يتجه عدد كبير من الفنانين اليوم إلى الترويج بمختلف أشكاله، القائمة تطول، ولو أن فكرة الترويج باتت تتجه حصراً إلى العالم الافتراضي، نظراً للسرعة القياسية في نشر الموقف أو الصورة و"الفيديو".
حالات كثيرة شهدتها بل غذتها مواقع التواصل الاجتماعي، لفنانين وناس عاديين، لبلوغ الشهرة، وعلى الرغم أحياناً من بساطة الواقعة. إلا أن التأثير التفاعلي لما يحصل وينشر أمامنا، هو الهدف الذي لا يعترف مع الوقت بقيمة الموقف أو الحادث، ولو كان دعابة أو قفشة مدروسة من قبل أصحابه.
بين الفنان والمعجبين، حكاية طويلة، بطلها الأوحد المزاجية التي تحكم معظم الفنانين في العالم، والصورة الواقعية لهؤلاء تجاه الناس العاديين أو الذين لم يعرفوا طعم الشهرة، وذنبهم الوحيد أنهم التقوا فناناً وحاولوا توثيق اللحظة إلى جانبه بصورة فوتوغرافية، أصبحت عُرفًا سهل المنال عبر الهواتف المحمولة.
الترويج السلبي
هنا تحضرنا حادثة تعثر الفنان راغب علامة قبل أسابيع قليلة على المسرح، ووقوعه لثوان قليلة، ما تسبب بموجة من الاستهزاء، والسخرية، دفعت بعلامة نفسه إلى إعادة نشر التغريدات، واستنكار ردود الفعل السلبية تجاه حادث عرضي.
هذا الاستغلال الواضح، بات ضرورة يومية، في اعتقاد بعض الفنانين، من أجل الترويج لأعمال غنائية، أو للفت الأنظار والفوز بـ "ترند" على المواقع الإلكترونية.
المغنية إليسا ليست بمعزل عن استغلال بعض المواقف السلبية، التي طبعت شخصيتها، على الرغم من هروبها من النقد الذي يُوجه لها وامتناعها لمرات عديدة عن التقاط صور مع معجبيها. كما أنها أثارت جدلاً أكثر من مرة بسبب إعلانها لمواقف سياسية واضحة في لبنان والعالم العربي. والمعروف أن إليسا من أكثر الفنانات مزاجية، في العالم العربي، وتحاول فرض آرائها بطريقة مختلفة عن زميلاتها، وهذا ما حمل لها مزيداً من الانتقادات، وحمل جزءًا من جمهورها إلى التأقلم مع مزاجيتها.
زميلة إليسا الفنانة شيرين عبدالوهاب، عمدت منذ سنوات إلى استغلال بعض المواقف التي تتابعها عبر الإعلام: في برنامج ذا فويس عمدت شيرين إلى ضرب زر استدارة الكرسي بحذائها تقليداً لريكي مارتن وكايلي مينوغ في النسخة الغربية من البرنامج، نفسه، لكن شيرين عرفت كيف تحاكي المتابعين لاستمالتهم وتأجيج ردود الفعل حول واقعة الحذاء الذي جاءت ادعاء وليس عفوية، كما هو حال المغنين في الغرب.
هفوات شيرين
شيرين لم تقف عند "هفوات" مستنسخة، في حفلها الذي أقيم في باريس مؤخراً فقلدت مرة ثانية المغنية العالمية "أديل" عندما تقربت من الجمهور وأمسكت بيد معجبة وقبلتها. الصورة التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت مزيداً من التفاعل بين من هو مؤيد، ومن قال إن شيرين تتقصد في كل مرة القيام بهذه المواقف من أجل لفت الأنظار.
ويتماشى أسلوب الفنان عمرو دياب أحياناً في تعاطيه مع وسائل الإعلام، مع مزاجية واضحة. تكاد تكون إطلالات دياب التلفزيونية معدودة، على الرغم من نجاحه الكبير، وشهرته الكبيرة، وتهافت معظم القنوات العربية على استضافته، لكنه يرفض ذلك، من دون أسباب مقنعة.
لكن أغلب المطلعين على مسيرة "الهضبة" يؤكدون أنه على الأرجح يتخوف من بعض الأسئلة المحرجة، التي ستجعل "المحاور" فيها صياداً لـ "سكوب" إعلامي، خصوصاً أن دياب مقل جداً في تصريحاته التلفزيونية والصحافية، ولعل استضافته وحدها تحقق نجاحاً ضمنيًا، مهما كانت الأجواء أو السعي لسبق من قبل البرنامج.
