"غولدن غلوب" الـ76 تُكرّم عربياً: رامي مالك أفضل ممثل

08 يناير 2019
نال مالك جائزة أفضل ممثل درامي (Imdb)
+ الخط -
بدأ موسم الجوائز السينمائية الدولية بفوز يمتلك بُعدًا عربيًا، بعد 53 عامًا على فوز مُشابهٍ له، حصل عليه ممثل عربي الأصل، كان يعمل في السينما الغربية. فمساء الأحد، 6 يناير/ كانون الثاني 2019، نال الأميركي المصري الأصل رامي مالك جائزة "غولدن غلوب" لأفضل ممثل في فيلم درامي، عن دوره في Bohemian Rhapsody لبراين سينغر، الفيلم الحائز على جائزة "غولدن غلوب" لأفضل فيلم درامي. وجائزة مالك هي نفسها التي حصل عليها عمر الشريف عن دوره في "الدكتور زيفاغو" (1965) لديفيد لين، في دورة عام 1966. 

وللعرب حضور آخر، متمثّل بترشيح "كفرناحوم" للّبنانية نادين لبكي لـ"غولدن غلوب" أفضل فيلم أجنبي، رغم أنه لم يفز بها، وهو اختير في "اللائحة القصيرة" لـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي، علمًا أن الإعلان عن الترشيحات الرسمية كلّها لـ"أوسكار" سيكون في 22 يناير/ كانون الثاني 2019، على أن تُوزّع الجوائز في 24 فبراير/ شباط 2019.

ولعلّ فوز رامي مالك يبقى الأقدر على إثارة مفاجأة جميلة، فهو لا يزال يخطو خطوات أولى في التمثيل السينمائي، بعد نجاحات متفرّقة وقليلة في أعمالٍ تلفزيونية مختلفة. وتأديته شخصية المغني فريدي ميركوري مُثيرة لمتعة المُشاهدة، لتمكّنه من تحويل المهنة إلى فعل إنساني مليء بحيوية الارتباكات والمسارات والمشاغل العديدة، التي عاشها ميركوري في حياته وفنّه. والفيلم، إذْ يروي فصولاً من سيرة ميركوري، مُرشَّحٌ في فئة "الفيلم الدرامي"، رغم كونه أقرب إلى الفيلم الموسيقيّ ـ الغنائيّ. لكن إمعانه في سبر أغوار الشخصية الأساسية كفيلٌ، إلى حدّ ما، في تحويل الموسيقيّ إلى الدراميّ المرتكز على الغناء والموسيقى والحفلات الاستعراضية.

في المقابل، فإن فوز "كتاب أخضر" (Green Book) لبيتر فاريلّي بجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي يطرح، بدوره، سؤال التصنيفات، رغم أن فيه منحى موسيقيًا، إذْ يسرد تفاصيل رحلة يقوم بها دون شيرلي، وهو عازف بيانو وموسيقيّ جاز أفروأميركي، برفقة توني ليب، وهو عميل أمني إيطالي أميركي، في ولايات أميركية جنوبية محافظة ومتشدّدة، مطلع ستينيات القرن الـ20. والفيلم نفسه يحصل على جائزتي أفضل سيناريو لفاريلّي وبراين هايس كورّي ونِكْ فالّيلونغا، وأفضل ممثل في دور ثان لماهرشالا علي.

بعيدًا عن التصنيفات، فإن الجوائز السينمائية للنسخة الـ76 لـ"الكرة الذهبية (غولدن غلوب)"، التي تمنحها "جمعية الصحافيين الأجانب في هوليوود"، توزّعت على فئات عديدة، علمًا أنها تُعتبر، دائمًا، بمثابة تمهيدٍ لجوائز "أوسكار"، كما أن حفلتها، مساء أول من أمس الأحد (بتوقيت لوس أنجليس)، التي قدّمها الممثلان آندي سامبرغ وساندرا أوه وعرضتها مباشرة المحطة التلفزيونية الأميركية NBC، تمتلك شروط الاستعراض والأضواء، وتستقطب الإعلام الدولي، ويُشارك فيها نجوم كثيرون يعملون في صناعة الترفيه، خصوصًا أن "جمعية الصحافيين الأجانب في هوليوود" تمنح جوائز أخرى للأعمال التلفزيونية في الوقت نفسه.

