راغب علامة: الوقت فات

11 ابريل 2019
لم تستطع الأغنية الجديدة أن تكون بمستوى السابقة (فيسبوك)
+ الخط -
بالتزامن مع ظهوره مساء يوم الجمعة الفائت في برنامج "لهون وبس" للإعلامي هشام حداد، أطلق النجم اللبناني راغب علامة أغنية "صدفة" قبل ساعات من بث الحلقة المسجلة عبر حسابه على يوتيوب.

الأغنية من كلمات وألحان أماني النوري، نُشرت على طريقة LYRIC VIDEO واستطاعت أن تحقق نسب مشاهدة عالية بعد أن نجحت في إحداث ضجة كبيرة على مواقع التواصل في غضون أيام، نظرًا إلى طريقة الترويج الذكية التي تم اتباعها في التمهيد لإصدار الأغنية المرتقبة سلفًا، حيث كان من المقرر إصدارها بشكل حصري خلال لقاء علامة بحداد في برنامج الأخير، إلا أن الأغنية قد تم تمريرها قبل بدء البرنامج بساعات قليلة من دون معرفة الأسباب.

السبب الآخر في سرعة تداول الأغنية الجديدة لعلامة عبر منصات التواصل هو مضمونها المفاجئ، إذ جاءت استكمالاً لأغنية علامة الرومنسية "آسف حبيبتي"، التي صدرت عام 1993، من تأليف بهاء الدين محمد وتلحين حسن أبو السعود.

رغم الانتشار السريع لـ "صدفة"، إلا أنها لا ترقى لمستوى الجزء الأول من الأغنية من حيث الكلمات والألحان، بل جلّ ما يميزها إضافة إلى أداء علامة المفضل لدى فئة كبيرة من الجمهور العربي، هو اللفتة الدرامية المدرجة في الأغنية التي تعيد المرء إلى ذكريات الثمانينيات والتسعينيات، بعد أن تم إدخال مقطع قصير من "آسف حبيبتي" بشكل مفتعل واضح ليتلاءم مع مضمون الأغنية وتركيبتها الشبيهة بالحبكة الدرامية، فيتعامل معها كقصة حب يجب تكملة أحداثها وطرح تصوّر ما يمكن أن يحل بالطرف الآخر من العلاقة المفترضة، وتأثير العامل الزمني الافتراضي فيه داخل فضاء الأغنية، الأمر الذي يبدد حفيظة المتابعين وتشوقهم لمعرفة النهاية المؤجلة لسنوات طويلة.

هذا ليس بالأمر الجديد، فقد سبق وأن تم استعمال هذه الطريقة من قبل الفنان اللبناني وائل كفوري في أغنيته "لو حبنا غلطة" التي صدرت عام 2009، حيث أعاد استكمالها في جزء آخر وربط بين موضوعين مختلفين يصبان في سياق الأغنية فأصدر الجزء الثاني بعنوان "هلأ تافقتي" عام 2017، ولاقت نجاحًا ورضَى كبيرين من قبل المعجبين والمتابعين.

لم تبدأ الحكاية عند كفوري وعلامة؛ ففارس الغناء العربي عاصي الحلاني كان سبّاقًا في طرح هذا الأسلوب عندما أصدر ألبومه "يا ميمة" عام 1996 الذي حمل بعض أنجح الأغنيات التي قدمها الحلاني في مسيرته الفنية، منها أغنية لحنها الحلاني بنفسه، هي "يا ناكر المعروف"، التي لا تزل محفورة في ذاكرة الجمهور العربي (شأنها شأن "آسف حبيبتي")، ليعيد الحلاني تكملتها بأغنية "بعد السلام"، ولكنها لم تلق تأثيرًا واستجابةً مثلما فعلت الأولى. هذه الأغنيات القديمة، التي لها أثر كبير لدى جيل التسعينيات وحتى جيل العقد الثاني من الألفية الثانية الميّال للأغنية والألحان المعاصرة، يمكن اعتبارها من وجهة نظر عامة من المحرّمات، إذ لا تقبل المساس بها ولا شيء يستدعي العبث بها، وهو أمر يبدو قد غفل أو أُغفِل عنه، ولم يعيروه أهمية لها وقعها عند ذاكرة المستمع.

في وقت طرح السوبر ستار أغنيته الجديدة، كان لا يزال الجمهور اللبناني والعربي يتذوق طعم إصداراته الأخيرة المتواترة النجاح، بدءًا من أغنية "اتركني لحالي" عام 2017 وما تلاها، وبذلك يحسب لعلامة تميزه وحنكته في اختيار أغانيه وتصدرها قائمة الأغاني الأكثر استماعًا.

وإن كان هذا النوع من التقديم يشبه في حلته الفنية عروض المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية التي تقبل التمدد لأجزاء جديدة غايتها الإمتاع والتمتع بنجاحاتها، إلا أنه يمكن اعتبارها بالمبدأ أسلوبًا جديدًا على ما يبدو في طرح الأغنية المعاصرة وقد تلقى رواجًا لها عند فناني ونجوم آخرين في قادم الأيام.
المساهمون