سيناريست سوري ينعى مقتل ضباط روس ويتجاهل أطفال الغوطة

07 مارس 2018
يصف الجيش الروسي بـ "الصديق" (فيسبوك)
+ الخط -

نعى الكاتب والصحافي السوري قمر الزمان علوش، الضباط الروس الذين قُتلوا نتيجة تحطم طائرتهم العسكرية القادمة من حلب، أثناء هبوطها في قاعدة حميميم، أمس الثلاثاء، وكتب على صفحته الرسمية على "فيسبوك": "قبر أمي في حميميم.. أفاقت من قيلولتها وسألت: لماذا ذبلت الزهور حولي فجأة يا بني؟".

ويبدو أن الكاتب المهتم بشكل واضح بالشأن الروسي شعر بالحسرة لاحقًا بسبب المراوغة التي حشا بها منشوره، فقرر أن يكون أكثر مباشرة، موضحًا في أحد ردوده على تعليق أحد متابعيه من لبنان: "عزيزي عمار كونك من الشقيقة لبنان.. المنشور عن الضباط والجنود الروس الذين قضوا في حادث طائرة على مدرج مطار حميميم وهي قريتي".

ولا يخفى على من يتابع منشورات الكاتب، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، أنه بذر مئات الكلمات لتبييض صفحة الجيش الروسي "الصديق"، بحسب وصفه، إذ قال في أحد منشوراته: "الصديق الروسي قوي أنا بخير"، في حين لم يكتب كلمة واحدة يستنكر فيها قصفهم الوحشي على الغوطة الشرقية، أو ينعى بها موت مئات الأبرياء والكارثة الإنسانية التي طاولت مئات الآلاف من أبناء وطنه هناك، بيد من يراهم "أصدقاء" له.



ولا تغيب التناقضات المنطقية، والإشكاليات الأخلاقية، عن منشورات علوش، إذ كتب بتاريخ 1 مارس/آذار منشورًا يتهم فيه من لا يدعم التدخل الروسي في الشأن السوري بالخيانة، قائلًا: "التحالف الأميركي يهدد بضرب سورية وتقسيمها يأتي الرئيس بوتين ليقول أي ضربة لحلفائنا سنرد، أي سوري يرفض ذلك إﻻ إذا كان خائنا؟".



ثم أكد لاحقًا في منشور آخر أنه لم يضطر إلى استخدام كلمة "خائن" سوى مرة واحدة منذ دخوله "فيسبوك"، وقال: "كنت بصدد توصيف حالة معينة ولست بصدد توصيف شخص محدد، فهذه أعتبرها من اختصاص القضاء، إذ كيف يمكن مثلاً أن أصف من يطالب أميركا بقصف سورية بدءاً من قصر المهاجرين؟ أو كيف يمكن أن أصف من يشيطن روسيا لأنها أعلنت الدفاع عن حليفتها سورية ضد أي اعتداء أميركي وتختلط دماء أبنائها بدماء الجنود السوريين؟" وعاد بعدها ليتهم كل من دانه لهذا التوصيف "بالخيانة، والتطبيع مع إسرائيل!".


وينتقد علوش، المولود بجبلة، من "يشيطنون روسيا" على حسب زعمه، في حين يحق له أن "يشيطن" أميركا، مطبلاً لنظرية المؤامرة الأميركية، للسيطرة على سورية، بكل ما تحمله من سذاجة وتسطيح للفكر السياسي، حيث كتب في أحد منشوراته: "أبرز ما في المشروع الأميركي في هذه المرحلة تصعيد الصراع السني-الشيعي متزامناً مع الصراع العربي الفارسي في المنطقة، وصوﻻً إلى تقسيمه دراميًا"، ويؤكد في آخر، أن كل دول الأرض تتنافس في سورية، لحجز مقاعد في العالم الجديد، متجاهلًا المصلحة الروسية، في المنطقة، وطموح بوتين.



وعلوش الذي نشط، بحسب زعمه، خلال طفولته مع أبيه في طباعة الدعاوي، في مكتب العرائض، يتذكر أحيانًا معاناة الناس المريرة في بلدته بسبب الفقر والظلم وتجاهل الحكومة لأحوالهم، فينتفض ضميره لحظات، كما في تلك المرة التي كتب فيها: "ﻻ يستطيع كل سوري أن يفصل سورية على مقاسه.. وﻻ أي سوري يستطيع أن يلغي سورياً آخر" ليهوي كالرماد، بعد أن يدرك أن مصلحته ليست بين صفوف الفقراء، داعياً إلى حملة تطهير ضد أبناء بلده، فيقول: "أنا مع أي هدنة أو أي اتفاق لحقن الدماء.. ولو كان لمدة ساعة فقط.. إﻻ أنني في الوقت نفسه ﻻ أستطيع أن أنسى دروس الحرب السورية وقبلها اللبنانية: أن أي هدنة بين طرفين متحاربين ليست سوى خطوة إلى الوراء بسبب اكتساب الزخم للمعركة المقبلة".

يذكر أن قمر الزمان علوش وُلد عام 1948 في مدينة جبلة بالساحل السوري، وعمل في الصحافة السورية منذ عام 1974 حتى منتصف التسعينيات، من دون أن يكتب أي عمل ذي أهمية، قبل أن ينتقل فجأة إلى الكتابة الدرامية للتلفزيون، ويمتلك في رصيده الفني اليوم عدة روايات، بينها "هوى بحري" و"بريد تائه" وعددًا من المسلسلات التلفزيونية الطويلة منها "طيور الشوك"، "نزار قباني" و"أسمهان".

 (العربي الجديد)

 

 

 

 (العربي الجديد)

دلالات
المساهمون