"مركز هولست الثقافي"... ترميم وعودة إلى ما قبل عام 2007

02 ابريل 2022
تُقام الفعاليات الثقافية في المتنزهات العامة بسبب عدم وجود المسارح (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يسابق فريق مبادرة "سينما الشارع" الزمن لإعادة الحياة لمسرح "مركز هولست الثقافي"، الواقع شرقي مدينة غزة، والمعطل منذ عام 2007 نتيجة غياب الاهتمام به وعدم توفر التمويل اللازم لعودته واستضافة العروض المسرحية والسينمائية والأنشطة الثقافية المختلفة.

يعمل فريق المبادرة، المكون من عشرة أفراد، مع مجموعة أخرى من المتطوعين، على تنفيذ أعمال الترميم لإعادة النشاط للسينما من جديد لتصبح قابلة لاستضافة العروض المسرحية والفعاليات الثقافية والأنشطة الترفيهية الخاصة باليافعين والشباب.

وخلال أسبوعين من العمل، نجح الفريق في تغيير الصورة التي كانت عليها جدران وأرضية المسرح، عبر طلائها وجعلها لائقة لاستقبال الزوار من جديد، بهدف تنفيذ العروض المسرحية على خشبته، أو عبر توفير جهاز عرض بدلاً من الجهاز المعطل منذ سنوات.

"سينما الشارع" هي مبادرة شبابية فلسطينية تهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في منطقة الدرج والتفاح في الشمال الشرقي لمدينة غزة، باستخدام الفنون كأداة، وتحديداً السينما، من خلال سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تنفذها مع مختلف الفئات العمرية.

لم تجرِ أي عملية ترميم للمسرح منذ عام 2007، إذ عانى طوال 15 عاماً من الإهمال، وتسربت إليه المياه، وتلفت أرضيته الخشبية

وقررت المبادرة اقتطاع جزء من تمويل مشروعها المدعوم من "مؤسسة عبد المحسن القطان" و"الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون" لإصلاح السينما الوحيدة الموجودة في مدينة غزة، بهدف استضافة الفعاليات والأنشطة المسرحية المختلفة.

ولا توجد مسارح أو دور عرض في القطاع باستثناء قاعات عامة تشهد استضافة للأنشطة والفعاليات المختلفة فيها، إذ دمر الاحتلال، في إحدى جولات التصعيد عام 2018، مبنى "مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والفنون" الذي كان يضم مسرحاً يحتضن الأنشطة والفعاليات الثقافية والمسرحية.

ويقول منسق مشروع مبادرة "سينما الشارع"، منتصر السبع، إن فكرة ترميم مسرح "مركز هولست" جاءت بالتعاون مع بلدية غزة، بهدف إعادته للحياة من جديد واستضافة الأنشطة والعروض المسرحية فيه بعدما توقف منذ عام 2007.

ولم تجرِ أي عملية تطوير أو ترميم للمسرح منذ عام 2007، إذ عانى طوال 15 عاماً من الإهمال، فكان جهاز العرض الوحيد فيه متوقفاً عن العمل، إلى جانب تسرب المياه وتلف أرضيته الخشبية التي يقف عليها مقدمو العروض.

ويضيف السبع، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن فكرة ترميم المسرح جاءت نتيجة لعمل المبادرة في منطقتي التفاح والدرج في الشمال الشرقي لمدينة غزة وبهدف تعزيز الأنشطة التي تنفذ مع اليافعين، سواء خلال الفترة الحالية أو مستقبلاً باستخدام المسرح والسينما.

وبحسب منسق مبادرة سينما الشارع، فإن الفريق اقتطع من موازنته المخصصة لتنفيذ مبادرته من أجل ترميم المسرح، بعد حوارات أجراها مع المجلس البلدي لمدينة غزة، وإعادة الحياة للمسرح. يشير السبع إلى وجود حاجة ماسة لتفعيل دور السينما وإعادة ترميم المعطلة منها، سواء من أجل تنفيذ العروض المسرحية، من قبل المبادرات الشبابية والمؤسسات الثقافية، أو تقديم الأنشطة التفاعلية على المسارح.

خلال فترة السبعينيات والثمانينيات كان القطاع يضم 10 دور عرض سينمائية، غير أنها أغلقت بشكل متتال مع بداية انتفاضة الحجارة عام 1987، وبقي بعض مقارها مهجوراً منذ تلك الفترة وحتى الآن.

قررت مبادرة "سينما الشارع" اقتطاع جزء من تمويل مشروعها لإصلاح السينما الوحيدة الموجودة في مدينة غزة

من جانبه، يؤكد مدير المسرح في "مركز هولست الثقافي"، طارق السقا، أن المكان عانى خلال السنوات الماضية من حالة ركود كبيرة على صعيد استضافة المؤسسات والأنشطة الثقافية، نتيجة عدم إجراء أي عمليات ترميم بداخله.

ويضيف السقا، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن عملية إعادة ترميم المسرح ستؤدي إلى إعادته لاستقبال الجمعيات والمؤسسات للعمل على إقامة الأنشطة الثقافية والمسرحية على خشبة المسرح من جديد، كما كان الحال قبل عام 2007. ويشير إلى أن عودة الحياة للمسرح ستساهم في تعزيز الأنشطة الفنية لسكان المنطقة، بإقامة فعاليات مسرحية ودرامية ذات طابع هادف، مع التركيز على استقبال طلبة المدارس من مختلف المراحل العمرية.

ولا توفر الجهات الحكومية التي تديرها حركة "حماس" الدعم المالي اللازم لترميم المراكز الثقافية أو المسارح التابعة لها، تحت ذريعة الأزمة المالية التي تعصف بها جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006. ولجأ كثير من المبادرات والفعاليات الشبابية والثقافية، خلال السنوات الأخيرة، إلى تنفيذ الأنشطة المسرحية والتفاعلية في المتنزهات والأماكن العامة، جراء غياب المسارح الرسمية، وعدم توفر القاعات اللازمة لاحتضان مثل هذه الأنشطة.

دلالات
المساهمون