قالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، يوم أمس الخميس، إنّها تخطط لتجميع فريق من العلماء لفحص "ظواهر جويّة مجهولة" (UAP)، يطلق عليها عادة الأجسام الطائرة المجهولة (UFO) في أحدث إشارة إلى الجديّة التي تتعامل بها الحكومة الأميركية مع هذه القضيّة، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز.
وأشارت "ناسا" إلى أنّ التركيز سيكون على تحديد البيانات المتاحة، وأفضل الطرق لجمع البيانات المستقبلية، وكيف يمكنها استخدام هذه المعلومات لتعزيز الفهم العلمي للقضية. اختارت "ناسا" ديفيد سبيرجيل، الذي كان يرأس سابقاً قسم الفيزياء الفلكية في جامعة برينستون، لقيادة الفريق العلمي والباحث البارز في مديرية المهام العلمية التابعة للوكالة دانيال إيفانز، لتنسيق الدراسة.
وبحسب "رويترز"، قال إيفانز إنّ فريقاً من العلماء من المقرر أن يجتمع بحلول الخريف، ثم سيمضي قرابة تسعة أشهر في إعداد تقرير عام عمّا سيتوصّل إليه. وأضاف إيفانز أنّ وكالة ناسا ستنفق "بضع عشرات الآلاف من الدولارات" وأنّ المبلغ الإجمالي لهذا البحث لن يزيد عن 100 ألف دولار.
يأتي هذا الإعلان بعد عام من إصدار الحكومة الأميركية تقريراً، أعدّه مكتب مدير المخابرات الوطنية بالاشتراك مع فريق عمل تترأسه القوات البحرية، يوضح بالتفصيل المشاهدات التي عاينها في الغالب أفراد البحرية للأجسام الطائرة المجهولة. وفي 17 مايو/ أيّار الماضي، أدلى اثنان من مسؤولي البنتاغون بشهادتهما في أوّل جلسة استماع للكونغرس حول الأجسام الطائرة المجهولة منذ نصف قرن.
قال رئيس وحدة العلوم في "ناسا" توماس زوربوشن، للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف: "نحن ننظر إلى الأرض بطرق جديدة، وننظر أيضاً إلى السماء بطرق جديدة". أضاف: "ما نحاول فعله حقّاً هنا هو بدء تحقيق من دون وضع استنتاجات مسبقة".
ووصف المسؤولون الأميركيون الأجسام الطائرة المجهولة بأنّها مسألة مرتبطة بالأمن القومي، وهو ما ردّدته وكالة الفضاء الأميركية.
كانت "ناسا" قد قالت، في بيان صحافي: "الظواهر المجهولة في الغلاف الجوي ترتبط بالأمن القومي والسلامة الجوية". تابعت: "يوفر تحديد الأحداث الطبيعية من غير الطبيعية خطوة أولى رئيسيّة لتحديد هذه الظواهر أو التخفيف من المخاوف المتعلّقة بها. وهو الأمر الذي يتماشى مع أحد أهداف ناسا المتمثّل بضمان سلامة الطائرات".
أشار تقرير العام الماضي إلى أنّ محلّلي الدفاع والاستخبارات الأميركيين يفتقرون إلى البيانات الكافية لتحديد طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي لاحظها الطيّارون العسكريون، ومن ضمنها تحديد ما إذا كانت هذه الظواهر نتاج تقنيّات أرضيّة متقدمة أو أنّها من أصل غير أرضي-خارجي. في جلسة الكونغرس الشهر الماضي، أقرّ المسؤولان في البنتاغون بأنّ العديد من المشاهدات لا تزال خارج قدرة الحكومة على تفسيرها.
وقالت "ناسا"، في بيان صحافي: "لا يوجد دليل على أنّ الظواهر الجوية المجهولة ذات أصل فضائي، من خارج كوكب الأرض".
بدوره، قال زوربوشن إنّ مشاركة الوكالة تهدف إلى توفير المزيد من البيانات، بهدف الاستفادة من المواهب العلمية الموجودة في "ناسا"، وكذلك الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار المكلفة بمراقبة مناخ الأرض أو مراقبة الظروف الجوية.
من جهته، قال إيفانز: "الخطوة الأولى هي معرفة البيانات المتوفرة".
تمّ الاعتراف مسبقاً بمشاركة "ناسا" في جهود البنتاغون لفهم ووصف الأجسام الطائرة المجهولة من قبل المسؤولين الأميركيين.
نشر البنتاغون بعض مقاطع الفيديو لأجسام غامضة تُظهر سرعة وقدرة على المناورة تتجاوز تكنولوجيا الطيران المعروفة وتفتقر بحسب الرؤية إلى أيّ وسيلة مرئية للتحكم في الطيران.