"ترامب المواطن" سيخضع لقواعد منصّات التواصل الاجتماعي

09 نوفمبر 2020
ضلّل ترامب مؤيديه عبر تغريداته (أوليفييه دولييري/فرانس برس)
+ الخط -

عندما يغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، سيترك وراءه كذلك أي حصانة كانت تحميه من قواعد وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما أكدت تقارير إعلاميّة اليوم الإثنين.

منحت جهود تويتر وفيسبوك للموازنة بين ترك القادة السياسيين يخاطبون الناس دون القيود التي يفرضها تطبيق القواعد المرتبطة بالمنشورات المضللة وتلك التي تحض على الكراهية مساحة لترامب لا يحظى بها المستخدمون العاديون. لكن أي معاملة خاصة تمتّع بها ترامب تنتهي مع ولايته الرئاسية.

لكنّ شركة "تويتر" أكدت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيخضع للقواعد المطبقة على أي مستخدم عادي لتويتر عندما يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه يوم 20 يناير/ كانون الثاني، حسبما نقلت "رويترز".

وتضع تويتر تحذيراً يقول "الصالح العام" على بعض التغريدات التي تخرق قواعدها والصادرة عن زعماء العالم والتي كانت ستحذف لولا ذلك. وبدلًا من الحذف عادة ما تخفي الشركة هذه التغريدات التي ينشرها مرشحون سياسيون أو منتخبون أو مسؤولون حكوميون بتحذير يكتب فوقها وتتخذ الشركة إجراءات لتقييد وصولها للمستخدمين.

تضع تويتر تحذيراً يقول "الصالح العام" على بعض التغريدات الصادرة عن زعماء العالم بدلاً من الحذف

لكن تويتر قالت إن ذلك لا ينطبق على المسؤولين السابقين. وقال متحدث باسم تويتر في بيان "هذه السياسة تنطبق على زعماء العالم الحاليين والمرشحين للمناصب وليس على المواطنين الذين تركوا مناصبهم".

وكانت الشركة قد وضعت العديد من التحذيرات على حساب ترامب، منذ انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الثلاثاء لاحتوائها على مزاعم لا أساس لها عن تزوير الانتخابات. واعتبر ترامب أنّ الشركة خارج السيطرة "بسبب البند 230".

وفي بادئ الأمر أخفي منشور لترامب تحت تحذير "الصالح العام" في مايو/ أيار عندما خالف الرئيس قواعد الشركة بتمجيد العنف.

وقال متحدث باسم "تويتر" لـ"فرانس برس" إن "نهج تويتر حيال قادة العالم والمرشحين والمسؤولين العامين مبني على مبدأ أنه يجب أن يكون بإمكان الناس اختيار رؤية ما يقوله قادتهم ضمن سياق واضح". وتابع "تنطبق سياسة إطار العمل هذه على قادة العالم الحاليين والمرشحين لتولي مناصب لا المواطنين الخاصين عندما لا يعودون يتولون هذه المناصب".

ولذا، لو كان ترامب مواطنا عاديا، لكان الموقع حذف منشوراته تماما بدلا من الاكتفاء بوضع تحذيرات عليها. وقالت الأستاذة في جامعة كولورادو، بولدر، كاسي فايزلر لـ"فرانس برس" "أفترض أن الحجة وراء عدم إزالة المضمون الصادر عن قادة العالم تماما هي أن ما يقولونه مهم بالنسبة إلينا وعلينا معرفته". وأضافت "لا أعرف إن كان يمكن وصف ذلك بأنه تساهل. لكنها بالتأكيد طريقة مختلفة في تطبيق سياسات" هذه المواقع. 

ترامب سيخضع للقواعد المطبقة على أي مستخدم عادي لتويتر عندما يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه يوم 20 يناير

ويشير تويتر إلى أن حسابات قادة العالم ليست بالكامل فوق سياسات الموقع المرتبطة بحذف المنشورات، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بالترويج للإرهاب أو التهديد بالعنف ونشر معلومات شخصية عن الناس مثل عناوينهم. لكن حقيقة أن ترامب حاول بلا هوادة التشكيك في مصداقية الانتخابات وإعلان فوزه بشكل زائف هو أمر يجب أن يعرفه المواطنون الأميركيون، بحسب الأكاديميين، الذين يقرون في الوقت ذاته بأن عباراته بحد ذاتها تمثّل تهديدا للديمقراطية. وقالت فايزلر "يجب أخذ هذين الأمرين في الحسبان... كان بإمكان تويتر أن يحذف حسابه منذ مدة طويلة". 

وتعرّض فيسبوك لضغوط لشن حملة على التضليل السياسي منذ أخفق في منع التأثير الخارجي في حملات 2016 الانتخابية في الولايات المتحدة، وذلك مع ضمان بقائه منصة مفتوحة للنقاشات. واتّخذ الموقع مسارا مغايرا لذاك الذي اتبعه تويتر، الذي قرر في وقت سابق من العام وضع علامات على منشورات لترامب على أنها مضللة والحد في بعض الحالات من القدرة على الوصول إلى تصريحات الرئيس على اعتبار أنها تنتهك قواعد المنصة بشأن الحض على العنف.

بدوره، قاوم الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ بشكل متواصل فرض قيود على منشورات ترامب، مشيرا إلى أن "الطريقة الأمثل لمحاسبة السياسيين هي عبر صناديق الاقتراع وأعتقد أن علينا الوثوق بالناخبين للحكم بأنفسهم". وشدد فيسبوك قواعده في ما يتعلّق بالانتخابات الأخيرة المحتدمة، فحظر إعلانات سياسية في اللحظات الأخيرة ومعلومات مضللة بشأن التصويت، وأضاف علامات تحمل معلومات على أي إعلان للفوز قبل أوانه، بحسب "فرانس برس".

وبموجب سياسات شركة فيسبوك يبدو كذلك أنه بعد تولي بايدن مهام منصبه لن تعفى منشورات ترامب من مراجعة طرف ثالث من شركاء تقصي الحقائق. لكن لم ترد فيسبوك على سؤال "رويترز" عن كيفية تعاملها مع حساب ترامب بعد تركه السلطة.

ونظراً إلى الانتقادات اللاذعة المعتادة في منشورات ترامب، قد ينتهي به الأمر شخصا غير مرغوب فيه على وسائل التواصل الاجتماعي فور خسارته وضعه كشخصية عامة، بحسب أستاذ كلية المعلومات في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، هاني فريد.

وأفاد تويتر، الجمعة، أنه حظر حسابا أسسه مستشار ترامب السابق ستيف بانون تضمن دعوة إلى إعدام مسؤولين فيدراليين. وجاء في بيان صدر عن منصة التواصل الاجتماعي أن حساب "@وور روم بانديمك" "تم تعليقه بشكل دائم لانتهاكه قواعد تويتر، خصوصا سياستنا بشأن تمجيد العنف".

وقبل حجب الحساب، انتشرت عليه دعوة صادرة عن بانون لقطع رأس مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي وكبير خبراء الأوبئة الحكومي أنطوني فاوتشي. وقال فريد إنه إذا دعا ترامب بعد مغادرته الرئاسة إلى العنف عبر فيسبوك أو تويتر، فسيكون من الواجب حظره من الموقعين مدى الحياة. وأوضح "على تويتر وفيسبوك ويوتيوب وجميع المنصات الأخرى أخذ الأمر على محمل الجد". وتابع "مع ترامب المواطن، يمكنها تطبيق القواعد". 

المساهمون