"حارة القبة": أخطاء بالجملة

13 سبتمبر 2021
الكاتب أسامة كوكش غير متمرس في هذا النوع من الأعمال (فيسبوك)
+ الخط -

تتجه الأنظار إلى مشروع مسلسل "حارة القبة" والذي انطلق تصوير الجزء الثالث منه في نهاية شهر آب/ آغسطس الفائت. المسلسل الشامي الذي أعدّ لينافس جماهيرية "باب الحارة" يبدو أنه تمكن من التسرب إلى شبكة MBC، بعدما قررت الشبكة السعودية نيل حصة العرض الثاني من العمل والاستعداد لعرض الجزء الثاني بشكل حصري في موسم رمضان 2022.

يعود المسلسل إلى قرار اتخذه المنتج الدرامي هاني العشي قبل عام ونصف العام بالعودة لصناعة دراما سورية جديدة من خلال البيئة الشامية التي برع في تقديمها قبلاً بأعمال استحوذت على اهتمام المشاهد السوري والعربي، وأهمها مسلسلا "باب الحارة" و "ليالي الصالحية"، فضلاً عن أعمال اجتماعية أخرى ارتقت بالدراما السورية مثل "قاع المدينة" و"زمن العار"، ما جعل الناس يثقون بخيارات هذه الشركة وما تقدمه، لذا كانت العودة منتظرة من قبل شريحة واسعة في الوسط الفني مع احتضار واضح للدراما السورية وضعف أفكار الأعمال الشامية وغيرها بالعموم، فجاء مسلسل "حارة القبة" على أمل أن يسد الحاجة لدراما سورية شامية بحضور نجوم كبار كان على رأسهم عباس النوري وسلافة معمار.

أصداء لافتة ونجاح ملحوظ

استقطبَ العمل الجمهور لما فيه من أسماء كبيرة مثل سلافة وعباس وشكران مرتجى ونادين تحسين بيك، خالد القيش وفادي صبيح ومحمد حداقي وغيرهم، إلا أن ذلك لم يشفع لضعف محتوى القصة والتي يتبين بشكل واضح أنها مستنسخة من عدة أعمال أخرى كمسلسلات الشركة السابقة ومدمجة في عمل واحد، خصوصاً أن الكاتب أسامة كوكش غير متمرس في هذا النوع من الأعمال وهي تجربته الأولى فيها، فكان الرهان على القصة غير منطقي، لذلك حاولت مخرجة العمل رشا شربتجي بكل ما أوتيت أن تغطي على ضعف الحكاية وتكرارها بلقطات إخراجية مهمة وأداء عالٍ للفنانين، ما جعل العمل يحظى بالترحيب والانتشار بشكل أكبر وأكسب المخرجة والفنانين الرهان والمنتج أيضاً الذي يسعى قبل كل شيء لتحقيق مكاسب مادية من خلال بيع العمل لمحطات أكثر.

خطة الخمسة أجزاء غير المبررة

بالمقابل حمل المشروع طابع الاستمرارية لسنوات والاستثمار بالحكاية حتى الرمق الأخير، فصورت المخرجة رشا الجزأين الأول والثاني معاً ليعرض في رمضان 2021 محققاً نجاحاً جيداً يحكى بأمره، إلا أن المشكلة كانت تكمن في قرار الشركة بإنتاج خمسة أجزاء متتالية للمسلسل، ويبدو أنها خطة واضحة للكسب بشكل أكبر من خلال عمل واحد يناسب السوق حالياً، لكن رغم ذلك فمن الواضح أن الشركة لم تدرس قرارها جيداً. فالقصة عموماً لا تتحمل المطمطة ويمكن إنهاؤها بجزء واحد، عدا عن ذلك فإن القنوات التي حصلت على حقوق عرض المسلسل لم تكن بالكثيرة عموماً، ما أدى حسب المؤشرات لخلل في الميزانية التي ظن المنتج أنه سيحققها، وهذا ما جعل الجزء الثالث يدخل في دوامة كبيرة من الأخطار وتبين ذلك تماماً في الفترة الأخيرة بعد سلسلة من الانسحابات والاعتذارات التي بدأت بالتدريج بمجرد بدء تصوير الجزء الثالث من العمل. ما يوضّح أن المنتج لم يكن على دراية كافية بما يفعله ولم يضع الميزانية الحقيقية الملائمة لخمسة أجزاء والتي تضمن له عدم التبخيس بمسلسله أو التقليل من قيمته ونجاحه وانتشاره، في حين يزيد إصرار العشي في متابعة تصوير العمل عبر إعداد خطة لتصوير الجزأين الثالث والرابع على التوالي، ما يعني استنزاف فريق العمل لفترة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل.

المساهمون