"التنين" المخيف آخر التروصورات

17 اغسطس 2021
تيم ريتشاردز مع حفرية التيروصور (من جامعة "كوينزلاند")
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة عن أكبر زاحف طائر عثر على حفرياته في أستراليا. وتعود الحفريات إلى أحد التيروصورات (ديناصورات مجنحة) الذي كان يبلغ طول جناحيه سبعة أمتار، وقد حلّق مثل تنين فوق البحر القديم الذي كان يغطي مناطق نائية من ما يطلق عليه اليوم ولاية كوينزلاند قبل أكثر من 105 ملايين سنة.
الدراسة التي نشرت يوم 9 أغسطس/آب في دورية Journal of Vertebrate Paleontology (مجلة علم الحفريات الفقارية) أعدها باحثون في مختبر الديناصورات في كلية العلوم البيولوجية في جامعة كوينزلاند. وقام الفريق بتحليل حفرية لفك التيروصور الذي أطلقوا عليه اسم "ثابونغاكا شاوي" Thapunngaka shawi وشبهوه بالتنين.
تمثلت الحفريات التي عثر عليها في يونيو/حزيران 2011 في وانامارا كونتري، بالقرب من ريتشموند في شمال غرب كوينزلاند الأسترالية، في جمجمة ذات رقبة طويلة، مثبتة على زوج من الأجنحة الطويلة.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة تيم ريتشاردز، وهو باحث الدكتوراه في كلية العلوم البيولوجية في جامعة "كوينزلاند"، إن العظام المكتشفة وإعادة رسم صورة متخيلة للمخلوق تجعله أقرب شبها إلى صورة التنين. وأضاف: "التيروصور الجديد، الذي أطلقنا عليه اسم ثابونغاكا شاوي، كان يمكن أن يكون وحشا مخيفا، بفم يشبه الرمح وبجناحين حوالي سبعة أمتار". ويعتقد الباحثون أن "التنين المخيف" كان قادرا على التهام الديناصورات الصغيرة.
وأضاف ريتشاردز، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن جمجمة التيروصور الضخم وحدها كان يمكن أن يزيد طولها عن متر واحد، وتحتوي على حوالي 40 سناً، وهي مناسبة تماماً لالتقاط العديد من الأسماك المعروفة بأنها تعيش في بحر إيرومانغا الداخلي الذي كان يغمر منطقة كوينزلاند في العصور الجيولوجية السحيقة، لكن لم يتبقّ له أثر في الوقت الحالي.

تنتمي الأنواع الجديدة إلى مجموعة التيروصورات المعروفة باسم أنهاانغواريا anhanguerians، التي سكنت كل قارة خلال الجزء الأخير من عصر الديناصورات. وأطلق على التيروصور الجديد اسم ثابونغاكا شاوي، وفيه إشارة إلى شعوب الأمم الأولى في منطقة ريتشموند، حيث تم العثور على الحفرية، ويتضمن بعض اللغات المفقودة لشعب وانامارا الأصلي في أستراليا. ووفق الدراسة، فإن الجزء الثاني من اسم التيروصور الضخم "شاوي" مأخوذ من اسم مكتشف الحفرية، لين شو، من باب التكريم له.
وأوضح الباحث أنه رغم أن التيروصور المكتشف لم يكن مثل الطائر أو حتى الخفاش، لكن كانت التيروصورات مجموعة ناجحة ومتنوعة من الزواحف التي يمكنها الطيران، وكانت أول الحيوانات ذات العظام الخلفية التي تستخدم في توليد طاقتها الحركية اللازمة للطيران.
ونظرا لكون التيروصورات تتكيف تماما مع الطيران بهذه الطريقة، فقد امتلكت عظاما رقيقة الجدران وجوفاء نسبيا. وقد أثار اهتمام الباحثين وجود قمة عظمية ضخمة تقع في الفك السفلي، يعتقدون أنه من المحتمل وجودها في الفك العلوي أيضاً.

ويعتقد الباحثون أن هذه العظمة ربما لعبت دوراً في ديناميكيات طيران هذه المخلوقات، لكن حتى الآن لم يجد الباحثون دليلاً على ذلك، ويأمل الفريق في أن تقدم الأبحاث المستقبلية إجابات أكثر تحديدا.
وأشار ريتشاردز إلى أن سجل التيروصورات الأسترالية ضعيف للغاية، لكن اكتشاف هذا المخلوق يسهم بشكل كبير في إثراء فهمنا لتنوع التيروصورات الأسترالية.

المساهمون