"تياترو": سيرة فنانين من "الزمن الجميل"
تزخر محطات التلفزة الفضائيّة بمجموعة من البرامج التي تقوم برواية سيرة حياة وأعمال نجوم ونجمات من "الزمن الجميل". بين القاهرة وبيروت، يلقى هذا النوع الدرامي الوثائقي قبولاً من قبل الناس، بسبب ما يحمله من حنين إلى تلك الحقبة الزمنية من الغناء والسينما.
في منتصف التسعينيات، عرضت محطة "أوربت" برنامج "ليالي الصهبجية" للإعلامي المصري وجدي الحكيم. وحقق البرنامج نسبة مشاهدة عالية لما تضمنه من ذكريات فناني الحقبة الممتدة حتى ثمانينات القرن الماضي، ومحاولة اكتشاف أصوات محترفين في الغناء وهم يؤدون أغنيات للعمالقة.
ويجهد الناقد الفني جمال فياض نفسه في حفظ وجمع المعلومات من فترة "الزمن الجميل"، إذ لطالما اعترف فياض بتعلقه الشديد بالموسيقار الراحل فريد الأطرش. ويذكر كيف رسب في شهادته المدرسية عندما بلغه خبر وفاة فريد الأطرش. اختار فياض محطة OSN اليوم لتنفيذ فكرة راودته منذ وقت، وهي تقديم برنامج يروي سيرة هؤلاء العمالقة بطريقة حوارية سردية تجمع بين معلومات، يقول إن بعضها حصري ويذاع للمرة الأولى.
في مسرح أعدّ خصيصاً للبرنامج، يقف فياض إلى جانب زميلته حبيبة طراب، ويدقق في التفاصيل التي من المفترض أن تنهي التحضيرات النهائية. البرنامج مباشر وسيبثّ من بيروت، ويقوم باستعادة سيرة نجوم الفن في العالم العربي، ويعيدها إلى مسرح الحياة والذكريات، ويبحث مع مختصّين من النقّاد والخبراء، وربما الأقارب والأصدقاء، في تفاصيل سيرهم الذاتية والفنية. ويتولى فياض وحبيبة طراب محاورة الضيوف حول مختلف أعمال الشخصية التي تكون موضوع الحلقة، وذلك بأسلوب مختلف ومميز، فلا يحاكم أحدٌ أحدا، بل يبحث الجميع في مكامن القوة والضعف في سيرة الفنان موضوع الحلقة، بحسب ما يؤكد فياض لـ"العربي الجديد"، لتكون سهرة حوارية بامتياز، يتخللها بعض الغناء الرمزي لأعمال قد تكون لها علاقة بالموضوع الذي تتناوله بعض فصول السهرة.
ومن ضمن الشخصيات التي ستتناولها حلقات "تياترو": فريد الأطرش وصباح والأخوين رحباني ومحمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، وشوشو (حسن علاء الدين)، وأم كلثوم، وسميرة توفيق، وفيلمون وهبي، ووديع الصافي، ونصري شمس الدين، وعدد من كبار نجوم الزمن الذهبي.
"تياترو" هو برنامج حواري فني تقني، فيه الكثير من المعلومات الفنية، والحكايات التي قد لا يعرفها أغلب المشاهدين، من إعداد جمال فياض ووسام شاهين، وتشارك في الإعداد هدى قزّي وعبد الرحمن الجاسم. ويقود الفرقة الموسيقية المايسترو إيلي العليا، ويخرجه جورج حداد، بإشراف عام ولمسات خاصة من المخرج نيكولا صبّاغة الذي صمّم الديكور والشكل العام للبرنامج، بكلّ تفاصيله الفنية والتقنية والإخراجية. هذه ليست المرة الأولى، بحسب فياض، التي يقدم فيها مثل هذا النوع من البرامج. لكن المحاولة اليوم تخرج من إطار التقليد، وربما تتضمن معلومات تقال للمرة الأولى عن الفنانين، وقد تتعدى ذلك إلى نشر بعض الأغاني المسجلة بأصوات هؤلاء للمرة الأولى، والتي حصل عليها فياض منذ زمن بعيد واحتفظ بها، وبرأيه حان الآن موعد عرضها وتعريف المشاهدين بها.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