أما الفئات، فتعتمد تقسيمًا للأنواع بين "فيلم درامي" و"فيلم كوميدي أو موسيقي"، في فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل وممثلة فقط، بينما الفئات الأخرى تتجاوز هذا التقسيم. وإذْ تذهب جوائز "أفضل فيلم" إلى المنتجين عادة، فإن الجوائز الأخرى تُمنح لصانعي الفئة. فجائزة أفضل إخراج نالها المكسيكي ألفونسو كُوارون عن فيلمه الرائع "روما"، الحاصل على جائزة "الكرة الذهبية" لأفضل فيلم أجنبي أيضًا، ما يطرح سؤال آلية التعامل المقبل للمنصّة الأميركية "نتفليكس"، مُنتجة الفيلم، مع مسألة التوزيع. فالمنصّة، المتشدّدة سابقًا في احتكار بثّ الأفلام التي تُنتجها على شاشتها، توافق على عرض تجاري لـ"روما"، بعد عرضه الدولي الأول في الدورة الـ75 (29 أغسطس/ آب ـ 8 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي"، وفوزه بـ"الأسد الذهبي". وهذا يضع المنصّة أمام إلحاح موزّعين وأصحاب صالات أوروبيين تحديدًا، يتمثّل بضرورة التوزيع التجاري للأفلام المُشاركة في المهرجانات الدولية.
و"روما"، المختار في "اللائحة القصيرة" لـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي لعام 2019، يستعيد فترة سبعينيات القرن الـ20 في العاصمة المكسيكية، ليروي مشاهدات يعرفها المخرج نفسه أيام مراهقته، فيُصوّرها بالأسود والأبيض، وبلغة أقرب إلى السرد التأمّلي الهادئ لأحوال وانفعالات وحالات تمتد من داخل المنزل العائلي إلى الخارج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بسلاسة وعمق وجماليات بديعة.

أما الجوائز الأخرى، فكانت على النحو التالي: أفضل ممثلة في فيلم درامي غلن كلوز عن دورها في "الزوجة (The Wife) للسويدي بيورن رونج، وأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي كريستيان بايل عن دوره في Vice لآدام ماك كاي، وأفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي أوليفيا كولمان عن دورها في The Favorite ليورغوس لانتيموس، وأفضل ممثلة في دور ثانٍ ريجينا كينغ عن دورها في If Beale Street Could Talk لباري جانكيس. بالإضافة إلى هذا كلّه، هناك جوائز الفئات الفنية: أفضل أغنية أصلية بعنوان Shallow التي تُغنّيها لايدي غاغا في فيلم A Star Is Born لبرادلي كووبر، الذي تمثّل فيه أيضًا الدور النسائي الأول، والمُرشّحة رسميًا عنه في فئة أفضل ممثلة في فيلم درامي؛ وأفضل موسيقى لجاستن هورفيتز عن عمله في "الرجل الأول" لداميان شازيل؛ وأفضل فيلم تحريك لـ Spider-Man: Into The Spider-Verse لبيتر رامسي وبوب بيرسيشاتي ورودني روثمان.
بالنسبة إلى الجوائز التلفزيونية، فكانت النتائج على النحو التالي:
أفضل مسلسل درامي: "الأميركيون"؛ أفضل مسلسل موسيقي أو كوميدي: The Kominsky Method؛ أفضل سلسلة تلفزيونية صغيرة أو فيلم تلفزيوني: "قتل جياني فيرساتشي: قصة جريمة قتل أميركية"؛ أفضل ممثل وممثلة في مسلسل درامي: ريتشارد مادن (Bodyguard) وساندرا اوه (Killing Eve)؛ أفضل ممثل وممثلة في مسلسل موسيقي أو كوميدي: مايكل دوغلاس (The Kominsky Method) وراشيل بروسناهان (The Marvelous Mrs Maisel)؛ أفضل ممثل وممثلة في سلسلة تلفزيونية صغيرة أو فيلم تلفزيوني: دارن كريسّ (قصة جريمة قتل أميركية) وباتريسيا آركيت (Escape At Dannemora)؛ أفضل ممثل ثان وممثلة ثانية في سلسلة تلفزيونية صغيرة أو فيلم تلفزيوني: بن ويشاو (A Very English Scandal) وباتريسيا كلاركسن (Sharp Objects).
المساهمون