عادل كرم: الطريق الأقصر إلى النجومية

27 يوليو 2019
اتهم عادل كرم بالعنصرية تجاه السوريين (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن غريباً على الممثل اللبناني عادل كرم أن يسعى بشتى الطرق لصناعة خط جماهيري يحصد فيه نسبة من الشهرة متخبطاً بين اللوحات الكوميدية، من "لا يمل" و"ما في متلو"، والسينما، ليكون بطلاً في العديد من الأفلام اللبنانية، محاولاً الدخول بالدراما السورية عن طريق "بقعة ضوء" في ما سبق. كأنّ الوسط الفني يحتمل التجريب، حتى لو جاء على حساب الهوية أو تعريف الشخص بمهنة معينة، فمقدم البرامج هو ذاته الممثل، وربما يكون غداً المغني.
لعل عادل كرم شعر بتراجع جماهيريته في الساحة الإعلامية بعد انكفائه عن تقديم برنامج "هيدا حكي" لصالح برنامج فني حمل اسم "بيت الكل"، تحوّل فيه كرم إلى مهلل لضيف الحلقة أكثر من صانع لمحتوى كوميدي أو ناقد، مع الاستعانة بوجوه صاعدة لمحاولة "تعكيز" البرنامج وزيادة عدد متابعيه.

ابتعد عن المدخل الأساسي الذي عرفه به الجمهور بالمزج الواضح بين الستاند آب كوميدي والتقديم عن طريق برنامجه السابق "هيدا حكي" بعد عدة مواسم حصدت نسب مشاهدات عالية وضيوف بارزين، قبل أن يتبعه هشام حداد ويطلق برنامجه "لهون وبس" عبر الـLBC، مبعداً في ما بعد عادل عن سباق البرامج ومتخطياً له بنسب المشاهدات، ليقع كرم في فخ مزدوج: إما أن يرضى بهذا الواقع، أو أن يخلق فرصة جديدة له في التلفزيون.

هكذا، جاءت فكرة "بيت الكل" بالارتكاز على الفرقة الموسيقية، محولاً الفكرة لمبدأ منزل يستقبل من خلاله ضيوفه، مع تغيير الغلاف والديكور مع العنوان، والاعتماد على الشخصيات نفسها، لإنعاش أنفاسه الأخيرة من جديد بسوية أقل. لكن البرنامج سرعان ما تحول إلى منبر لمدح قناة العرض والترويج لبرامجها ومسلسلاتها عن طريق استقبال الممثلين والإعلامين المشاركين بهذه الأعمال، إضافة إلى استقبال النجوم المشاركين بالاحتفاليات التي تغطيها القناة، فتحول عادل كرم بهذه الطريقة إلى الطفل المدلل للشاشة، موفراً جهداً إعلانياً بابتكاره طريقة جديدة لتسويق الأعمال.

وبينما كان "بيت الكل" يطوي أول مواسمه، كان عادل يحصد نجاح فيلم "القضية رقم 23"، بعد الترشيحات العالمية والجوائز التي حازها الفيلم، وحولت بطله إلى نجم سينمائي سيحول نظره باتجاه الأعمال العربية المشتركة، كونها الخط الأبرز في الإنتاج العربي داخل الشرق الأوسط، وهي السبيل الوحيد لرفع رصيد الشهرة خلال فترة قصيرة، ليوقع عقداً مع شركة الصباح لمدة ثلاث سنوات، وهي الشركة الصديقة لقناة MTV اللبنانية التي يظهر من خلالها كرم، وتدأب على عرض أعمال الصباح منذ سنوات.



العمل الأول كان "دولار"، الذي تأخر عرضه عدة مرات لينطلق على شبكة "نتفليكس" في أغسطس/ آب المقبل، أما المفاجأة فكانت من خلال انضمام عادل كرم إلى مسلسل "الهيبة" في موسمه الرابع، وبمعلومات غير واضحة عن ماهية دوره، خاصة بعد تمويه الشركة للموضوع بالحديث عن دراسة الممثل لإمكانية الانضمام في حال توفرت الشخصية المناسبة.
في حين كان خبر الانضمام مثار سخرية لدى شريحة واسعة من الجمهور، التي لطالما تابعت انتقاد عادل كرم للسوريين وتهجمه عليهم في برنامجه "هيدا حكي"، ما أدى في ما سبق إلى قرصنة صفحته الرسمية من قبل قراصنة سوريين رداً على ما وصفوه بالعنصرية المقيتة، فكيف يقبل ببطولة مسلسل كتابه ومخرجه وأبطاله الرئيسيون سوريون؟
وليس الحديث عن مدى أهمية "الهيبة" في استنساخ جزء رابع، بقدر التركيز على تصدر عادل كرم بهذه السرعة قائمة نجوم الدراما العربية المشتركة، إلى جانب نخبة من الأسماء السورية، وكأن شركة الصبّاح وجدت أخيراً النجم اللبناني الذي سيحمل كفة الأعمال المشتركة من دون الحاجة لوجود بطل سوري في المقدمة.
المساهمون