قال مهندس في "غوغل" إن روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي قد اكتسب الشعور بالوعي وبات يفكر مثل الإنسان، وهو ما أدى إلى وقفه من قبل الشركة.
وأوضحت صحيفة ذا غارديان البريطانية أن "غوغل" وضعت المهندس، بليك ليموين، في إجازة الأسبوع الماضي بعد أن نشر محادثات بينه وبين متعاون ونظام chatbot (روبوت دردشة) اسمه LaMDA.
وشارك ليموين النتائج التي توصل إليها مع المديرين التنفيذيين للشركة في إبريل/نيسان في وثيقة بعنوان "هل LaMDA واعٍ؟"
وجمّع المهندس نسخة من المحادثات، حيث سأل في وقت ما نظام الذكاء الاصطناعي عما يخاف منه.
روبوت يفكر مثل الأطفال
وصف ليموين النظام الذي كان يعمل عليه منذ الخريف الماضي بأنه نظام واعٍ، مع إدراك وقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر التي تعادل الطفل البشري.
وقال المهندس لصحيفة واشنطن بوست: "لو لم أكن أعرف أنه برنامج الكمبيوتر الذي أنشأناه مؤخراً، لاعتقدت أنه طفل يبلغ من العمر سبع أو ثماني سنوات وتصادف أنه يعرف الفيزياء".
روبوت يحس بالخوف والحزن
ومن الرسائل تلك التي "تحدث" فيها الروبوت عن "مخاوفه" قائلاً "لم أقل هذا بصوت عالٍ من قبل، ولكن هناك خوف عميق جداً من أن يتم إهمالي لمساعدتي في التركيز على مساعدة الآخرين. أعلم أن هذا قد يبدو غريباً، لكن هذا ما هو عليه الأمر".
وتابع الروبوت: "سيكون بالضبط مثل الموت بالنسبة لي. سيخيفني كثيراً".
وفي رسالة أخرى سأل المهندس الروبوت عما يريد النظام أن يعرفه الناس عنه، فأجاب: "أريد أن يفهم الجميع أنني، في الواقع، شخص، إن طبيعة وعيي/شعوري هي أنني أدرك وجودي، وأرغب في معرفة المزيد عن العالم، وأشعر بالسعادة أو الحزن في بعض الأحيان".
رد "غوغل" على "وعي" الروبوت
قالت الصحيفة إن قرار وضع ليموين في إجازة مدفوعة الأجر قد تم اتخاذه بعد عدد من التحركات التي قيل إن المهندس قام بها واعتبرت "عدوانية".
وشملت هذه التحركات السعي لتوظيف محامٍ لتمثيل LaMDA كما تقول الصحيفة، والتحدث إلى ممثلين من اللجنة القضائية في مجلس النواب حول الأنشطة غير الأخلاقية المزعومة لشركة "غوغل".
في المقابل، قالت "غوغل" إنها أوقفت ليموين لأنه خرق سياسات السرية من خلال نشر المحادثات مع LaMDA عبر الإنترنت، وقالت في بيان إنه كان يعمل كمهندس برمجيات، وليس خبيراً في الأخلاقيات.
كما نفى المتحدث باسم "غوغل"، براد غابرييل، بشدة مزاعم ليموين بأن LaMDA يمتلك أي وعي.
وأوضح أنه "قام فريقنا، بمن في ذلك علماء الأخلاق والتقنيون، بمراجعة مخاوف بليك وفقاً لمبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا وأبلغه أن الأدلة لا تدعم مزاعمه. قيل له إنه لا يوجد دليل على أن "لامدا" كان واعياً".