فاز فيلم Illusions perdues (الأوهام الضائعة) للمخرج كزافييه جيانولي، المقتبس من رواية الكاتب الفرنسي الشهير أونوريه دو بالزاك والمتمحور حول الصحافة وتجاوزاتها، الجمعة، بأبرز جوائز "سيزار" السينمائية، الرديف الفرنسي لـ "أوسكار"، في حفلة اتسمت بالرصانة على وقع الحرب في أوكرانيا.
تُوجت فاليري لوميرسييه بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم Aline، وهو فيلم سيرة ذاتية كرّسته للمغنية الكندية الشهيرة سيلين ديون. وقالت الممثلة البالغة 57 عاماً، خلال حفلة "سيزار" التي أقيمت بدورتها السابعة والأربعين على مسرح "أولمبيا" الشهير في باريس: "كان لدي مَثل أعلى صغير، لا بل مَثل أعلى كبير، وأوجه لها هذا المساء أيضاً كل حبي وإعجابي، إنها سيلين بالطبع!".
ونال فيلم Illusions perdues الذي كان من الأساس الأوفر حظاً في المنافسة سبع جوائز "سيزار"، بينها في فئة أفضل فيلم. كما حصل بنجامان فوازان (25 عاماً) على جائزة "سيزار" أفضل ممثل واعد. ويؤدي في الفيلم دور الشاب لوسيان دو روبمبريه الذي يبني أحلاماً وطموحات كبيرة في باريس خلال القرن التاسع عشر.
ومن خلال منح جوائز لهذا الفيلم، تكافئ جوائز "سيزار" التي غالباً ما تواجه انتقادات على خلفية ما يوصف بأنه انفصال عن الواقع أحد الأفلام الفرنسية النادرة التي أُنجزت بعد فترات الإغلاق، خلال جائحة كوفيد-19، والتي جمعت بين النجاح الجماهيري (أكثر من 870 ألف متفرج) والطموح الفني.
كما أن المخرج كزافييه جيانولي الذي يخلف ألبير دوبونتيل الفائز بجائزة أفضل مخرج العام الماضي عن فيلم Adieu les Cons، لم يأت، على غرار دوبونتيل، إلى الحفلة لتسلم جائزته. واكتفى كاتب السيناريو المشارك معه في الفيلم جاك فيشي بالقول لوكالة "فرانس برس" إنه "فنان مستقل".
كما تغيب الفائز الكبير الآخر في الحفلة ليوس كاراكس مع فيلمه من نوع أوبرا الروك Annette (خمس جوائز). هذا المخرج البالغ 61 عاماً هو أول من حصل على جائزة أفضل إخراج في حفلة "سيزار"، وأيضاً في "مهرجان كانّ السينمائي الدولي" حيث عُرض فيلمه في افتتاح الحدث في آخر دوراته.
وحضر نجم الفيلم الممثل الأميركي آدم درايفر الذي رُشح في فئة أفضل ممثل الحفلة لكنه خرج خالي الوفاض، بعدما منح المصوّتون في الأكاديمية الجائزة لبونوا ماجيميل. وحصل الممثل البالغ 47 عاماً عن دوره كمريض سرطان في نهاية حياته، في De son vivant لإيمانويل بيركو.
ظلال أوكرانيا
بعد سلسلة فضائح وإخفاقات في السنوات الماضية، كانت حفلة "سيزار" مرتقبة بصورة خاصة هذا العام. وأقيمت الحفلة التي بثتها قناة "كانال بلوس" من دون ضجة أو حوادث تُذكر.
ويعود ذلك خصوصاً إلى أن الأجواء العامة غير ملائمة للاحتفال، إذ إن الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا كانت ماثلة في أذهان الجميع، على ما ذكر نجوم كثر اعتلوا المسرح، بينهم الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت التي صفق لها الحاضرون طويلاً خلال تسلمها جائزة "سيزار" فخرية. وقالت بلانشيت "من الصعب التفكير في أي شيء آخر غير أوكرانيا".
A standing ovation as Isabelle Huppert presents Cate Blanchett with an honorary César Award. pic.twitter.com/9CLGxesxUK
— ℳari (@cakeblanchett_) February 25, 2022
وشهدت الحفلة توجيه تحيات عدة إلى فنانين رحلوا أخيراً، بينهم الممثل الشاب غاسبار أولييل الذي توفي الشهر الماضي عن 37 عاماً في حادث تزلج، والنجم الكبير جان بول بيلموندو.
ومنذ البداية، وعد رئيس الحفلة أنطوان دو كون بأن جوائز "سيزار" هذا العام ستمتنع عن "إعطاء الدروس". وقال: "سنضحك وسنتأثر، جوهر عملنا هو المضي قدماً لو مهما حصل، حتى لو كان العالم ينهار".
مكافأة قابلة
ومن المحطات اللافتة خلال الأمسية فوز أيساتو ديالو سانيا، وهي قابلة قانونية في حياتها العادية، بجائزة أفضل ممثلة بدور مساعد عن دورها في La Fracture، وهو فيلم عن حركة السترات الصفراء الاحتجاجية الفرنسية تؤدي فيه شخصيتها الحقيقية.
وقالت أيساتو ديالو سانيا للصحافيين: "جائزة سيزار هذه لنا كمقدمي رعاية صحية! إنها مكافأتنا". وأضافت: "أنا منفتحة لتصوير أفلام أخرى. أنا امرأة خارقة! يمكنني مواصلة عملي والتصوير أيضاً. لا يوجد عدم انسجام في ذلك. لدي ثلاثة أطفال في المنزل وفواتير عليّ دفعها. يجب أن أستمر في العمل".
وأشارت إلى أنها ستعود إلى عملها في المستشفى الثلاثاء، ما يترك لها بعض الوقت للاستمتاع بنجاحها.
(فرانس برس)