التحدي الإلكتروني: منافسة الناشطين وانتصار الميديا البديلة

27 يوليو 2018
الفنان دريك "دي جي" الاغنية الراقصة (Getty)
+ الخط -
قبل أسابيع، انتشر على موقع "فيسبوك" ما يُسمى برقصة الـ"كيكي". يفتح أحدهم باب السيارة وهي تسير، ينزل ويبدأ بالرقص على أنغام أغنية. انتشر الفيديو بسرعة على المواقع، وراح الناشطون يتناقلونه على مواقع التواصل الاجتماعي. قال بعضهم إن رقصة أو تحدي "كيكي"، الذي خاضه عدد كبير من المشاهير والفنانين على الأغاني، يرجع أصلها إلى مصر.

وقالوا إن هذه الرقصة ظهرت في مصر في ستينيات القرن الماضي، عندما قامت فرقة رضا بالرقص على أنغام أغنية "الأقصر بلدنا بلد سواح"؛ حيث رقص أفراد الفريق على أنغام الأغنية أثناء سير عربات الحنطور.

لكن، لمن يعرف، فالقصة بدأت مطلع الشهر الحالي، حين نشر حساب theshiggyshow على تطبيق إنستغرام، أغنية In My Feelings للمغني الكندي "دريك" على مقطع فيديو يُظْهر شابا يرقص على الأغنية بشكل كوميدي، وتفشت الأغنية على السوشيال ميديا بشكل هستيري، لم يخل من بعض الخطورة كما تناولتها بعض المواقع الإخبارية، وتحولت "مزحة" الرقص إلى جانب سيارة تسير على الطريق، إلى حدوث حالات إصابات صدم ووفيات في مقاطع فيديو نُشرت لكنها تحتاج إلى تأكيد.

تلقى الوسط الفني العربي التحدي بنجاح حتى اليوم. عشرات الفيديوهات التي انتشرت خلال أيام، استطاعت أن تحصد معها مئات ردود الفعل بين القبول والنقد والرفض. الممثلة دينا الشربيني رقصت على نغمات أغنية الفنان عمرو دياب "شوقنا"، وهو الأمر الذي ربطه البعض بكونها أغنية زواجهما الذي لم يعلناه رغم ارتباطهما.

Instagram Post



ونشرت الفنانة التونسية درة فيديو لها خلال أدائها رقصة تحدي كيكي عبر أغنية "In My Feelings"، على حسابها في إنستغرام، حيث نزلت من سيارتها وواصلت الرقص والجري معاً على أنغام الأغنية.




يقول خبير مواقع التواصل اللبناني، نديم الكردي: "كل فترة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات هي أقرب للقفشات، وتدخل في إطار المنشور الترفيهي المُضحك، ويقوم بعض الناشطين على مواقع التواصل بإعادة تصوير "القفشة" أو "الطرفة" ونشرها، كما حصل مع السائحة التي اعترضت فريق التلفزيون مباشرة على الهواء ونادت في ما اعتقد المتابعون العرب لـ"غسان"، وهي لم تلفظ اسم غسان بل قصدت "هرتسل" بحسب التوضيح الذي نشره عدد كبير من الرواد، وانتهى التفاعل بعد قرابة أسبوعين. في لبنان تحديداً، نُفذ أكثر من 600 فيديو يقلد تلك المرأة التي تنادي قريبها، ضمن إطار فكاهي مُضحك.

لا يبتعد ما نشاهده اليوم، بحسب الكردي، عما حصل في عام 2015 وسُمي بتحدي "سطل الثلج". كلنا يذكر تفاعل اللبنانيين مع الظاهرة التي اجتاحت الولايات المتحدة الأميركية، ودفعت عدداً لا يستهان به من الفنانين العرب إلى التجربة؛ فظهرت الفنانة نجوى كرم في التحدي، وحققت نحو مليون ونصف المليون مشاهدة، فضلاً عن الفيديوهات التي صورت لمعجبي كرم. وقام بعضهم بتبادل نشرها باستخدام mention أو Shares لتحقيق تفاعل، أو بمعنى أدق ترويج للفيديو الأصل، أو الظاهرة.

يختم نديم الكردي بالقول: "تُسمى هذه الظاهرة نوعًا من التفاعل بين الفاعل والمتلقي، على مواقع التواصل، وتؤكد على صلة أو علاقة هذا الناشط بما يحصل على الشبكة الافتراضية، وكيفية التعاطي معه، بتقبله أو رفضه، لكن لا بد من التحذير من مثل هذه الأفعال أحياناً والتي يجب ان تراعى فيها النفس من أي مخاطر قد لا نراها في الفيديو الأصلي، أو تسبب إساءات للبعض".



غرامات


في القاهرة، يبدو أن الاتجاه، يسير في طريق تغريم بعض راقصي "كيكي". بحسب معلومات متداولة، فإن مجدي الشاهد، الخبير المروري المصري، لم تعجبه رقصة كيكي التي أعادت تقديمها مجموعة من الفنانات، منهن كما ذكرنا، دينا الشربيني وياسمين ودرة، في الشارع بجوار سياراتهن، وعلق الشاهد بالقول: "أرجو ألا يمر الأمر بسهولة ولا بدّ من توقيع عقوبة على كل من أدى هذه الرقصة".

وأضاف في مداخلة عبر قناة "ten" الفضائية، أن هذه الرقصة ربما ستسبب فوضى عارمة في الشوارع، مؤكداً أن القانون لن يترك كل من قام بهذه الرقصة التي تخالف قانون المرور، وتسبب في تعطيل حركته، وتوقع عقوبة عليها بالحبس سنة أو غرامة 3000 جنيه مصري

تحدي المنيكان

اعتُبر عام 2016 تحدي المنيكان أو الجماد. أقل هذه التحديات خطورة أو صعوبة بالمعنى الأصح، كون هذا التحدي يتلخص في رقصة تجعل صاحبها يشبه المنيكان، إذ يتجمّد مثله، ويرفع يديه الاثنتين إلى الأعلى مع ثني الجزء الأول من يده، فيبدو وكأنه منيكان، ثم يبدأ بالرقص البطيء. انتشار هذا التحدي بدأ عندما أدى طلاب مدرسة إدوارد وايت، في ولاية فلوريدا الأميركية، هذه الرقصة مع مدرسهم مايك شوندك، وعمدوا إلى تصوير مقطع فيديو لتأديتهم لهذه الرقصة بشكل جنوني، ما جعلها تنتشر بشكل كبير على الإنترنت، وشكلت ظاهرة للشباب تحديداً، حتى أنها دخلت إلى بعض المؤسسات، وعلى نطاق موظفين تجمدوا أمام مكاتبهم أو حواسيبهم، ثم يتحركون، بعدها، بشكل بطيء.

المساهمون