"بي بي سي" وديانا: فضائح وتحقيق واعتراضات

23 نوفمبر 2020
الأميرة ديانا في المقابلة مع مارتن بشير (Getty)
+ الخط -

تستمرّ فصول قضيّة مقابلة الأميرة ديانا الشهيرة على "بي بي سي" عام 1995 بإشغال الرأي العام والصحافة البريطانيّة، إذ إنّها تتحدث عن احتيال على شخصيّة ملكيّة بريطانيّة، تنخرط فيها واحدة من أعرق المؤسسات الصحافية في البلاد، والتي تموّل من القطاع العام. 

وزعم شقيق الأميرة ديانا تشارلز سبنسر أن مراسل البرنامج الشهير "بانوراما" مارتن بشير الذي أجرى المقابلة أطلعه على وثائق مزورة لإقناع أخته بالمشاركة. وظهرت تقارير جديدة أخيراً تزعم أن بشير استخدم أساليب ملتوية لإقناع ديانا بإجراء المقابلة، منها الادعاء بأن موظفيها تلقوا أموالا للتجسس عليها. وكان بشير لا يزال صحافياً مغموراً حينها، وهو الآن إعلامي شهير ويعمل كمراسل للشؤون الدينية في الهيئة.

في المقابلة التي بثت في تشرين الثاني/نوفمبر 1995 وشاهدها 22,8 مليون شخص، تحدثت ديانا عن انهيار زواجها وقالت عبارتها الشهيرة إنه "كان هناك ثلاثة أشخاص" في زواجها، هي وتشارلز وكاميلا باركر باولز، كاشفة أيضاً عن علاقات لها خارج إطار الزواج. وانفصلت ديانا عن الأمير تشارلز رسميا عام 1996، وتوفيت في العام التالي في حادث سيارة في باريس.

وعقب ذلك، أعلنت "بي بي سي"، الأربعاء الماضي، فتح تحقيق فوري يتعلق بالوسائل التي اتبعت لإقناع ديانا بإجراء مقابلة عام 1995 كشفت فيها الأميرة تفاصيل عن حياتها الزوجية المضطربة مع الأمير تشارلز. وقالت "بي بي سي" إنها وافقت على تعيين القاضي السابق في المحكمة العليا جون دايسون، لتولي التحقيق الذي يأتي بعد طلبات متكررة من تشارلز سبنسر شقيق الأميرة الراحلة. وأضافت أن جون ديسون، قاضي المحكمة العليا السابق، "رمز مرموق ويتمتع باحترام كبير وسيقود عملية تحقيق دقيقة وشاملة"، بحسب ما نقلت عنها "أسوشييتد برس". وقال دايسون في بيان نقلته "فرانس برس": "هذا تحقيق مهم سأبدأ به على الفور"، مضيفاً: "سأضمن أن يكون منصفا ودقيقا".

وحددت "بي بي سي" اختصاص التحقيق بالتركيز بشكل أساسي على دور بشير الذي كانت شهرته محدودة حينها، لكنه حقق بعد ذلك نجاحا مهنيا وحصل على وظائف في مؤسسات إعلامية عالمية. وسينظر التحقيق في "بيانات مصرفية مزيفة تظهر مدفوعات مزعومة لموظف سابق لدى إيرل سبنسر (...) ومدفوعات مزعومة لأفراد من العائلة المالكة". كما سيتطرق إلى ما كشفه سبنسر حول بشير لصحيفة "ديلي ميل" التي ذكرت أن الصحافي تفوه بـ"ادعاءات شائنة" طاولت الملكة إليزابيث الثانية والأمير تشارلز وأعضاء في الأسرة المالكة.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

لكنّ شقيق الأميرة ديانا تشارلز سبنسر قال إنه "غير راضٍ على الإطلاق" عن التحقيق المستقل الذي أطلقته "بي بي سي" بشأن المقابلة الشهيرة التي أجراها أحد صحافييها مع "ليدي دي" عام 1995. وكتب في تغريدة على "تويتر" يوم الجمعة "أخبرت "بي بي سي" بأنني لست راضياً على الإطلاق عن المعايير التي حددوها لتحقيقهم" منتقدا بشكل خاص المجموعة البريطانية لحدها من النطاق الزمني للتحقيق، مطالباً "بأن يتمتع القاضي بحرّية فحص كل جانب من جوانب هذه القضية من العام 1995 إلى الوقت الحاضر، لأنه يعتقد أن "بي بي سي" كانت تحاول التستر على مراسلها".

من جانبه، رحّب الأمير ويليام، نجل الأميرة ديانا والأمير تشارلز، بالتحقيق. وقال دوق كامبريدج، إنّ "التحقيق المستقل خطوة في الاتجاه الصحيح. يجب أن يساعد في إثبات الحقيقة وراء الإجراءات التي أدت إلى مقابلة بانوراما والقرارات اللاحقة التي اتخذها أولئك في بي بي سي في ذلك الوقت".

وقال مصدر مقرب من الأمير هاري، نجل الأميرة ديانا المتخلّي أخيراً عن مهامه الملكية، لصحيفة "ذا غارديان" إنه "يتلقى تحديثات منتظمة" حول التحقيق في سلوك الصحافي مارتن بشير في ترتيب العرض التاريخي.

ولم يرد بشير حتى الآن على هذه المزاعم، بينما قالت "بي بي سي" إنه كان مريضا بسبب إصابته بفيروس كورونا. هذا فيما قالت "ديلي ميل" إنّه شوهد يتبضّع من أحد المتاجر. 

واتُهمت "بي بي سي" في تحقيق سابق بالتستر بعدما سرت شائعات عن أساليب بشير المزعومة للحصول على المقابلة. وقالت الهيئة الممولة من القطاع العام إن تحقيقها الأخير سينشر بمجرد اكتماله، بحسب "فرانس برس". وقالت الهيئة الأسبوع الماضي إنها عثرت على مذكرة مكتوبة بخط اليد من الأميرة ديانا تفيد بأنها لم ترَ البيانات المصرفية المزيفة، وأنهم لم يلعبوا أي دور في قرارها بمنح بشير المقابلة، حسبما نقلت عنها "ذا غارديان". 

من جانبه، أكد المدير العام لـ"بي بي سي" تيم دايفي العزم "على الوصول إلى الحقيقة بشأن" ما حصل. وأضاف "هذا هو سبب تكليفنا إجراء تحقيق مستقل".

المساهمون