تفشّي كورونا: الفيروس يفتك بقطاع الترفيه

02 مارس 2020
أُلغيت أبرز مهرجانات تفتُّح زهر الكرز في اليابان (Getty)
+ الخط -
امتد فيروس كورونا المُستجدّ، المعروف علمياً باسم Covid-19، الذي بدأ بالانتشار خارج الصين بحلول منتصف يناير/كانون الثاني، إلى أجزاء واسعة من العالم. خلال شهر فبراير/شباط تضاعفت الأرقام بشكل مفزع مقارنة بسابقه.

انتشار الفيروس طاول كل جوانب الحياة في مختلف أنحاء العالم، ومن بين أكثر القطاعات تأثراً كان القطاع الفني، وكل القطاعات والصناعات الأخرى المرتبطة بعالم الترفيه والثقافة: من إرجاء افتتاح معرضي طهران وبغداد الدوليين للكتاب، إلى تغيير موعد معرض جينيف الدولي للاختراعات إلى سبتمبر/أيلول عوضاً عن نهاية الشهر الحالي، مروراً بإيقاف تصوير الجزء السابع من فيلم Mission Impossible الذي كان من المزمع تصويره في مدينة فينيسيا الإيطالية...

وآخر ضحايا الهرب من الفيروس كان فيلم "ريد نوتيس Red Notice". إذ أعلنت منصة "نتفليكس" انتقال تصوير العمل خارج إيطاليا، خوفاً من تحوّل الفيروس إلى وباء في تلك المنطقة. وجاء ذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، أن على الأميركيين إعادة النظر في السفر إلى إيطاليا.
والفيلم قصة إثارة إجرامية عالمية، ووفق مجلة "فاريتي"، رصدت له واحدة من أعلى الميزانيات على "نتفليكس" حتى الآن، إذ بلغت التكلفة نحو 160 مليون دولار. ولم تعلن المنصة تاريخ إصدار الفيلم، ولا موقع التصوير الجديد.

بدورها قالت شبكة تلفزيون CBS الأميركية إنها مع منتجي برنامج الواقع "السباق المدهش" The Amazing Race، علقت إنتاج موسم جديد في إجراء احترازي بسبب المخاوف من فيروس كورونا. وصُوِّرَت ثلاث حلقات من موسم العرض الثالث والثلاثين. وقالت متحدثة باسم شبكة "سي بي إس" لوكالة "رويترز": "بسبب المخاوف المتزايدة وعدم اليقين في ما يتعلق بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، اتخذنا هذا الإجراء الوقائي".

أما صالات السينما على مختلف الأراضي الإيطالية، فأُقفل نصفها، وتحديداً في المناطق الشمالية، وتأجل إصدار العديد من الأعمال مثل Hidden Away وAfter the Wedding وLupine III.

وأعلنت شركات الأفلام في الصين أنها لن تمضي قدماً في إصدار سبعة أفلام رئيسية بمناسبة السنة الصينية الجديدة، وهي عادةً الفترة الأكثر ازدحاماً في الأجندة السينمائية الصينية.

من جهتها ألغت شركة التوزيع السنغافورية mm2 Entertainment إصدار Detective Chinatown 3 وVanguard الذي يلعب بطولته جاكي شان. وألغى موزعون آخرون في سنغافورة مثل Clover Films إصدار The Rescue، بينما ألغى Encore فيلم الكرتون Jiang Ziya.

كذلك مع انسحاب الشركات الكبرى، مثل "أمازون"، و"سوني"، و"إريكسون"، و"إل جي"، و"إنتيل"، اضطر منظمو ملتقى العالم للهاتف النقال، في برشلونة الإسبانيّة، إلى إلغاء الحدث كليّاً هذا العام. الملتقى الذي يُعَدّ أكبر حدث للهواتف النقالة في العالم، حيث حضره أكثر من مائة ألف شخص العام الماضي، حمل معه شرارة إلغاء وإضعاف معظم الأحداث التقنية الكبرى المعتادة في كل ربيع، إلغاء مؤتمر "إف 8" لمطوري فيسبوك الذي يعد أكبر حدث بالنسبة إلى الشركة خلال العام، مقابل انسحاب "مايكروسوفت"، و"أي بي أم"، و"أي تي أند تي"، و"فيرايزون" والشركات الكبرى من مؤتمر مطوّري الألعاب ومؤتمر أمن التقنية.

اقتصادياً طاولت الأزمة كل دور الأزياء الراقية في العالم، نظراً إلى أن الصين من أكبر الأسواق الاستهلاكية للماركات الراقية. وتجلّت أزمة عالم الأزياء هذه مطلع الأسبوع الماضي، مع انطلاق أسبوع ميلانو للموضة.
إذ قُدمت تصاميم جورجيو أرماني الأحد الماضي استثنائياً من دون جمهور، بحيث تمكن الصحافيون والزبائن من متابعة العرض مصوّراً ببثه على شبكات التواصل الاجتماعي. وفيما أبقي على عرض "دولتشه أند غابانا" في موعده، ألغي عرض لورا بياغوتي، وكذلك العرض المنتظر لمجموعة "غينييس" من دار "مونكلير".
وأوضح المصمم الإيطالي أن هذا القرار يندرج في إطار تدابير الحكومة الإيطالية لتجنب التجمعات في مواجهة الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد في شمال البلاد، الذي أدى إلى عدد من الوفيات في إيطاليا.

أما في لندن، فانطلق أسبوع الموضة منتصف الشهر الماضي، وسط تراجع كبير في سوق المبيعات. وقالت رئيسة مجلس الموضة البريطاني سيتفاني فير، لوكالة "فرانس برس"، إن الفيروس "يثير بطبيعة الحال قلق أوساط الموضة". لكنها أكدت أن "أوساط الموضة سبق أن واجهت تحديات، وهي قادرة على الصمود والتكيف".
وكانت ماركة "بربري" قد أشارت، مطلع الشهر الماضي، إلى "التأثير السلبي الواسع" بالطلب الصيني على السلع الفاخرة، إذ اضطرت الماركة إلى إغلاق نحو عشرين متجراً.

في إيطاليا أيضاً، أعلن الأسبوع الماضي رئيس منطقة فينيسيا في شمال شرق إيطاليا، عبر قناة "سكاي تي جي 24" الإخبارية، أنّ فعاليات كرنفال البندقية انتهت باكراً، شأنها في ذلك شأن الأنشطة الرياضية كافة في المنطقة، جراء تفشي كورونا.

في اليابان التي اتخذت إجراءات كثيرة تفادياً لانتشار الفيروس، أُلغيت أبرز مهرجانات تفتُّح زهر الكرز. ولن تُقام هذه الاحتفالات التقليدية في طوكيو وأوساكا التي تستقطب سنوياً ملايين الأشخاص الراغبين في التمتع بمشاهدة أزهار الكرز البيضاء والزهرية، في موعدها المقرر أصلاً في نيسان/إبريل. وقالت هيئة "جابان مينت" في أوساكا الجمعة الماضي: "نحن آسفون حقاً للأشخاص الذين كانوا يتطلعون إلى مشاهدة (تفتُّح زهر الكرز)... نرجو أن تتفهمونا".

دلالات
المساهمون