هل انتهى التعاقد بين الأمير السعودي الوليد بن طلال، مالك "روتانا"، وشركة "ديزر" الفرنسية؟ سؤال يطرح نفسه بعد ست سنوات من توقع صفقة بمليار ريال سعودي مع شركة "ديزر".
حصلت الصفقة في آب/ أغسطس عام 2018. إذْ انتشر خبر آنذاك، أكّد أنّ الأمير السعودي قام بأوّل تحرك اقتصادي ملفت له منذ الإفراج عنه من "ريتز كارلتون" في الرياض في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2017. وأعلن بن طلال، إتمام صفقة بقيمة بمليار ريال سعودي بين مجموعة "روتانا" وشركة "ديزر" الفرنسية، كما كشف في صور نشرها على تويتر عن توقيع تعاون حصري طويل الأجل بين "روتانا" و"ديزر"، لتوزيع المحتوى السمعي للمجموعة رقمياً فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتضمن الصفقة شراء أسهم صادرة حديثاً في شركة "ديزر" عن طريق شركة "المملكة القابضة" ومجموعة "روتانا" التابعتَيْن للوليد.
الواضح أن شهر العسل بين "ديزر" و"القابضة" لم يدم طويلاً، ولو أن المعلومات تؤكد التزام الطرفين بالعقد والصفقة الموقعة بينهما في 2018، خصوصاً لجهة الأسهم المصدرة عن طريق شركة "المملكة القابضة". لكن وقبل عام، بدأت إيرادات الشركة السعودية تتراجع من خلال المنصات، إذْ لم تحقق إنتاجات "روتانا" المتابعة على المنصة الفرنسية لأسباب كثيرة، منها "الحماية" التي تعتمدها "ديزر" الخاصة ببيانات الدخول، ما خفض من نسبة المتابعة، واضطر المسؤولون إثر ذلك لإعادة التواصل والاتفاق مع "أنغامي"، كونها المنصة العربية الوحيدة التي بإمكانها إعادة المحتوى الغنائي الخاص بـ"روتانا" عربيّاً، وإعادة تحقيق مكاسب مالية وتفاعلية حذفت بعد صفقة 2018.
أول المهللين كانت المغنية إليسا، التي كانت أكثر المتضررات جراء حذف أغنياتها عن تطبيق "أنغامي"، ورفعت صوتها احتجاجاً يومها، لكنها لم تحقق شيئاً، لأنّ عقدها في "روتانا" يقضي بالتنازل الكامل عن إنتاجها لصالح الشركة التي تبيعه لمن تشاء من شركات عربية أو غربية، وللشركة أيضاً كامل الحرية في حذف الإنتاج الغنائي أو إعادته متى تشاء.
Celebrating @anghami pic.twitter.com/QjYSps0Dqb
— Elissa (@elissakh) April 9, 2022
هكذا تستعيد "روتانا" جزءاً من هيبتها عربياً على صعيد الإنتاج الغنائي العربي، وذلك بعد شهرين من توقيع المغني المصري عمرو دياب عقداً مع "أنغامي" مستعيداً بث أغنياته على المنصّة. دياب كان قد خرج من "روتانا" قبل سنوات، واستطاع بحنكة الانتصار على الشركة السعودية بعد نزاع وقضايا شهدتها المحاكم المصرية بين الطرفين، ما كانت لتنتهي لولا تدخل رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، الذي تبنى مسألة التعاون السعودي مع دياب، واضعاً صاحب "ما تخافيش" في خانة الحياد عن أي تنازع يحصل بينه وبين "روتانا".
مجدداً تحاول "روتانا" الدفع بنفسها للتقدم أمام الفنانين، وهي تعاني الأمرين جراء انخفاض نسبة المبيعات والحفلات في العالم العربي في السنوات السابقة، إذْ صارت تلغي عقوداً وتستعيد أنفاسها عبر عقود وإعادة تعاون مع مؤسسات تكفل لها النجاح، وتستغل إنتاجها الفني وتبثه أو تعرضه على منصة كـ"أنغامي".