فيلم "ستان وأولي"... تحية لثنائي الكوميديا لوريل وهاردي

29 ديسمبر 2018
"ستان وأولي" يستعيد سيرة اثنين من أشهر رموز الكوميديا(فيسبوك)
+ الخط -
بدأت في الولايات المتحدة الأميركية، أمس الجمعة، عروض فيلم "ستان وأولي" (Stan & Ollie)، الذي يحكي سيرة ثنائي الكوميديا الشهير "لوريل وهاردي". وكان الفيلم قبل عرضه جماهيرياً في أميركا والعالم مع بداية السنة الجديدة، قد عرض لأول مرة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمهرجان لندن السينمائي (BFI).

الفيلم المصنف كوميديا - دراميا، من إخراج جون إس. بيرد وسيناريو جيف بوب، ويؤدي فيه ستيف كوغان دور ستان لوريل، وجون سي رايلي دور أوليفر هاردي.

حاز الفيلم على تقييمات عالية من النقاد، ليس فقط بفضل تقمص الممثلين لشخصيتي لوريل وهاردي وبعمق، بعد تدريبات طويلة، ولكن لأنه ذهب إلى منطقة غامضة في سيرة ثنائي طبقت شهرته الآفاق منذ أوائل عشرينيات حتى منتصف أربعينيات القرن الماضي.

واختار المخرج بيرد وكاتب السيناريو بوب عام 1953 منطلقاً للحفر في سيرة لوريل وهاردي. فبعدما قدم الاثنان 107 أفلام مشتركة، سيجدان نفسيهما في هذا العام وقد تجاوزا الستين من العمر، ولم تعد هوليوود متمسكة بهما، كما كانت الحال في عشرينيات وثلاثينيات القرن.

يقرر الثنائي خوض جولات مسرحية في إنكلترا، فيصطدما بواقع مرير، إذ كان الجمهور يملأ بالكاد ثلث قاعات العروض. يدخل الفيلم إلى توتر العلاقة بينهما، والخلافات المتوقعة بين أي شريكين، حتى وهما في ذروة المجد في عقد الثلاثينيات.

لذلك جاء العنوان "ستان وأولي"، وهما الاسمان الأولان للممثلين ستان لوريل، وأوليفر هاردي، ليحكي ما وراء الكواليس، علاقتهما مع صناع السينما، ونجاحهما الكبير وخيباتهما، واستحضار زوجتيهما اللتين لم تظهرا في الكادر السينمائي وعلى خشبات المسارح، لكن لهما دوراً فاعلاً: لوسيل هاردي، وإيدا لوريل.


الكثيرون من الجيل الجديد لا يعرفون من هو هذا الثنائي، مع أن المشاهد الفكاهية التهريجية لهما ما زالت متوافرة، ولو من خلال أيقونة الرجل البدين ذي الوجه المكتنز، الطيب الذي يعتقد أنه نبيه، والآخر القصير النحيل الغبي الذي يوقع نفسه وصديقه دائماً في ورطات.

الفيلم لا يعيد تشخيص هذين الممثلين. وهذا ما يوضحه مؤدي دور أوليفر هاردي، الممثل جون س. رايلي، إذ "لم يكن الهدف إعادة أفلامهما لأنها موجودة أصلا" أو "سرد ما يمكن أن نجده عبر ويكيبيديا في عشر ثوان عبر الهاتف".

"ستان وأولي" هما الإنكليزي ستان لوريل (1890 - 1965)، والأميركي أوليفر هاردي (1892 - 1957)، اللذان بدآ مع ظهور السينما الصامتة، وهما مع تشارلي تشابلن وباستر كيتن تربعوا على سدة الكوميديا.

ولكل من الممثلين أفلام عديدة في بداية القرن العشرين، حتى أنهما التقيا في أكثر من فيلم، مثل The Lucky Dog 1921، قبل أن يشكلا رسمياً الثنائي في العام 1927.

استلهم نموذج لوريل وهاردي في فن الفكاهة على مستوى العالم، وليس بعيداً عنا في الوطن العربي ثنائي "غوار الطوشة وحسني البورظان"، وقبل ذلك تأثرت بهما رسومات الفنان السوريالي البلجيكي رينيه ماغريت، بل وصل تأثيرهما - بحسب كتاب نقدي للكاتب الأميركي جوردان يونغ - إلى الكاتب الإيرلندي صموئيل بيكيت في مسرحيته "في انتظار غودو".

مع كل ما امتلكته أعمال لوريل وهاردي من قدرة على إسعاد الناس، فإن المخرج جون س. بيرد اختار إظهار صورة بطلين منهكين مثقلين بتعب السنين يبحثان عن آخر الفرص السينمائية، بدل التركيز على أمجادهما.

دلالات
المساهمون