"مع الشريان"... القليل من التركيز

04 فبراير 2022
دار الحوار مع إليسا حول مسائل باتت معروفة للجمهور والمتابعين (MBC)
+ الخط -

تتساوى بعض البرامج الفنية في العالم العربي، مع أحوال وتخبط الإعلام المرئي في السنوات الأخيرة، وتجنح بمعظمها إلى "السبق"، بحثاً عن وسم "ترند"، أو طمعًا في بلوغ الحد الأقصى لنسبة المتابعة والحضور.
لسنا في وارد التقليل من أهمية النجاح الذي يسعى إليه البعض، لكن هناك إمكانية لتوظيف هذا النجاح لمصلحة المشاهد، وهو المسؤول بالدرجة الأولى عن حال النجاح لأي إنتاج ترفيهي؛ حواري فني، أو درامي.
يعود الصحافي السعودي داود الشريان إلى تقديم البرامج الفنية، بعد تجربة سابقة قدمها عام 2016، لكن هذه المرة في برنامج يحمل اسمه "مع الشريان".
تحاول فضائية MBC السعودية الاستئثار بالمقابلات الفنية حصراً على شاشاتها ومنصّاتها، وهي تدرك أن سلاح المال وأجور الفنانين للموافقة على الحوار، يُمكنّانها من الانفراد بالضيوف الذين تحولوا، في العقد الأخير، إلى موظفين في أروقة الشاشة السعودية، من برامج المواهب ولجان التحكيم والإشراف على الأصوات، أو من خلال تقديم البرامج، وغيرها من الأمور التي تبقي على الخط التفاعلي بين المشاهد والمحطة.
أكثر من ثلاثة برامج فنية حوارية تعرض على الشاشة السعودية، وجميعها تدور في فلك واحد، ثلة من الفنانين المحدودين الذين يتوزعون كضيوف على هذه البرامج، أحياناً يتحاورون في ما بينهم، كما هو حال برنامج "بصراحة"، الذي يلتقي به فنان وزميله في حوار يبدو أقرب إلى "التطبيل"، وبيع المواقف بين الفنانين المتحاورين، على قاعدة المجاملات التي لا تعرف النهاية حتى اللحظات الأخيرة من انتهاء العرض.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

أطل الأسبوع الماضي، داود الشريان، بصحبة المغنية اللبنانية إليسا، التي غدت واحدة من مغنيات الفعاليات المقامة في الرياض.
من اللحظات الأولى، بدا الحوار بين الشريان وإليسا كأنه يدور في عالم آخر. لم يكلف الصحافي السعودي نفسه عناء مراجعة المعلومات المفترض أن تحمل جديداً للمتلقي، على العكس تماماً؛ إذ ظهر الشريان وكأنه مجرد معجب بإليسا، أكثر من كونه محاوراً، وهذا ما بدا مستفزاً لجهة الأسئلة التي لم تستند إلى أي قاعدة أو تراتبية.

لم تتجاوز الحلقة موضوع إصابة إليسا بسرطان الثدي في عام 2018، وشفائها منه. إضافة إلى نقاش مُتشعب عن بلوغ المغنية مرحلة متقدمة لجهة الانتقادات والمواقف السياسية التي تطلقها عبر صفحاتها الخاصة "تويتر"، وغيرها من الأمور، من دون أي سياق متجانس لحوار من المفترض أن يُرفه عن المشاهد، أو يضعه في حال من التركيز حول ما يتم طرحه، أو نقاشه بين المستضيف وضيفته. ينقص داود الشريان الجلوس مع فريق الإعداد، وإعادة بلورة العناوين العريضة للحلقة، للخروج بمحتوى جديد.

المساهمون