يحتفي المهرجان بدورته العاشرة التي تستمر حتى 12 من الشهر الجاري، مسلطاً الضوء على جيل جديد من المخرجات، والمخرجين المهتمين بالقضايا الحقوقية، والقضايا المعاصرة ذات العلاقة.
وينظم المعمل 612 للأفكار هذه الدورة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والمركز الثقافي الملكي شريكاً إستراتيجياً، من خلال عرض مئة فيلم منها الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، والتحريكية.
واختار المهرجان الفيلم الدنماركي "عرب غربيون" فيلم الافتتاح بحضور مخرجه عمر الشرقاوي.
وقع الاختيار على هذا الفيلم، بسبب تجربة الشرقاوي الجريئة في دفع الكاميرا إلى عمق أسرته، ليكشف بجرأة عن تشظيات الهوية، وسوء الفهم بين جيلين، والمحبة المغلفة بلغة خشنة.
يريد عمر الشرقاوي أن يتقرب من والده منير. في الدنمارك ، تنكر طبيعة المدينة المعتدلة الهادئة شخصية الأب منير العصبية العنفوانية. ويحرص عمر على ضبط شخصيته المطابقة لأبيه، ليتجنب رفض المجتمع له.
نشأ عمر في أسرة تنظر إلى العنف والعدوان وسيلةً لحل المشاكل، مما دفع عمر لإخراج أفلام الحركة والإثارة.
وكثيراً ما اختار عمر والده ليمثل في أفلامه بغية أن يقترب منه أكثر. يستخدم الفيلم المواد الوثائقية ومشاهد من هذه الأفلام الروائية الخاصة بعمر. على مدى اثني عشر عاماً، يمثل الفيلم تجربة غير مسبوقة للمخرج عمر الشرقاوي لفهم علاقته المحفوفة بوالده وتأثيرها على هويته.
Facebook Post |
تتوزع عروض الأفلام في عشر مدن أردنية إلى جانب العاصمة عمان هي: إربد، وعجلون، وجرش، والسلط، والزرقاء، والرصيفة، ومادبا، والكرك، ومعان، والعقبة.
ويركز "كرامة" في دورته هذه التي تتوج عقداً من مسيرته منذ انطلق عام 2010، على تطلعات الشباب، والمساواة بين الجنسين، والأثر الاجتماعي للثورات ذات المد والجزر خلال عشر سنوات.
كما يتناول قيادة التغيير الاجتماعي، وقضايا اللاجئين والنزوح، وحقوق الأطفال وحمايتهم من مناطق الصراع والحرب، والبيئة وقضاياها، ودور الشباب في نشر الوعي حول هذه الإشكاليات التي تتصاعد كل عام.
وقالت المخرجة سوسن دروزة مديرة مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان لـ"العربي الجديد" "أن يستمر هذا المهرجان طيلة هذه العام هو الإنجاز الحقيقي له. فتنظيم حدث دولي يركز على قضايا حقوقية ترك بصمته للأجيال من خلال برمجة مميزة للأفلام في المملكة".
وأضافت "مهرجان كرامة يتمحور حول القضية الإنسانية، وجوهرها، ويستخدم الفيلم وسيلة توعية جادة، وأداة تثقيفية للجمهور المثابر، ويفتح له أبواب التساؤل، والبحث بطرق جديدة .
ومنذ بدايته حرص "مهرجان كرامة" على تبني ثيمة مختلفة لكل عام، ببعد إنساني معاصر، تعكس التغيرات السياسية والاجتماعية التي عاصرها الشباب وشكلت عنصراً بصرياً في خياراته السينمائية، بين التغيير، والنزوح، والتطرف، والإرهاب، والإنسانية، والمشاركة الاجتماعية، والدعم، والوحدة.. وغيرها.
وللمهرجان خمس نسخ مماثلة في دول عربية هي : كرامة فلسطين في ديسمبر/ كانون الأول 2013، كرامة موريتانيا منذ مارس/ آذار 2014، كرامة بيروت منذ يوليو/ تموز 2016، وكرامة تونس منذ 2017، وآخرها كرامة اليمن في إبريل/ نيسان 2019.
عن عروض هذه الدورة أوضح المدير الفني للمهرجان المخرج إيهاب الخطيب أن المهرجان "اختار المهرجان هذا العام ثيمة " فكّر للأمام" التي تمثل زبدة كل الدورات السابقة، وتعكس الرؤية التي أسس كرامة من أجلها وسيستمر على هذا المنوال ".
وأضاف "تكرّم هذه الدورة جيل كرامة الأول، من الشباب الواعي لقضايا حقوق الإنسان، ويطرح اختيارات لأفلام عربية تهتم وتعالج قضاياهم وقضايا المنطقة بأكملها".
وفي لفتة من المهرجان، تقرر عرض أفلام غير مكتملة، باعتبار ذلك حقاً لها في إكمال حكايتها المبتورة، إذ أن أصحابها لم يستطيعوا المضي فيها، لأسباب مختلفة منها الموت، والاعتقال، والإخفاء القسري.
وللمهرجان جائزة لدعم الأفلام تحمل اسم "جائزة أنهار الدولية " ولدت في عام 2016، بهدف دعم أفضل الأعمال السينمائية التي تتناول قضايا حقوق الإنسان في العالم العربي.
بينما أطلقت جائزة "ريشة كرامة" لدعم الأفلام المتنافسة في الفئات المختلفة بين وثائقي وروائي وقصير وتحريكي في دورته السادسة في العام 2015، وهي مستمرة منذ ذلك الوقت، وتمنحها لجنة تحكيم من نقاد وسينمائيين محليين، ودوليين.
ويتلقى المهرجان الدولي كرامة سنوياً نحو 800 فيلم من خلال طلبات الإدراج، للمنافسة في مسابقاته وأقسامه المختلفة، حيث عرض نحو 500 فيلم علىى مدار السنوات التسع الماضية من 66 بلداً.
يذكر أن "معمل 612"، مجموعة مكونة من المفكّرين والعاملين في مختلف القطاعات، والتخصصات، ينشغلون بتصميم المشاريع المبتكرة القائمة على القضايا النوعية المتعلقة في العالم العربي. ومن خلال وظيفتها بوصفها حاضنة للمفكّرين والفنانين، تعمل على مساعدتهم على الانخراط في العمل والتفكير الإبداعي.
وبهذا يسعى معمل 612 أيضاً لإنشاء جماعة تأثير اجتماعية وفنية يمكنها التعبير عن أولويات المنطقة بشكل جماعي، وليس فقط بصوت فردي.
وقد صمم نموذج "معمل" بشكل يسمح لإنتاج وتعزيز إنتاج الأفلام والبرامج الوثائقية وفنون الفيديو، وغيرها من المشاريع الفنية والمرئية، مع التركيز على الأعمال التي تمتلك القدرة إحداث التغيير في مجتمعاتنا المدنيّة.