة القرطاجية، وآخر يرجع إلى الفترة الرومانية التي تميز تاريخ المدينة.
وذكّر الباحث بأنه لم يُكشف عن آثار قرطاجية في رادس منذ قرن من الزمن، ما عدا أنصاباً جنائزية عُثر عليها في ملكية خاصة. ولفت إلى أن التنسيق سيجري مع القائمين على مشروع تحويل كنيسة رادس إلى مركب ثقافي لإدخال التغييرات اللازمة على المشروع بغية الحفاظ على الآثار.
قد تغيّر الاكتشافات مصير الكنيسة، إذ قد تتحول إلى متحف لحماية الموقع الأثري، وتجعله قابلاً للزيارة بما يضفي حركية اقتصادية على المكان.
وأدّت أشغال حفر الأسس لتحويل كنيسة رادس إلى مركب ثقافي إلى الكشف صدفة عن بقايا أثرية لصهاريج رومانية عدة رُجّح آنذاك أنها كانت جزءاً من معالم المدينة الرومانية القديمة ماكسولا.
يذكر أن الاسم القديم لرادس هو "ماكسولا بر راتس"، وهو اسم مكون من اسم المدينة القديم "ماكسولا"، والعبارة اللاتينية "بر راتس" أي العبور بالمراكب في اتجاه هذه المدينة، إذ كان الرومان مثل الفينيقيين من قبلهم يركبون البحر من قرطاج إليها.
ولرادس تاريخ قديم يرجع إلى آلاف السنين قبل مولد قرطاج سنة 846 قبل الميلاد على يدي الملكة الفينيقية عليسة، وقد تعاقبت عليها مختلف الحضارات، وكانت بوابة قرطاج نحو داخل البلاد وإليها.