واعتقل الطالب حمزة أسابر (19 عاماً) أواخر ديسمبر/كانون الأول في العيون بعدما بث على موقع "يوتيوب" أغنية "فهمنا". وتتضمن انتقادات للأوضاع الاجتماعية والفساد و"نظام ديكتاتوري"، داعية إلى التغيير.
وبعد 4 أيام على اعتقاله دين بتهمة "المس بالمؤسسات الدستورية" وحكم عليه بالسجن 4 سنوات "من دون حضور محام للدفاع عنه"، بحسب ما أوضحت شقيقته لوكالة "فرانس برس". وأعربت الأخيرة عن سعادتها بخفض الحكم: "إنها مفاجأة جد سارة، لم نكن نتوقع خفض العقوبة لهذه الدرجة"، معربة عن أملها في الإفراج عنه.
وتدرس لجنة تضم ناشطين حقوقيين سجن حمزة أسابر ضمن ما تسميه "حملة قمعية" أدت لاعتقال وسجن مواطنين أو ناشطين في الفترة الأخيرة بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. تراوحت الأحكام التي صدرت في حقهم بين شهر و4 سنوات سجناً، لإدانتهم بتهم منها "المس بالمؤسسات الدستورية" و"الإساءة إلى الملك" و"التحريض على الكراهية".
وتدافع السلطات من جهتها عن قانونية الملاحقات نافية "أي تراجع في أوضاع حقوق الإنسان في المغرب"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، الأسبوع الماضي، عن الناطق الرسمي باسم الحكومة حسن عبيابة الذي دعا للتمييز بين "التعبير الحر وارتكاب جنايات يعاقب عليها القانون".
وتبدأ يوم الإثنين محاكمة تلميذ آخر أمام الاستئناف هو أيوب محفوظ (18 عاماً) في مكناس (وسط)، حكم عليه ابتدائياً أواخر العام الماضي بالسجن 3 سنوات، بنفس التهمة التي دين بها أسابر. ودين محفوظ بسبب نشره على "فيسبوك" مقطعاً من أغنية الراب "عاش الشعب" اعتبر مسيئاً، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وتندد الأغنية التي تخطت 21 مليون مشاهدة على "يوتيوب" منذ بثها أكتوبر/ أواخر تشرين الأول، بلغة حادة أوضاع "الظلم" و"الفساد" و"الاستئثار بالثروات"، متضمنة انتقادات للملك محمد السادس، في ما يعد تخطياً للخطوط الحمر.
وقد حكم على أحد مؤلفيها الثلاثة سيمو الكناوي (31 عاماً) أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني بالسجن عاماً واحداً لـ "إهانة الشرطة"، على خلفية فيديو يشتم فيه الشرطة على تطبيق "إنستغرام". وأكد القضاء هذا الحكم أمام الاستئناف يوم الأربعاء، في سلا قرب العاصمة الرباط.