"مشوار ستي" يواصل طريقه في العالم العربي

18 يونيو 2022
تسعى إلى خلق روح فنية تطير بها إلى مساحات كثيرة وأبعد (فيسبوك)
+ الخط -

لا تركن الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة إلى نجاح تحقق أو انتشار قد عم الفضاء الإعلامي، بل تسعى جاهدة لأن تُعلي ما أسسته من بنيان يُعرّف بالتراث الغنائي الفلسطيني من جهة، وبرؤيتها الموسيقية اتجاه ما تقدم من أعمال خاصة من جهة أخرى.

تسير دلال في خطين متوازيين يتقاطعان تارة ويفترقان تارة أخرى. فهي فخور كما قالت للعربي الجديد بالاحتفاء الذي لاقته من الجمهور أثناء حلها وترحالها في دول كثيرة أخيرًا، نتيجة التأثير الذي أحدثه الموسم الأول من برنامج "مشوار ستي" الذي عرض على شاشة "التلفزيون العربي". وتكشف: "أستعد الآن للموسم الثاني من البرنامج الذي سيكون فلسطينياً عربياً، ونوثق فيه رحلة سيدة فلسطينية تزور في كل مرة بلدا عربيا، وهناك يتم الحديث عن جماليات الطبيعة ومقدار التشابه والاختلاف مع المكان الفلسطيني وعمارة المنازل والغناء، وسنقدم أيضاً تنويعات غنائية تنتمي لتراث البلد الذي نزوره".

ترغب أبو آمنة في توثيق أغاني التراث الفلسطيني، بهدف تأريخ مراحل هامة من حياة الناس في الأراضي المحتلة، ليتاح للأجيال الجديدة الاستماع لأرشيفهم وفلكلورهم الغنائي دون تحوير. ومن هذا المنطلق، ستبدأ رحلتها في الموسم الثاني منطلقة إلى مدن وعواصم عربية، في أغانيها امتداد وتشابه مع الموروث الفلسطيني الغني بالمفردات.

تبين أبو آمنة أنها في طور التحضير مع إدارة القناة لتصوير حلقات الموسم الثاني قبل نهاية العام الحالي، وتقول: "هي فرصة جديدة لربط الشعوب ببعضها أكثر، أدرك محبة الناس للفلسطينيين وإيمانهم بقضاياهم وصمودهم بوجه الاحتلال الإسرائيلي، ففي كل العروض التي قدمتها في عواصم عربية وعالمية، شاركتني سيدات فلسطينيات في الغناء للأرض وللحياة وللإنسان، في مشاهد تركت أثراً كبيراً عند من شاهدها، ومن هنا كان واجباً علينا تأطير هذه المشاعر في صور حية تنتقل من جيل إلى جيل".

ترى أبو آمنة وهي دكتورة في علوم الدماغ والأعصاب، أن رسالتها كإنسانة قبل أن تكون باحثة وطبيبة وفنانة هي البحث عن الذات، وتضيف: "خلال هذه العملية يبحث الإنسان عن السعادة، وبغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه، فالإنسان باحث عن معنى الحياة، وما هو تكليفه في هذه الدنيا. وكوني صوفية الهوى، مكنني الله من أدوات معينة أستطيع التعبير من خلالها عن أشياء مختلفة، وهذا ما أسعى لتطبيقه حياتياً في ظل أنني نشأت في بلد قابع تحت احتلال يحارب المبدعين ويحاول طمس هويتنا الفلسطينية وسرقة تراثنا. وكوني عالمة دماغ وجدت من خلال الأبحاث التي أجريتها وطبقتها، الأثر الكبير للموسيقى وذبذباتها على دماغ الإنسان، وأعرف أن هناك من يسيء استخدامها بشكل شيطاني ليوصل من خلالها أفكاره، وبدوري أجد الموسيقى أداة عظيمة يمكن استخدامها بطرق تحفيزية إيجابية، ووجدت ترابطاً بينها وبين النصوص الصوفية التي يتفق معها معظم الناس، ومن هنا انطلقت فكرة الألبوم الصوفي "نور"، لأن الدين أصبح مسيساً والطقوس الدينية صارت صورية دون عمق، وبرأيي الدين الصادق هو العمق وأنا أبحث على نفسي".

في خط موازٍ، تسعى أبو آمنة دائماً، وفي كل جديد لها، إلى خلق روح فنية تطير بها إلى مساحات كثيرة وأبعد، فهي تحط اليوم بصوتها كفراشة على زهور الغناء الحديث المعتق بالطرب، إذ أنهت منذ أيام قليلة تسجيل أحدث أعمالها الغنائية التي تحمل عنوان "نوارة" من كلمات وألحان الفنان قاسم يونس والمقرر طرحها خلال أسابيع قليلة. 

تقول: "أقدم الغناء الذي يشبه روحي ويجعلني منطلقة إلى البعيد، رب العالمين منحني موهبة الصوت كهوية أعبر بها عن أحاسيسي، لذا أختار ما يقدمني بصورة تحاور عقول الناس وقلوبهم، لتنحاز أغنياتي لمن يستمعون بآذانهم ومشاعرهم، فهم ذخيرتي التي أباهي بها".

على صعيد متصل، سيكون صيف دلال أبو آمنة حافلاً بالغناء ولقاء الجمهور، إذ تنتظرها جولة عربية مختصرة تشمل الأردن والمغرب وتونس خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، تلتقي فيها بمحبي صوتها وخطها الغنائي، وستطلّ لأول مرة على جمهور "مهرجان الفحيص" في الأردن بحفل طربي ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمهرجان بتاريخ 13 أغسطس/آب المقبل.
 

المساهمون