"حارس القدس": سيرة المطران كابوتشي في مسلسل

03 اغسطس 2019
كبوتشي خلال تظاهرة مؤدية للأسد عام 2012 (Getty)
+ الخط -
في سعيها لاستعادة دورها في الدراما العربية، قدمت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري عام 2018 مشروعاً يحمل عنوان "خبز الحياة"، هدفه إنتاج "دراما محترمة" بعيداً عن الغايات التجارية، وصون الدراما السورية من الهبوط والابتذال، على حد قول مطلقي ذلك المشروع. إلا أنّ المسلسلات الستّة التي قدمها هذا المشروع في رمضان 2019، لم تحظ بأي اهتمام جماهيري، ولم يصل أي منها إلى ترتيب الأعمال العشرة الأكثر مشاهدة.

وكان المخرج زياد جريس الريس، المدير العام لمؤسسة الإنتاج في الهيئة، صرح لوكالة "سانا" في مارس/آذار 2019، أن الجمهور سيكون على موعد مع عمل هو الأضخم في إنتاجات المؤسسة، يتناول سيرة حياة المطران هيلاريون كابوتشي، وسيكتب هذا المسلسل الكاتب حسن م يوسف، ويخرجه باسل الخطيب، تحت إشراف الريس نفسه.

كان من المقرر أن يبدأ تصوير المسلسل الذي يحمل عنوان "حارس القدس" ويتناول سيرة حياة المطران كبوتشي بداية أغسطس/آب 2019، وتداولت وسائل إعلام ومواقع فنية أخبارَه خلال الأيام الماضية، وجرى تداول أخبار عن أسماء الممثلين الذين سيؤدون الأدوار الرئيسية فيه، وهم محمود نصر وغسان مسعود وصباح الجزائري وآخرون. لكن مع اقتراب موعد بدء التصوير، بدأت مجموعة من الممثلين السوريين بالاعتذار عن عدم المشاركة في المسلسل، وذلك بسبب سياسة الأجور المتبعة، ومنهم كندة حنا ورنا شميس ومحمود نصر على أن يحل مكانه معتصم النهار، ما جعل مصير المسلسل مجهولاً بسبب الميزانية الضعيفة الموضوعة له، والتي لا تتناسب مع ضخامة العمل، سواء من حيث كثرة النجوم المفترض مشاركتهم فيه، أو تعدد مواقع التصوير اللازمة لإتمامه.

يُذكر أن التجربة السورية في إنتاج أعمال درامية تتناول السير الذاتية، تبدو متواضعة إذا ما قورنت بالدراما المصرية التي قدمت مسلسلات مهمة مثل "أم كلثوم" و"أسمهان"، في حين كانت الدراما السورية في هذا المجال غير موفقة في معظمها، كما حدث في مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي سيرة حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والذي أثار عرضه عام 2011 جدلاً واستياءً واسعين، ما دفع بعدد كبير من المثقفين الفلسطينيين لمطالبة التلفزيون الفلسطيني بوقف عرضه، لأنه يسيء للشاعر من حيث النص. كما أن الممثل فراس إبراهيم، وهو منتج المسلسل، ومجسد شخصية محمود درويش فيه، لم يكن موفقاً بإعطاء الحالة الشكلية والنفسية القريبة من الشخصية التي جسدها، بحسب النقاد وعارفي درويش.

المطران الراحل هيلاريون كبوتشي من الشخصيات التي أيدت النظام السوري بعد اندلاع الثورة عام 2011، وشارك في وفد النظام بمؤتمر جنيف عام 2014، وهذا أثار جدلاً حول ما إذا كان موقفه الأخير من النظام سيؤثر على تاريخه النضالي ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومشاركته في حملات رفع الحصار عن قطاع غزة عام 2009. كما شارك في حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني على متن سفينة "مافي مرمرة" التركية عام 2010، لكسر الحصار والتي اعترضتها قوات الاحتلال وقتلت بعضاً من ركابها.

كبوتشي الذي ولد في مدينة حلب السورية عام 1922، وكان مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس منذ عام 1965، اعتقل عام 1974 وزج في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة محاولة تهريب سلاح للمقاومة الفلسطينية، وكذلك التعاون مع جهات معادية للاحتلال. وحكم بالسجن لمدة 12 عاماً، إلا أنه أفرج عنه بعد أربع سنوات من سجنه بوساطة من الفاتيكان، ونُفي عام 1978 إلى روما، وبقي فيها حتى وفاته عام 2017. يُذكر أن تجسيد شخصية كبوتشي في فيلم سينمائي كان حلماً راود الفنان المصري الراحل فاروق الفيشاوي، وأوصى ابنه أحمد الفيشاوي بتحقيقه بعد وفاته.
دلالات
المساهمون