في قالب مزدوج بين التراجيديا والكوميديا، يعرض حالياً مسلسل "اللي مالوش كبير"، من بطولة ياسمين عبد العزيز، وزوجها أحمد العوضي، وخالد الصاوي.
القصة المشوقة تدور حول الفتاة "غزل" (ياسمين عبد العزيز)، التي تنازلت عنها عائلتها بزواجها من رجل الأعمال المعروف "عابد تيمور" (خالد الصاوي)، مقابل تحسين أوضاع العائلة المؤلفة من ستة أفراد، وتمكين هذه العائلة الفقيرة من الخروج إلى الضوء عبر فرص العمل المقدمة من "تيمور" إلى كل فرد. لكن المشكلة تكمن في عنجهية وتعنيف الزوج لزوجته التي تحاول جاهدة اللجوء إلى أهلها، لكن من دون جدوى، خصوصاً مع إصرار الكاتب والمخرج على تصوير الخوف الذي يهدد العائلة بعد كل مشكلة أو حادث تعنيف تتعرض له ابنتها، ورفض قاطع من قبل العائلة للطلاق من رجل متزمت، تفادياً لما يترتب على ذلك من خسائر بإمكانها إعادة العائلة إلى الفقر الذي عانته سابقاً.
يكمن نجاح المسلسل في السيناريو المتقن الذي عرف كيف يركبه عمرو محمود ياسين، لكن ذلك لا يعفي الكاتب والمخرج من بعض المآخذ على الطرح الدرامي، والسياق المفترض أن يوازي بين تفوق ياسمين عبد العزيز في الكوميديا، وبين معالجة قضية إنسانية مثل تعنيف النساء. هذا المزج يظلم القصة والمسلسل عموماً، بطريقة تبدو مصطنعة في استغلال حال أو موهبة الكوميديا لدى الممثلة ياسمين عبد العزيز، والإبقاء على فريقها الموازي من الشريكات اللواتي ظهرن معها السنة الماضية في مسلسل "ونحب تاني ليه" (إيمان السيد وبدرية طلبة)، كنوع من التكرار في اللعب على عنصر الكوميديا والضحك.
يجسد أحمد العوضي دور "الخديوي" البلطجي التقليدي، المناصر في بعض الأحيان للحق بعيداً عن القانون. يلتقي صدفة بـ"غزل"، ويتحول حادث سير إلى علاقة بعد مطالبة "غزل" الخديوي بتعويض مالي واعتذار. صورة متشابكة لمجريات أحداث تبدأ من التعنيف، وتعرّج على "الحتّة" المصرية و"البلطجة"، لكنها تنفصل عن المضمون أحياناً في استغلال الكوميديا، وتوظيفها كنوع من ترطيب الأجواء، أو هروب يتسبب في تشتيت المراقب للعمل، والبحث عن مبرر لامرأة تهرب من زوجها وعائلتها بعد تكليف الأخير "البلطجي" بقتلها والتخلص منها، فتنجو بخفة من سكين القاتل، لتبدأ إلى جانبه في رحلة سيغلب عليها الحب والإعجاب بينهما، وتحيط بها المشاكل والضغائن العائلية والمحيطة حتى من أقرب صديقاتها (دينا عبد العزيز) التي تخونها وترتبط بعلاقة مع "عابد تيمور"، ما يخلق أزمة الثقة التي تعانيها "غزل" مع عائلتها التي لا ترأف بحال ابنة تعاني من التعنيف والهوان، رغبةً في العيش الميسور والرفاهية.
المفترض بعد "اللي مالوش كبير" أن يعيد الكاتب عمرو محمود ياسين خلط الأوراق مجدداً، ورسم شخصية جديدة لياسمين عبد العزيز، تختلف عن نمطية دورها في "ونحب تاني ليه" و"اللي مالوش كبير"، كمحاولة غير مكررة، وقصة تعتمد على التجديد وإبراز موهبة عبد العزيز وفريقها من الممثلين، ومراعاة الخط "الكوميدي" طبقًا لسياق الحدث أو القضية التي تطرحها القصة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