ويتشابه الفنان السعودي راشد الماجد مع ميول، أو أفكار زميله دياب في الظهور الإعلامي. ثمة صحافيون لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، هم الذين يفوزون بلقاء مع الماجد، عن غيرهم، ومن دون شك فإن ابتعاد الماجد عن وسائل التواصل الاجتماعي، يُعتبر سابقة لفنان في هذا العصر، وربما تدفع متابعيه إلى الحماس أكثر في انتظار أي عمل أو ردة فعل للفنان لا يحضر سوى بأغنياته فقط.
وحصلت مواقف عدة في بعض المهرجانات، منها ما حصل هذه السنة مع الفنانة نوال الزغبي، عندما تقدمت إليها معجبة في مهرجان جرش -الأردن، بعد محاولات ردها من قبل رجال الأمن، الأمر الذي استفز الزغبي، فأوقفت الغناء، وطلبت من رجال الأمن السماح للفتاة بالدخول إليها والتقاط الصور إلى جانبها، ثم عمد رجال الأمن إلى إخراج الفتاة بهدوء من على المسرح لتكمل الزغبي المهرجان، وتنشر الحادثة مصورة على مواقع التواصل، وتحصد مزيداً من التفاعل.
اللافت أن الفتاة نفسها، حضرت قبل سنوات إلى جرش، وحاولت العبور إلى لقاء المغنية اللبنانية نجوى كرم، فكان السيناريو نفسه الذي قامت به مع الزغبي، وهذا يدل على أن المعجبة تتقصد ذلك لأسباب مجهولة إنما تعود بالمنفعة على الفنانات، من باب الترويج.
ترويج ما قبل مواقع التواصل
وقبل مواقع التواصل الاجتماعي كان الفنانون يلجأون إلى المواقف السلبية أيضاً، ولكن هذه المرة من خلال إطلاق شائعات عن أنفسهم ودسها بين الصحافيين للترويج لها، مثل شائعات الطلاق والزواج والموت والاختطاف أو الاعتزال وارتداء الحجاب... وهي الشائعات التي كانت تعيد بعض الفنانين إلى الضوء بعد خفوت نجمهم.
اقــرأ أيضاً
حالات كثيرة شهدتها بل غذتها مواقع التواصل الاجتماعي، لفنانين وناس عاديين، لبلوغ الشهرة، وعلى الرغم أحياناً من بساطة الواقعة. إلا أن التأثير التفاعلي لما يحصل وينشر أمامنا، هو الهدف الذي لا يعترف مع الوقت بقيمة الموقف أو الحادث، ولو كان دعابة أو قفشة مدروسة من قبل أصحابه.
بين الفنان والمعجبين، حكاية طويلة، بطلها الأوحد المزاجية التي تحكم معظم الفنانين في العالم، والصورة الواقعية لهؤلاء تجاه الناس العاديين أو الذين لم يعرفوا طعم الشهرة، وذنبهم الوحيد أنهم التقوا فناناً وحاولوا توثيق اللحظة إلى جانبه بصورة فوتوغرافية، أصبحت عُرفًا سهل المنال عبر الهواتف المحمولة.
الترويج السلبي
هنا تحضرنا حادثة تعثر الفنان راغب علامة قبل أسابيع قليلة على المسرح، ووقوعه لثوان قليلة، ما تسبب بموجة من الاستهزاء، والسخرية، دفعت بعلامة نفسه إلى إعادة نشر التغريدات، واستنكار ردود الفعل السلبية تجاه حادث عرضي.
هذا الاستغلال الواضح، بات ضرورة يومية، في اعتقاد بعض الفنانين، من أجل الترويج لأعمال غنائية، أو للفت الأنظار والفوز بـ "ترند" على المواقع الإلكترونية.
المغنية إليسا ليست بمعزل عن استغلال بعض المواقف السلبية، التي طبعت شخصيتها، على الرغم من هروبها من النقد الذي يُوجه لها وامتناعها لمرات عديدة عن التقاط صور مع معجبيها. كما أنها أثارت جدلاً أكثر من مرة بسبب إعلانها لمواقف سياسية واضحة في لبنان والعالم العربي. والمعروف أن إليسا من أكثر الفنانات مزاجية، في العالم العربي، وتحاول فرض آرائها بطريقة مختلفة عن زميلاتها، وهذا ما حمل لها مزيداً من الانتقادات، وحمل جزءًا من جمهورها إلى التأقلم مع مزاجيتها.
