يترقَّب الشباب القطريون معرض "سهيل" الدولي للصيد والصقور، كما ينتظرون بشغف كبير ظهور نجم "سهيل" الذي يؤشر لأهل الصيد ببداية رحلات القنص والانطلاق نحو البر.
وتشارك في الدورة الثالثة لمعرض "سهيل" 147 شركة متخصصة في أسلحة الصيد ومستلزمات القنص والصقور والرحلات، وتمثل 20 دولة عربية وأجنبية. وانطلقت فعالياته اليوم الثلاثاء، في الحي الثقافي "كتارا" في العاصمة القطرية الدوحة، ويستمر لسبعة أيام.
حَمَد الغانم وأصدقاؤه القطريون الثلاثة أكّدوا لـ"العربي الجديد"، أنهم اصطفوا منذ الصباح في انتظار أن يفتح المعرض أبوابه. وحول ما يجذبهم في المعرض، أشاروا إلى فعالية المزاد التي تعد فرصة لاقتناء النادر والفاخر من الصقور، إلى جانب عرض أسلحة الصيد الحديثة ومستلزمات الصيد والقنص، وحتى المعدات اللازمة للرحلات البرية ولتجهيز السيارات للقنص.
أما المدير العام لـ"كتارا"، خالد بن ابراهيم السليطي، فأشاد في تصريح صحافي بالحضور القوي والتفاعل الكبير منذ الافتتاح، مؤكداً أن معرض "سهيل" أصبح ملتقى عالمياً للمهتمين بتراث الصيد والصقور، وحقق سمعة واسعة يتردد صداها في مختلف دول العالم، وتترقبه الشركات المتخصصة، لما يسجله من نمو متسارع ونجاحات متتالية منذ إطلاقه عام 2017.
ويزخر معرض "سهيل" بفقرات رئيسية يجسدها المزاد اليومي الذي يعرض أجمل وأفضل أنواع الصقور. ويرسخ العلاقة التبادلية بين الهواة والتجار، إلى جانب أنشطة الرماية بالمحاكاة، والرماية بالبندقية الهوائية، والرماية بالسهم، لتعريف أفراد الأسرة بهواية الصيد والرماية، والمحافظة على التراث الثقافي والموروث العريق.
ويحفل المعرض بمجموعة من المقاهي والمطاعم المتخصصة لإعداد المأكولات والأطعمة الطازجة التي تحضر يومياً من لحم الطرائد، مثل طيور السمن والفري والغزلان والأرانب، إلى جانب مقاهٍ موزعة على امتداد المعرض، تُقدّم القهوة القطرية للرواد.
Twitter Post
|
وقال رئيس لجنة التجهيزات والفعاليات في جمعية "القناص" القطرية، محمد سعيد الكبيسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الجمعية تشارك للسنة الثالثة، ويضم جناحها عدة أقسام منها: "المجلس العربي"، و"معرض الصور للمسابقات "التي تنظمها الجمعية خلال موسم الصيد بالإضافة إلى مهرجان "مرمي"، إلى جانب مشاركة الجمعية في مهرجانات وفعاليات خارجية في تركيا والمغرب، وقسم أرشيف الصقارة القطرية، وحملة "صقاقير أهل قطر"، وبرامج "علماء قطر للتنوع البيولوجي" وغير ذلك.
وأوضح الكبيسي أن الجديد هذا العام إطلاق عضوية جمعية الصقارة وإعلان المقبولين الذين انطبقت عليهم الشروط. وكثيرون سجلوا طلبات التحاق منذ الدورة الأولى للمعرض.
ويهدف المعرض إلى تبادل الخبرات وعقد الصفقات بين الشركات المتخصصة في مجال الصقور والصيد وأسلحته ومستلزماته وتجهيزاته، بالإضافة إلى ما يشكله من مناسبة تثقيفية مهمة للتعريف بالتراث والبيئة القطرية وتشجيع الباحثين على سبر أغوار هذه الهواية التراثية، والترويج للصيد والرماية ورحلات البر والصحراء والبادية.
وفي ما يخص تسمية المعرض بـ"سهيل"، وارتباطه بالجغرافيا والمناخ، يعتبر 24 أغسطس/ آب من كل عام غرة سهيل، وابتداءً من طلوعه تنطلق عملية التحول التدريجي في المناخ، وتأخذ درجات الحرارة بالانخفاض، وتصاحب ذلك تغيرات طبيعية، إذْ تبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة، وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة "اللفو"، كما تعرف عملية هجرة الطيور في طريق عودتها إلى موطنها الأصلي بـ"العبور".