"مايكروسوفت" تحيل "إنترنت إكسبلورر" إلى التقاعد

15 يونيو 2022
فقد "إنترنت إكسبلورر" مستخدميه لصالح متصفحات أحدث (بافلو غونشار/ Getty)
+ الخط -

بعد سنواتٍ من تراجعه الحاد أمام المنافسين الأحدث مثل "غوغل كروم" و"سفاري"، أحيل المتصفح الشهير "إنترنت إكسبلورر" إلى التقاعد أخيراً.

اعتباراً من اليوم، الأربعاء، ستوقف شركة مايكروسوفت دعم المتصفح الذي هيمن على الساحة لوقت طويل، والذي ما زال بعض المستخدمين يدّعون حتّى الآن أنّه متصفحهم المفضل.

ينضم التطبيق الذي انطلق قبل 27 عاماً اليوم إلى هواتف بلاك بيري وجهاز بالم بيلو ومشغلات أسطوانات دي في دي وغيرها في سلّة مهملات تاريخ التكنولوجيا.

لم يكن تعليق "إنترنت إكسبلورر" مفاجأة، إذ كانت "مايكروسوفت" قد أعلنت قبل عام أنّها ستعلّق العمل به في 15 يونيو/ حزيران من العام 2022، ما دفع المستخدمين إلى استعمال متصفّح مايكروسوفت إيدج الذي أطلق لأوّل مرّة في العام 2015.

سبق للشركة أن أعلنت أنّ الوقت قد حان للمضي قدماً من دون "إكسبلورر"، وهو ما عبّر عنه مدير برنامج مايكروسوفت إيدج شون ليندرساي في منشور كتبه في مايو/ أيّار من العام 2021: ”مايكروسوفت إيدج ليس فقط تجربة تصفّح أسرع وأكثر أماناً وحداثة من إنترنت إكسبلورر، ولكنّه قادر أيضاً على معالجة أحد الشواغل الرئيسية، وهو: التوافق مع المواقع والتطبيقات القديمة".

وعلى الرغم من أنّ الدعم الفنّي لـ"إكسبلورر" سيتوقّف اليوم، إلّا أنّ الشركة التي تتّخذ من سياتل مقراً لها، كانت قد وعدت بأن يصلح "إيدج" على الأقل حتى عام 2029 لتصفح المواقع المصممة لـ"إنترنت إكسبلورر"، إذ إنّ هناك العديد من الجهات "لديها عدد كبير من المواقع الإلكترونية" على أساس التكنولوجيا القديمة.

وأوضحت "مايكروسوفت" أنّ "الشركات تمتلك في المتوسط 1678 تطبيقاً قديماً".

وفيما وصف مستخدمون "إنترنت إكسبلورر" بأنّه مليء بالأخطاء وغير آمن، ما زال المتصفّح يشكّل مصدر حنين لآخرين يستعيدون ذكرياتهم مع التطبيق في تسعينيات القرن الماضي.

أصدرت "مايكروسوفت" النسخة الأولى من "إنترنت إكسبلورر" في العام 1995، ليتمكّن سريعاً من أخذ الصدارة من متصفح نتسكايب نافيغيتور، والذي كان المتصفح الأكثر انتشاراً في الزمن السابق لشيوع استخدام الإنترنت. 

لتحقيق ذلك عملت "مايكروسوفت" على ربط "إنترنت إكسبلورر" بشكلٍ دائمٍ بنظام التشغيل "ويندوز"، ما دفع العديد من مستخدمي "ويندوز" لاستخدام المتصفّح بشكلٍ تلقائي.

نتيجةً لذلك، رفعت وزارة العدل الأميركية دعوى قضائيّة ضدّ "مايكروسوفت" في العام 1997، قائلة إنّها انتهكت مرسوم موافقة سابقاً من خلال مطالبة صانعي الحواسيب باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر كشرط لاستخدام نظام ويندوز.

في النهاية، تمكّنت الوزارة في العام 2002 من الوصول إلى تسوية مع الشركة في المعركة من أجل مكافحة الاحتكار الذي سمح لـ"مايكروسوفت" بسحق المنافسين. 

وتلاقت الوزارة الأميركية مع واضعي القوانين الأوروبيين، الذين اعتبروا ربط "إكسبلورر" بـ"ويندوز" منحه أفضلية غير عادلة على المنافسين الآخرين، مثل "موزيلا فايرفوكس" و"غوغل كروم" و"أوبرا". 

ومع مرور الوقت، راح المستخدمون يشتكون من أنّ "إنترنت إكسبلورر" بطيء وعرضة للانهيار والاختراق.

في وقتنا الحالي، تشير إحصاءات شركة ستيت كاونتر لتحليل بيانات الإنترنت إلى أن المتصفّح المهيمن هو "كروم" من "غوغل"، والذي يستحوذ على ما يقرب من 65 بالمائة من سوق المتصفحات في جميع أنحاء العالم، يليه "سفاري" من "آبل" بنسبة 19 بالمائة، وهو متوافر على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى التي تنتجها الشركة.

أمّا في المركز الثالث فيأتي وريث "إكسبلورر"، أي "مايكروسوفت إيدج"، بنسبة 4%، بفارقٍ طفيف عن متصفّح "فاير فوكس" من "موتزيلا فاونديشن" الذي يحتل المركز الرابع.

(أسوشييتد برس)

المساهمون