زميلة إليسا الفنانة شيرين عبدالوهاب، عمدت منذ سنوات إلى استغلال بعض المواقف التي تتابعها عبر الإعلام: في برنامج ذا فويس عمدت شيرين إلى ضرب زر استدارة الكرسي بحذائها تقليداً لريكي مارتن وكايلي مينوغ في النسخة الغربية من البرنامج، نفسه، لكن شيرين عرفت كيف تحاكي المتابعين لاستمالتهم وتأجيج ردود الفعل حول واقعة الحذاء الذي جاءت ادعاء وليس عفوية، كما هو حال المغنين في الغرب.
هفوات شيرين
شيرين لم تقف عند "هفوات" مستنسخة، في حفلها الذي أقيم في باريس مؤخراً فقلدت مرة ثانية المغنية العالمية "أديل" عندما تقربت من الجمهور وأمسكت بيد معجبة وقبلتها. الصورة التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت مزيداً من التفاعل بين من هو مؤيد، ومن قال إن شيرين تتقصد في كل مرة القيام بهذه المواقف من أجل لفت الأنظار.
ويتماشى أسلوب الفنان عمرو دياب أحياناً في تعاطيه مع وسائل الإعلام، مع مزاجية واضحة. تكاد تكون إطلالات دياب التلفزيونية معدودة، على الرغم من نجاحه الكبير، وشهرته الكبيرة، وتهافت معظم القنوات العربية على استضافته، لكنه يرفض ذلك، من دون أسباب مقنعة.
لكن أغلب المطلعين على مسيرة "الهضبة" يؤكدون أنه على الأرجح يتخوف من بعض الأسئلة المحرجة، التي ستجعل "المحاور" فيها صياداً لـ "سكوب" إعلامي، خصوصاً أن دياب مقل جداً في تصريحاته التلفزيونية والصحافية، ولعل استضافته وحدها تحقق نجاحاً ضمنيًا، مهما كانت الأجواء أو السعي لسبق من قبل البرنامج.
ويتشابه الفنان السعودي راشد الماجد مع ميول، أو أفكار زميله دياب في الظهور الإعلامي. ثمة صحافيون لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، هم الذين يفوزون بلقاء مع الماجد، عن غيرهم، ومن دون شك فإن ابتعاد الماجد عن وسائل التواصل الاجتماعي، يُعتبر سابقة لفنان في هذا العصر، وربما تدفع متابعيه إلى الحماس أكثر في انتظار أي عمل أو ردة فعل للفنان لا يحضر سوى بأغنياته فقط.
وحصلت مواقف عدة في بعض المهرجانات، منها ما حصل هذه السنة مع الفنانة نوال الزغبي، عندما تقدمت إليها معجبة في مهرجان جرش -الأردن، بعد محاولات ردها من قبل رجال الأمن، الأمر الذي استفز الزغبي، فأوقفت الغناء، وطلبت من رجال الأمن السماح للفتاة بالدخول إليها والتقاط الصور إلى جانبها، ثم عمد رجال الأمن إلى إخراج الفتاة بهدوء من على المسرح لتكمل الزغبي المهرجان، وتنشر الحادثة مصورة على مواقع التواصل، وتحصد مزيداً من التفاعل.
اللافت أن الفتاة نفسها، حضرت قبل سنوات إلى جرش، وحاولت العبور إلى لقاء المغنية اللبنانية نجوى كرم، فكان السيناريو نفسه الذي قامت به مع الزغبي، وهذا يدل على أن المعجبة تتقصد ذلك لأسباب مجهولة إنما تعود بالمنفعة على الفنانات، من باب الترويج.
ترويج ما قبل مواقع التواصل
وقبل مواقع التواصل الاجتماعي كان الفنانون يلجأون إلى المواقف السلبية أيضاً، ولكن هذه المرة من خلال إطلاق شائعات عن أنفسهم ودسها بين الصحافيين للترويج لها، مثل شائعات الطلاق والزواج والموت والاختطاف أو الاعتزال وارتداء الحجاب... وهي الشائعات التي كانت تعيد بعض الفنانين إلى الضوء بعد خفوت نجمهم.