"مونو دايت" تساعد في خسارة الوزن... لكن احذروا هذه السيئات

تقتضي حمية المونو دايت تناول نوع واحد من الطعام، أو أطعمة من مجموعة غذائية واحدة طوال اليوم، وفي وجبات ثلاث فقط. في هذه الحالة، لا يمكن تناول أنواع أخرى من الأطعمة. على سبيل المثال، قد يتناول البعض الموز طوال النهار، أو البيض وحده مثلاً، أو البطاطا، أو يمكن تناول التفاح أو الحليب أو الغريب فروت أو البطيخ أو الإجاص. حتى أنه يمكن اختيار الشوكولا لتناوله طوال اليوم. كما يمكن تناول أطعمة من مجموعة غذائية واحدة طوال اليوم، كالحبوب مثلاً أو الفاكهة.

علماً أن معدل خسارة الوزن قد يختلف بحسب نوع الطعام الذي يتم التركيز عليه واختياره للحمية. على سبيل المثال، في حال اختيار الشوكولا، يمكن أن يزيد معدل الدهون أحياناً، بحسب الكمية التي يتم تناولها. أما بالنسبة إلى باقي الأطعمة، فمن الطبيعي أن ينخفض الوزن، كون الشخص لا يتناول إلا نوعاً واحداً من الطعام طوال اليوم.

في هذا السياق، تشير أخصائية التغذية مايا شقرا إلى أن هذه الحمية انتشرت بعدما جرّبها أحدهم، واستطاع التخلص من عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة سريعاً، ما دفعه إلى نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فجذبت كثيرين وجدوا فيها ما يبحثون عنه في الحمية.

كما يشعر كثيرون بالانجذاب نحو هذه الحمية لاعتبارها بسيطة وسهلة. فما ليس معقداً فيها أنه ما من حاجة لاحتساب الوحدات الحرارية التي يتم تناولها لاعتبار أن من يتبعها لا يتناول إلا نوعاً واحداً من الطعام. ومن ميزاتها، أيضاً، أن ثمة من يلجأون إليها لأسبوعين لا أكثر، بهدف الانطلاق بحمية متوازنة أكثر بعدها، وبعد التخلص من بعض الكيلوغرامات الزائدة، ما يشكل حافزاً لهم للمتابعة في خفض الوزن.

في مقابل سهولة حمية مونو، وقدرتها على خفض الوزن سريعاً، تحذّر شقرا مما لها من آثار سلبية على الصحة: "في الواقع، هذه الحمية صارمة جداً، ولا تعتبر صحية، ولا تدخل مطلقاً في إطار الأنظمة الصحية المتوازنة التي ندعو إليها ضمن نمط حياة صحي. فما من عادات صحية يتم اكتسابها مع اتباعها. على العكس، سرعان ما يعود من اتبعها إلى الأكل العشوائي واكتساب الوزن بمعدل زائد حتى، بسبب الشعور بالحرمان".

ما ليس معقداً فيها أنه ما من حاجة لاحتساب الوحدات الحرارية التي يتم تناولها لاعتبار أن من يتبعها لا يتناول إلا نوعاً واحداً من الطعام

مما لا شك فيه أنه لا يمكن الاستمرار بهذا النوع من الحميات لفترة طويلة. فهي تعتبر مؤقتة ولا يمكن اتباعها إلا لفترة محدودة، بحيث لا يمكن أن يشجع اختصاصيو التغذية على اتباعها. فكما توضح شقرا، ثمة نقص في العديد من المكونات الغذائية الضرورية للجسم في هذه الحمية التي ترتكز على نوع واحد من الطعام، أو على أطعمة من مجموعة غذائية واحدة، فيما يحتاج الجسم إلى أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية. وإضافة إلى الفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تنقص في الجسم، وغيرها من المكونات الغذائية، يزيد خطر خسارة الكتلة العضلية، نظراً إلى عدم تناول أطعمة مغذية تساعد على بناء العضلات.

لذلك، لا تعتبر على الإطلاق من الحميات التي يُنصح بها؛ فالمطلوب هو اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية. أما في حال الرغبة في اتباع حمية صارمة، فيجب أن تؤمن ما لا يقل عن 1200 وحدة حرارية في اليوم. أما باتباع حمية مونو، فقد لا نحصل إلا على 700 وحدة حرارية في اليوم لا أكثر، ومن طعام واحد فقط. وبالتالي لا ينصح بها لخفض الوزن سريعاً، لأنها تؤدي أيضاً إلى خفض معدل الكتلة العضلية، وعند وقفها يمكن استعادة الوزن سريعاً مع كيلوغرامات إضافية أيضاً.