كشف تحقيق أجراه موقع أوبزرفر الإخباري أن منصة تيك توك تروّج لمحتوى معادٍ للنساء بين مستخدميها الشباب، رغم تأكيدها سابقاً حظر هذا النوع من الفيديوهات. كانت إدارة "تيك توك" قد وعدت بحل هذه المشكلة، وعدّلت قواعدها كبادرة حسن نية، ومع ذلك لا تزال المشكلة مستمرة، وفقاً للتحقيق الجديد. تزداد الانتقادات تجاه المنصة مع تحقيق هذا النوع من المقاطع مليارات من المشاهدات.
سلّط التحقيق الضوء على مقاطع فيديو نشرها نجم مواقع التواصل الاجتماعي أندرو تيت، إذ تعرض لانتقادات من قبل مناهضي العنف المنزلي الذين اتهموه بالتطبيع مع الآراء المتطرفة والبالية إزاء النساء. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن خوارزمية "تيك توك" دفعت بفيديو تيت إلى قسم الاستكشاف For You، مما يجعله أكثر انتشاراً.
تقترح الخوارزمية على المستخدمين مقاطع فيديو لأندرو تيت تتحدّث عما يصفه بـ"الواقع القاسي للرجال"، ويبدو كأنه يلوم الجمعيات الحقوقية النسوية على بؤس الرجال، مضيفاً أن "غالبية الرجال ليس لديهم مال، ولا قوة، ولا جنس من زوجاتهم". وفي فيديو آخر، يقول تيت إن الأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على مساعدة للصحة العقلية "لا نفع منهم". ويضيف: "إذا كنت من النوع الذي يشعر بأنه بحاجة إلى علاج، هل تعرف ما أنت عليه؟ أنت عديم الفائدة. لأنه في أقسى الحقائق في هذا العالم البارد، هناك أشخاص في سورية تعرّضت عائلاتهم بأكملها للتفجير ليمارسوا الجنس مع قنبلة من السماء".
كذلك قد يوصي "تيك توك" بالمزيد من هذه المقاطع التي تعبر عن أفكار معادية للمرأة، مثل مقاطع جوردان بيترسون، وهو عالم النفس الكندي المعروف بآرائه اليمينية. وهناك مقطع فيديو آخر أوصت به الخوارزمية سخر من الناس لارتدائهم كمامات أثناء الوباء، ووصفهم بأنهم إما "أغبياء أو جبناء".
أثار الخبراء مخاوف بشأن انتشار المحتوى الذي يظهر فيه تيت على المنصة، بعدما شوهدت مقاطع الفيديو الخاصة به 11.6 مليار مرة. ونقلت صحيفة ذا غارديان عن رئيس قسم الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية، كالوم هود، أن "الخطير هو أنه محتوى لافت جداً للنظر، وخوارزمية تيك توك على وجه الخصوص شديدة العدوانية لدرجة أنك تحتاج فقط إلى التوقف لبضع لحظات قبل أن تبدأ في اقتراح محتوى مشابه لك مراراً وتكراراً".
ولفترة غير قصيرة، شاركت المستخدمات في "تيك توك" تجاربهن في مواجهة محتوى الكراهية ضدهن. وتتعرض "فيسبوك" و"يوتيوب" و"تويتر" لانتقادات علنية لفشلها في حماية المستخدمين من خطاب الكراهية، إلا أن "تيك توك" لا يزال يفلت من العقاب.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أصدر معهد الحوار الاستراتيجي تقريراً أعده المحلل كيران أوكونور يبحث في خطاب الكراهية على "تيك توك"، والذي وجد أمثلة عدة على كراهية النساء. كذلك ظهرت حسابات تروّج لرجال ينتمون إلى حركة اجتماعية للكراهية الصريحة للنساء، جنباً إلى جنب مع مقاطع الفيديو التي جمعت بين كراهية النساء وأشكال أخرى من الكراهية، مثل تفوّق البيض.
وردّت إدارة "تيك توك" على الانتقادات بأنه "لا تسامح مع كره النساء والأيديولوجيات والسلوكيات البغيضة الأخرى على تيك توك، ونحن نعمل على مراجعة هذا المحتوى (الكاره للنساء) واتخاذ إجراءات ضد انتهاكات إرشاداتنا". وفي فبراير/ شباط الماضي حدّثت شركة "بايتدانس" الصينية المالكة لـ"تيك توك" قواعدها الخاصة بالجرائم التي تستحق الحظر بإضافة جرائم جديدة. وتضمنت التغييرات المنشورات التي تتضمن كراهية النساء، والتي هي كراهية أو تحيز ضد المرأة. وقالت "تيك توك" حينها إن المنشورات التي تتضمن كراهية النساء لن تظهر على صفحات For You التي توصي بالمحتوى بناءً على المشاهدات السابقة. وكان من المفترض أن تُزال أي مشاركات مخالفة بسرعة قبل تعميمها، لكن التحقيق الجديد يشير إلى غير ذلك.