يزداد ضعف الأحداث مع بلوغ مسلسل "عروس بيروت" موسمه الثالث (منصة "شاهد" وMBC 4).
بعد مرور أكثر من شهرين على بدء الجزء الثالث، يتبين أن الرهان على العمل يتأرجح أمام إصرار الشركة المنتجة (O3)، على كسب المزيد من النجاح والمتابعة، عبر الاشتراك في المنصات التابعة لمجموعة MBC، لكن الواضح أن الاستنساخ عربياً بدا ضعيفاً جداً قياساً بالنسخة التركية.
يطرح المسلسل قصة عائلة الضاهر اللبنانية، المنحدرة من مدينة جبيل الساحلية، شمال لبنان. العائلة النافذة تعمل وفق رؤية الوالدة تقلا شمعون التي تؤدي دور ليلى، وتحاول السيطرة على أبنائها الأربعة، ولا سيما ابنها البكر، فارس (ظافر العابدين)، الذي يتزوج من ثريا (كارمن بصيبص)، أمام معارضة الأم لهذا الزواج، كون ثريا من الطبقة الفقيرة.
تكتشف العائلة، في الجزء الأول، زواج الأب المتوفي من امرأة سورية، وإنجابه منها. محاولة درامية مُستهلكة جداً، إن في الأفلام المصرية، أو في الدراما الهندية. لكن ثوب "عروس بيروت" كان هذه المرة برؤية وتنفيذ تركي لفريق العمل والمخرج التركي فكرت قاضي، الذي أشرف على الجزأين الثاني والثالث، وخرج بنتيجة لا يوازي نجاحها نجاح الأجزاء التركية للمسلسل نفسه. على العكس، ظهرت أماكن التصوير المُستهلكة سابقاً، لتبين عن مدى الضعف والاستسهال، وقلة الدراية من شركة الإنتاج بأن ذلك عُرض من قبل. في حين أن الإنتاج نفسه اعتمد على تجديد في أحداث وواقع، أو سياق الحكاية، لكنه لم يُفلح هو أيضاً.
تداخلت كل مكامن الضعف بعد الجزء الأول من "عروس بيروت"، وظهر معظم الممثلين المشاركين بشيء من الأريحية، إذ خفُتَ حماسهم، كما لو أنهم ليسوا معنيين بتقديم الأفضل. وتحول الخط الدرامي إلى خطوط في التقليد، طبقاً لأحداث بدت اصطناعية، لزوم إكمال الحلقات والاستفادة من نجاح الموسم الأول.
انقلب أداء تقلا شمعون في الجزأين الثاني والثالث من "عروس بيروت"، وتحولت إلى ما يشبه روبوتاً تائهاً في دور خرج من إطار الإقناع، أو على محاولة فهم ما تقوم به. تغيرت الأماكن والعناوين، وهدأت المعارك بين الأم المتسلطة وبين الدخلاء على حياتها. تقرر ليلى إحياء علاقة حب قديمة، ما يزيد من التعقيد والتساؤلات حول الهدف من وراء ذلك، ولو أنه مدرج تحت سياق درامي مطلوب في المسلسلات، بحسب المدافعين عن الفكرة.
أما بالنسبة إلى باقي فريق الممثلين، فالواضح أن الاستهلاك الزائد للشخصيات أو الأدوار التي يلعبونها، أوقعهم في فخ البرودة الواضحة لجهة الأداء، وأضعف المُستحدث في الرواية التي تحاكي المشاهد العربي.
حظي الجزء الأول من "عروس بيروت" بنسبة مشاهدة جيدة، أما في الاجزاء المتبقية فلم يُلحظ أي تقدم يذكر، باستثناء متابعته عبر المنصات المتخصصة، كونها أسهمت في الإنتاج، وتبنت فكرة الأجزاء بشكل تجاري يصعب معه الإجماع على المشاهدة، وهذا ما يبين عدم تصدر الجزء الثالث للـ "ترند" على المواقع البديلة، كما كان يحصل في الجزء الأول.