حتى قبل صدور أغنيتها الجديدة "أنا وبس"، أثارت إليسا مواقع التواصل الاجتماعي. في 15 من الشهر الحالي، أي قبل صدور الأغنية بيوم، كتب مؤلف الأغنية أحمد ماضي، على صفحته في "فيسبوك": "شكلك بالعربي ما بتفهمي، وشكلو ح نلتقى بالمحكمة". لم يسمّ ماضي إليسا، ولم يتوجه مباشرة إلى صاحبة "يا مرايتي"، بل حاول الإيحاء بأن هناك سوء تعامل بينه وبين إدارة أعمال المغنية اللبنانية، على خلفية عدم تسلمه أجره ككاتب للأغنية الجديدة.
بدوره، سارع المنتج المنفذ لألبوم إليسا جان نخول إلى الرد عبر نشر عقود البيع والتنازل للأغنية على مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل الخوض في هذه الإشكالية، سنتطرق إلى الأغنية نفسها. لا جديد في هذا العمل المتنازع عليه. كلمات أقل من عادية، مركبة على قافية تقليدية. مجرّد كلام كتبه أحمد ماضي على مقاس لحن زياد برجي، إضافة إلى توزيع فقير لم يُحسن استغلال الآلات الإيقاعية والوترية.
ليس جديداً خلاف إليسا مع الشعراء والملحنين وحتى الموزعين. لكن هذه المرة يبدو أن الخلاف معد سلفًا، بدافع الترويج للأغنية الجديدة التي نُشرت على منصتي "وتري" و"أنغامي"، وقناة الفنانة على "يوتيوب".
كل ذلك دفع المتابعين إلى الرد والتحليل على المواقع البديلة لما يحصل بين ماضي وإليسا. بعضهم قال إنه لطالما نشرت إليسا عقود التفرغ الخاصة بالأغنية، فهذا يعني أن الشاعر يتقصد لفت الاهتمام إلى العمل الذي كان سيصدر بعد ساعات من تغريدته، بهدف القيام بحملة ترويجية للأغنية. وما المطالبة بتحصيل الحقوق المالية إلا جزءاً من اللعبة التي يريدها ماضي للترويج لنفسه.
لا يمكن وصف أحمد ماضي بشاعر غنائي. رصيده من الأغاني والأعمال قليل جداً. عمل في بداياته مع الفنان فضل شاكر، لكن عُرف اسمه عام 2016 عندما اشترت منه إليسا أغنية "يا مرايتي" عن طريق صديقه الملحن زياد برجي. وحتى اليوم، لم تلتق إليسا بأحمد ماضي، وتحاول في كل لقاء التقليل من شأنه بعدما اتهمها بالنشاز.
صدرت أغنية "أنا وبس" مصورة، في قصة أشرفت عليها المخرجة إنجي جمّال. يبدو واضحاً أنها غير مكلفة. مرتديةً فستاناً قديماً، خرجت إليسا تغني لحبيبها في بيت بسيط وقرية نائية قريبة من البحر. يكمن نجاح أعمال المخرجة إنجي جمّال في فهم ما تريد طرحه، بطريقة مبسطة، هي التي رافقت إليسا في أبرز أغانيها المصورة التي روت حكايات إنسانية بإمكان المرأة مكافحتها، كالتعنيف الأسري، إضافة إلى إصدارات أخرى أتقنتها المخرجة، ووضعت إليسا في خانة بعيدة عن المتداول من أغان وكليبات عربية مكررة.
من الواضح خسارة إليسا في أول إنتاج خاص تتبناه، بعدما ارتأت الابتعاد عن شركة روتانا، وتوظيف خبرتها وخبرة فريق عملها في إصدار الألبومات.
وعلى الرغم من الانتقادات التي تطاول الشركة السعودية بسبب سياسة الإنتاج والتفضيل، ومحاصرة بعض الفنانين، فإن إليسا، على الأرجح، كانت أفضل مع شركة روتانا، خصوصاً أمام إخفاقات كثيرة تظهر في خيارها أن تتحول إلى منتج منفذ لألبومها.